يرى جيل دولوز أن الإنسان يقوم بالرحلات من أجل أربعة أهذاف أساسية، والمتمثلة في الرحلة من أجل البحث عن أب مفقود، وفي الرحلة من أجل المتعة، وفي الرحلة كشكل من أشكال الترحال، وأخيرا الرحلة من أجل التأكد من واقع ما. في أدب الرحلات الأوديبي: هناك مجموعة من الصحفيين الذين عايشوا حروب متعددة في الفيتنام وأفغانستان والعراق...، والذين يقومون بعد عودتهم إلى بلدهم الأصلي برواية الوقائع والأحداث التي عايشوها. وتدخل رحلاتهم، في نظر جيل دولوز، في إطار البحث عن أب مفقود، وبالتالي يمكن اعتبار أن هذه الرحلات مسألة أوديبية يعيشها هؤلاء الروائيين. في أدب الرحلات والمتعة: ينطلق جيل دولوز من عبارة لسامويل بيكت التي يعتبر فيها نفسه إنسانا غبيا، لكن ليس لدرجة القيام برحلة من أجل المتعة. في أدب الرحلات والترحال: يرى جيل دولوز بأن الرحل لا يسافرون قط، بل بالعكس من ذلك، إنهم مرتبطون أشد ارتباط وأكثر من أي كائن آخر. في الرحلات والتأكد من حقيقة ما: ينطلق جيل دولوز من عبارة لمارسيل بروست التي يرى فيها أن الرحلة تخول لصاحبها التأكد من حقيقة ما، والتأكد من أن ذلك اللون يوجد فعلا هناك. وأن الإنسان الحالم السيء، يضيف بروست، هو ذلك الشخص الذي لم يتأكد من وجود اللون الذي حلم به في مكانه، والحالم الجيد هو ذلك الشخص الذي تأكد فعلا من وجود اللون في مكانه. هذا، ويعتبر جيل دولوز أن الرحلة هي نوع من القطيعة الخاطئة، حيث يرى فرنسيس سكوت فيتزجيرالد أنه لاتكفي رحلة حقيقية من أجل القيام بقطيعة حقيقية. كما أن جيل دولوز يبحث عن الرحلة في كتاب جيد أو في موسيقى جيدة. بحث مستمر للرحلة في أنظمة ثابتة كالموسيقى أو الفلسفة. مما يدعو بالضرورة إلى الحديث عن جيوموسيقى وجيوفلسفة، والتي تعد، في نظر جيل دولوز، كبلدان عميقة وأراضي غريبة. عبدالعالي نجاح Abdelali Najah Journaliste et Ecrivain [email protected]