رمضان بنسعدون أصبحت مدينتي بوعرفة و عين بني مطهر في الأونة الأخيرة تعجان بالعديد من النشطاء في تجارة الترفاس و الذين يتوافدون من غرب المملكة لاقتناء هذه المادة الجد حيوية التي يصادف نزول بذورها "منزلة الشولة" و هي مادة استهلاكية تسمى الكمأة و قد حسبها البعض أنها المن الذي ذكر في القرآن الكريم "و أنزلنا عليهم المن و السلوى " جرى هذا في عهد بني إسرائيل .. و الترفاس نبات ورقي فطري لذيذ الطعم و عالي القيمة الغذائية و التحليلات التي أجريت عليه تثبت أنها تتفوق على العديد من الأغذية النباتية و الحيوانية لاحتوائه 20 بالمائة من البروتين و 80 بالمائة من الدهون و يحتوي على "الميلاتونين" و "أحماض" التي لها تأثير في رفع كفاءة النشاطات الفيسيولوجية للجسم و فيه أيضا أحماض أمينية ضرورية للإنسان و أحماض دهنية غير مشبعة و يحتوي كذلك على نسب من "الحديد" و "الفسفور" و "البوتاسيوم" و "الكالسيوم" و "الماغنيزيوم" و نسب عالية من الزنك و النحاس ، عناصر حيوية يقل وجودها في الخضر و الفواكه و يحتوي على "الفيتامين بي 1 و الريبوفلافين بي 2" و هي من مجموعة "فيتامين ب" المقوية للأعصاب و المنشطة لعمليات إنتاج الطاقة ، و هذا النبات أصبح يزرع في أوروبا و يطلق عليه "إكسير الحياة" لما يحتويه من مركبات طبيعية لها تأثير بيولوجي مفيد للجسم مثل الهرمونات "الإسترولية" و "الميلاتونين الطبيعي " و الترفاس غني بفيتامينات لها مفعول قوي ضد العديد من الأمراض حسب بحث طبي مصري ك"السكري" مثلا .. و في هذا السياق قد عرف الترفاس أثمانا مرتفعة في بداية ظهوره هذا العام بحيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 120,00 درهم إلا أنه شهد مؤخرا مع توالي تكاثره في الأيام الأخيرة التي شهدت تساقطات مطرية مهمة انخفاضا ملحوظا في سعره و الذي وصل إلى 50,00 درهما ف ما بين 35,00 درهم إلى 45,00 درهما.: و يشهد وسط المدينة بكل من بوعرفة و عين بني مطهر اكتظاظا كبيرا لسماسرة و مضاربي الترفاس ، في المقابل فإن بعضا من أبناء البلدتين يتكبدون الصعاب في جلبه من مناطق نائية و أخرى متاخمة للشريط الحدودي المغربي /الجزائري و قد سجلت في السنوات الأخيرة ، حالات اختفاء لبعض ملتقطي الترفاس الذين سقطوا في قبضة الحرس الحدودي الجزائري فعادوا إلى أرض الوطن عبر معبر بني ونيف فيجيج بعد إخلاء سبيله من قبل وكيل الجمهورية الجزائرية ، و قد حدثت خلال هذا العام واقعتين خطيرتين تلك التي شهدتها منطقة عين الشعير أين نكل ببعض المواطنين من هذه البلدة في أعقاب تعرضهم لانتهاكات جسيمة من قبل عسكري رفيع المستوى بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة و الحادث الآخر كاد مواطن من بلدة إيش أن يفقد حياته بعد تيهه وراء الترفاس ليجد نفسه على خط التماس بين القطرين الجارين فباغثته طلقات نارية من قبل عسكري جزائري أصابت إحداها كتفه تسببت له في نزيف حاد .. و يذكر بأن أبناء مدينة بوعرفة الذين يجلبون الترفاس و بيعه لسماسرته الآتين من غرب البلاد وقعت بينهم خلافات حادة حول تحديد سعر بيعه لهؤلاء الذين يجنون منه أموال طائلة ببيعه لشركات خليجية و أجنبية في ثمن يتوافق مع مداخبل هؤلاء السماسرة ، حدث كان له وقع كبير داخل أوساط بائعي الترفاس ببوعرفة ، و ارتاح المواطن المسكين و المتوسط الحال الذي انطبق عليه المثل الشائع مصائب قوم عند قوم فوائد ، فانخفض ثمن البيع مقارنة مع السنوات الماضية ليصل مؤشره ما تحت الخمسين درهما .. و حسب بعض المصادر المطلعة بالمهجر فإن الجالية العربية و اليهودية بفرنسا تقتني مادة الترفاس عقب تصديرها مصبرة من أرض الوطن بأثمان باهضة قد تتراوح ما بين 500,00 درهم و 700,00 درهم للكيلوغرام الواحد.. و للإشارة فمنطقتي بوعرفة و عين بني مطهر تنفردان عن غيرهما من المناطق المغربية الأخرى بتواجد الترفاس من حيث الكمية و الجودة..