طارق الأندلسي / مكةالمكرمة / صدقت الشعوب العربية للمطالبة بإسقاط النظام و لا نظام ، حيث تتجلى الظاهرة في الأرض المقدسة أين يلتقي المسلمون بإختلاف أجناسهم و لغاتهم و مذاهبهم . شعوب ألفت الإكتضاض و إقتناص لقمة العيش في الإزدحام و الفوضى و شعوب لم تعتاد على الظاهرة فتبقى منبهرة . رغم الجهود المبذولة من طرف هيئة تسير الحرم و إبقاء طرق للنظام و السير الحسن للمعتمرين لتفادي الكوارث و رغم الإشارات الدالة باللغات المختلفة (عربية، إنكليزية، فرنسية ، فارسية، اردية، تركية...) على عدم الصلاة في الممرات ولكن يأبى المصلون أداء الصلاة في الممرات لإختصار طريق التوبة بعد العيش على فتات الربى و الإحتيال و.....و.....و........ عجبا لأناس جالسون ويصلون في ممرات السلالم فأي منطق هذا ، فلو لا قدر الله مصيبة تكون الكارثة لاتتصور جراء هذا التصرف لا عقلاني ولا نظام . عند الحجر الأسود تتزاحم الأنفس ويكون الأذى في أوجه قمته ، لاحرمة لا لكبير لا لطفل و لا لمرأة و تتعالى الفتاوي من أفراد الشعوب التي إعتادت على الإزدحام و الإكتضاض و الفوضى. إنه و الله لا شيء تذرف له الدموع و يحتصر له القلب لما آلت اليه عقلية الشعوب الإسلامية. الدراسة النموذجية لهذه العقلية تكون في الحرم حيث اختلاف الأجناس المتواجدة و لهدف العبادة يعني في قمة الإيمان. إن كانت المعاملة و الفعل بهذا الشكل و في هذا المكان المقدس ، حتما هناك مرض في قلوب الأمة ، يُستعجل تداركه و معالجته قبل أن نتطرق لشحن الأنفس بالشعارات الجياشية و بالتطرف اللامحدود وبلا منطق. هناك الكثير على الحركات الإسلامية و علماء الأمة و جمعياتها أن تعلمه لتربية الشعوب و إرجاعها لرشدها قبل المطالبة بمشاريع يقودها أناس مرضى وشعوب لا منطق لها. الجلوس في الصفا والمروة, ترى وفود الرحمان من كل الجنسيات يتجلى لك الشعور بالفخر لعظمة الإسلام و الإرث العظيم الذي تركه الفاتحون، عندما يمر فوج الأتراك بتنظيمه ينتابك شعور أن جذور الخلافة لم تنتهي ، ولكن سرعان ما ترجع للواقع عندما تسمع صراخ بعض إخواننا من الشعوب التي اعتادت على الفوضى فينقلب شعور العزة إلى النكسة في النفس و الحصرة على واقعنا. من أبراج الحرم الفاخرة إلى أبراج الصفوة و المحلات المجاورة حيث تتعالى لغة "صديق فيه مشكل" تمزج بلعكة لدى الجميع فالكل مصاب بلهجة "صديق" التي طغت على التعاملات لتواجد كم هائل من العمالة الآسياوية تزاول أعمال التنظيف و مراقبة الدكاكين و المطاعم . أما أبراج الحرم فوجه آخر أعماله من طراز نموذج أوروبي و جوه سورية و لبنانية ببذلات أوروبية و النمط كامل غربي ما عدا اللافتات عربية لماركات غربية في إطار ترويجي و تسويقي فكأن قوافل قريش حطت قرب الحرم بنمط آخر معاصر يتماشى مع الألفية.