قوي أنت بالله ، لا يمكن أن يكون الإنسان قويا بذاته ، ما لم يمنحه ربه القوة ، وما لم يرتبط به سبحانه وتعالى وينهل من كتابه وسنة نبيه قيم الحياة والقوة والاقتدار. القاعدة الأساسية في الحياة هي كن مع الله يكن معك ، يجب ان يكون لديك ذلك الإلحاح في أن يهديك ويمنحك التوفيق والقوة والقدرة على البقاء كريما . أرأيت كيف يحاول البعض تجريدك من ذلك الانتماء ، إنه لا يريد أن تبقى مرتبطا بأصالة انتمائك ، إن ذلك لا يمنحه شعورا بالتفوق ، ولذلك أساليبه تعرفها ، إنها تلبس رداء أنيقا من التمظهر الزائف ، وحين تريد أن تصنع أهمية زائفة بأهميتها عليها أن تحاول تلوينك بما لست عليه ، وما أنت عليه هو أنك تلجأ الى ربك بأن يثبتك على الحق ، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا ، إذ لو ركنت إلى ذاتك لن تكون إلا ضعيفا يضاعف الشر قدرته على إغوائك ، ويستمد الكيد فاعليته من ركونك إلى ذاتك أو أحدا سواه. إن القرابة الموغلة في أنانيتها التي تسعى الى تعزيز مصالحها ومصالح ذويها هي التي تتحكم في عملية الاختيار والتأهيل والتشجيع ، ويسعى ذويها للالتفاف على حقك واستحقاقك بقليك ، ومحاولة اكتساب شرعية ذلك من خلال تجريدك من قيمك ، بأي وسيلة ،إن الأساس الذي يبني عليه وجودك في الحياة بكرامة أن تكون ثابتا على شرعة ومنهاج ، هي القيم لا تقبل بمنطق السياسة القذرة ، ولا تسمح للضمير المؤمن بأن يمكر ، ويتنكر ، إنها إذا تكون تافهة سفيهة لا ترعى في مسلم إلا ولا ذمة ، إن الظلم حين يتحول الى كيد سياسي ، يصنع من ذويه شياطين وأساتذة في فن الاستبداد ، إن الظلم ظلم ، وسيظل ظلم ولو تفنن ذوه في إخفاءه وكان ماكرا ، فالله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ، وهو سبحانه وتعالى خير الماكرين . رب ، أنت اعلم ، "االلهم إني أسألك الثبات في الأمر , والعزيمة على الرشد , وأسألك شكر نعمتك , وحسن عبادتك , وسألك قلباً سليماً , وأسألك لساناً صادقاً , وأسألك من خير ما تعلم , وأعوذ بك من شر ما تعلم , واستغفرك لما تعلم , إنك أنت علام الغيوب"