السكوري: مشروع قانون الحق في الإضراب الذي أقره مجلس النواب لا يعكس الموقف الحكومي    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    رغم محاولات الإنقاذ المستمرة.. مصير 3 بحّارة مفقودين قرب الداخلة يظل مجهولًا    رسميا.. مسرح محمد الخامس يحتضن قرعة الكان 2025    توقيع اتفاقية مغربية-يابانية لتطوير قرية الصيادين بالصويرية القديمة    دولة بنما تقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات ترامب لها    ترامب يعاقب أكبر داعم "للبوليساريو"    المغرب يُحبط أكثر من 78 ألف محاولة هجرة غير نظامية في 2024    القضاء يبرء طلبة كلية الطب من التهم المنسوبة اليهم    الحسيمة: توقيف مشتبه به في شبكة إجرامية متخصصة في الهجرة السرية    منتخب "U17" يواجه غينيا بيساو وديا    تنفيذ مغربي لعملية الطعن في تل أبيب يثير انقسامات واسعة بالمملكة    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق بشار الأسد    هلال يدين تواطؤ الانفصال والإرهاب    الشيخات داخل قبة البرلمان    غموض يكتنف عيد الأضحى وسط تحركات لاستيراد المواشي    المحكمة الدستورية تجرد بودريقة من مقعده البرلماني    اعتقال المؤثرين .. الأزمة بين فرنسا والجزائر تتأجج من جديد    عزيز غالي ينجو من محكمة الرباط بدعوى عدم الاختصاص    بنعلي: المغرب يرفع نسبة الطاقات المتجددة إلى 45.3% من إجمالي إنتاج الكهرباء    طلبة المعهد الوطني للإحصاء يفضحون ضعف إجراءات السلامة بالإقامة الداخلية    الغموض يلف العثور على جثة رضيعة بتاهلة    وهبي يعرض مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء في مهرجان الطفل    120 وفاة و25 ألف إصابة.. مسؤول: الحصبة في المغرب أصبحت وباء    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    الدوري السعودي لكرة القدم يقفز إلى المرتبة 21 عالميا والمغربي ثانيا في إفريقيا    إقليم جراد : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد    "أزياء عنصرية" تحرج شركة رحلات بحرية في أستراليا    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    تداولات الإفتتاح ببورصة الدار البيضاء    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    عادل هالا    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأطر العليا المعطلة مجموعات 2011

الأطر العليا المعطلة مجموعات 2011 بين واقع المشهد السياسي الداخلي وتنكر رفاق الأمس / خريجي سنة 2011 من الحق في التوظيف الباشر ضمن هذه المجموعة، وهو ما خلق ارتباكا في الصف الداخلي للمعطلين حيث لازال لحد الساعة هناك نقاشات داخلية بين الأطر العليا لتباحث الموضوع". وهذا خرق سافر لمضامين المرسوم الوزاري
الاستثنائي القاضي بالإدماج المباشر والفوري لجميع الأطر العليا المعطلة دون استثناء ما يعتبر ضربا سافرا لمصداقية المجلس الوزاري الذي يترأسه جلالة الملك واستمرار الكذب والتلاعب مع مطالب هذه الفئة التي تكافح التهميش على المستوى الإمكانات المادية وعلى المستوى التعليمي وعلى مستوى التشغيل. واستمرار كذب الحكومة القاسية في وسائل الإعلام الرسمية وتكرير أخطاء الماضي كإعادة مأساة النجاة والوعود العرقوبية التي لا تنتهي.
فبعد صدور المرسوم الحكومي القاضي بإدماج كل حاملي الشواهد العليا من الأطر العليا الى غاية دجنبر 2011 تنفست هذه الشريحة الصعداء وتوسمت خيرا وارتسمت على وجوهها كل ابتسامات الأمل في المستقبل ونهاية عقود من التهميش على مستوى الإمكانات المادية والمعنوية التي كانت عائقا قاتلا ومميتا لكل الإمكانات الذاتية لهذه الفئة من أبناء الشعب المغربي .
لكن حكومة الفاسي لحزب الاستغلال كالعادة لم تكن صادقة مع المواطنين التي لم يكن لها من أهداف غير احتواء الغضب الشعبي فتوجست هذه الشريحة نوعا من التراجع في تحقيق المطالب والوفاء بالوعود,وهي الأكثر دراية وخبرة بالمشهد السياسي المغربي لأنها الأكثر احتكاكا به ومتابعة لتغيراته لأنها بكل بساطة الضحية رقم 1 للتهميش, فأربعة سنوات من الدراسة الجامعية + سنتين من سلك الماستر، هذا إن لم يكن للكثير منهم شواهد أخرى مدعُّمة لملفهم.فسنوات من الدراسة الجامعية لا تعني بالنسبة لهذه الشريحة سنوات من الدراسة والإجهاد الفكري والجسدي فقط، بقدر ما تعني سنوات من انتظار الحافلة المتأخرة دائما والتي قد تأتي أو لا تأتي وبدون موعد محدد. حافلة شبه معطلة لم تكن تصلح الى وقت قريب حتى لحمل صناديق الدّجاج.
سنوات من الدراسة الجامعية تعني منحة دراسية هزيلة جدا وربما من أهزل المنح الدراسية في العالم هذا إذا كنت محظوظا ولم يتم إقصاءك منها.
سنوات من الدراسة الجامعية تعني "مطاعم جامعية تحولت الى بزنز-فود" والعين بصيرة واليد قصيرة، فأصبح العديد يقصدون الدكاكين المجاورة التي تكون مناسبة أكثر من مطعم بزنز-فود الجامعي على حساب جيوب فارغة لطالب يفكر في يومه أكثر ما يفكر في محاضراته اليومية وعشيقته التي ملت ولوج قصوره من الأحلام التي يشيدها في كل لقاء غرامي !
سنوات من الجامعة تعني العودة كل مساء جنبا إلى جنب مع شريحة "البلطجية-الشمكارة" العدو الاجتماعي المكتسب لهذه الشريحة بعد العدو التقليدي داخل الجامعة "الأواكس-الجامعي" قبل إلغاء هذا الجهاز الذي لم يكن مكونا إلا من حفنة من المتخلفين لا يكفون عن استفزاز الطلبة ومراقبتهم في حرم جامعي وكأنهم جناح عسكري-مسلح سري أوتخريبي يمثل عدوا خارجيا يهدد أمن الوطن واستقراره!!! بينما الطالب المغربي في حقيقة الأمر لن تجد غاية كفاحه اليومي إلا من أجل تحسين ظروفه الدراسية و المستقبلية سواء منها المعيشية-المادية أو الحقوقية الديمقراطية. وجلهم لا ينتمي ولا يريد أن ينتمي ولا يؤمن بالانتماء بعدما فقد الشعور بالانتماء الأكبر ألا وهو الانتماء إلى الوطن.
سنوات من الجامعة تعني سنوات من الاحتكاك بجميع الفصائل والأشكال الوصولية والانتهازية.
سنوات تجعل منك رجلا قادر على تحليل وإدراك أشياء عديدة تحيط بك كمواطن، ستفهم كيف تتحول قضايا الوطن إلى قضايا تكالب واسترزاق، وستفهم كيف تستفيد بعض الفئات من قضية الوحدة الترابية لينهشوا بعض الفتات الحقير على حساب مأساة الوطن التي تحولت إلى أكبر قضية للاستفزاز، فقط من أجل الاسترزاق واستغلال وضع ما بغير وجه حق، على حساب الشعب وشرفاءه الذين حرروا أرض الوطن وأكملوا الزحف إلى الصحراء استجابة لنداء الوطن.ولكن الأنذال لا يهمهم غير الأكل من لحم البشر ولا يعلمون حيث نعلم أو ربما لا يكترثون أن التاريخ يسجل وسيخطأ من يضن أن الوطن سيغفر..
سنوات وأنت تعلم وترى أن هناك من يأخذ المنحة مضاعفة ومزدوجة بنظام الكوطا دون إقصاء، بغض النظر عن المستوى المادي للعائلة، ومعها منحة شوماج وتذاكر سفر ذهاب وإياب طوال السنة الدراسية..
وستعلم أن العديد من المتخرجين دون المستوى لا يستحقون الولوج إلى سلك الماستر اللهم بقدرة قادر وإيعاز من مسؤول..
سنوات من الجامعة تعني أنك ستجد نفسك مجبرا على مقاومة الاستفزاز المعنوي والرمزي مادمت تعتبر نفسك عصاميا من أبناء المغرب الأقصى. مغرب أصبح لا يقسو إلا على أبناءه الأشداء الأشد وفاءا، تماما كقسوة الأب على بنيه عندما يفقد صوابه وتستحوذ على البيت زوجة الأب فتملأه أنانية وضغينة كبيت العنكبوت، وإنه لأهون البيوت أنانية وجشعا وشراسة !!
قدسية الوطنية هي عندما تحس أن الوطن بيتك الكبير,وهذا بالضبط ما يحتاجه الوطن الآن الآن، وليس غدا. للبناء والنهوض ودفن عهود الماضي من إستغلال ووصولية، ودفن رموزها من الماضي إلى الأبد من أجل مغرب الغد, فالنسيان أحيانا شكل من أشكال الحرية" جبران خليل جبران"
سنوات من الجامعة تعني شرودا فكريا كل صباح وأنت تبحث بين السطور في الجرائد الوطنية بعض الكلمات التي قد تعبر عن تطلعاتك كشاب وكإنسان وكمواطن.
وأنت تسترجع المعادلة التي تتساءل فيها لماذا أضحى الوطن أضيق من بيت العنكبوت؟ لماذا الإستهتار بالحقوق؟ لماذا يأخذ البعض كل شئ ولا يعطي شيئا، ولماذا نأخذ من البعض كل شئ ونطلب منهم ان يعطوا كل شئ.. وفاقد الشئ لا يعطيه؟!!
ستعيد أسطوانتك المملة,ألم نقاوم المستعمر, ألم نقارع الإسباني وهوالمستعمر الأكثر تكالبا واستغلالية في عهود أروبا الاستعمارية؟ ألم نزحف الى الجنوب وحررننا صحراءنا المغربية تلبية لنداء الوطن؟
في نهاية المعادلة ستفهم الكثير ولكن أهم ما ستفهمه أن الوطن هو الخاسر الأكبر, عندما تنتشر فيه قيم الوصولية والانتهازية بدل القيم السّامية التي تأخر المغرب كثيرا عن تحقيق الكثير من التطور الديمقراطي والرقي الاجتماعي والحقوقي والإنساني. وسيحز في نفسك كذلك عندما يتأخر الوطن بسبب حفنة من المرتزقة لا فكر لهم إلا الانتهازية والخبزوية لا إرادة لهم إلا أن يكونوا مستعمَلين لحساب أجندة العدو، ولا دور لهم في أمجاد الوطن والإنسانية ككل غير عامل الإعاقة في تحرير كامل ترابنا الوطني وبالضبط المدينتين السليبتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وجزر الخالدات الإمتداد الجغرافي الطبيعي للمغرب في مياهه الإقليمية.
ستفهم من المعادلة ان دولة المغرب المجيدة خسرت الكثير عندما يتخلى المغاربة عن سياسة الاختراق الثقافي والديني والحظاري في نفوذ امتداده الثقافي-التاريخي مما جعل هذه الرقعة الجغرافية الإستراتيجية من العالم غزوا سهلا لتيارات فكرية مذهبية ودينية وثقافية وفكرية تملأ هذا الفراغ الذي كان الأولى بالمغاربة أن يملؤوه. فالجزائر وليبيا تفتقد إلى العمق التاريخي اما تونس الزيتونة لا يؤهلها لا موقعها ولا ثقلها البشري أو الإستراتيجي للعب هذا الدور المنوط بنا كمغاربة وكما نعلم فسنن الكون لا تعرف الفراغ !
وكم يعجبني ذلك التشبيه العميق الذي يرى أن المغرب كتلك الشجرة التي تضرب جذُورها عمقا في أطناب إفريقيا وتمتد أغصانها الى أروبا, وتتشبع من تربتها الخصبة" المغرب العربي الكبير" .
يتمتع المغرب بحضوة ثقافية كبيرة تبدو واضحة في تراثنا الروحي والمادي الأصيل والضارب في القدم كحظارة، وكمملكة وكدولة قائمة بذاتها أسسها المغاربة بقرنين من الزمن بعواصمها التاريخية المتتالية والمستقلة بأبعادها الدينية والثقافية والحضارية والقومية, وذلك قبل قيام وتأسيس دولتي فرنسا وألمانيا كدولة,ولهذا يمكن القول بأن المغرب أقدم منهما وأعرق, لأنه حسب وثيقة عقد "قسم ستراسبورج" " (serments de Strasbourg) والتي تعتبر عقد الميلاد الرسمي لبلاد فرنسا وكذلك ألمانيا تعتبر وثيقة هذا العقد من أقدم الوثائق المكتوبة بلغتين متباينتين (التوداسك والرومان) آنذاك. .مناطق كانت ترزخ تحت رحمة الجرمان كالقوط والهونوالفرنجة والوندال التي لا تعني في معناهى الإصطلاحي أكثر من "التخريب-le vandalisme".
دولة عرفت عدة عواصم مستقلة حسب الظرفية التاريخية والبشرية والعسكرية والسياسية والثقافية وهي فاس ومراكش ومكناس والرباط, الرباط كمدينة-"الرمز" بين الماضي الموحدي بعمقه المغاربي-الأندلسي والإفريقي،والحاضر على الضفة الأطلسية حيث تغيرت وجهة العالم نحو عوالم جديدة ومختلفة, عاصمة أعادت لنا كمغاربة رباط الجأش في تصالح ثم تلاحم بين العرش والشعب عندما ضم المغفور له محمد الخامس إرادته الى إرادة الشعب في الاستقلال وغامر بعرشه ونفي الى مدغشقر, فما كان لهذا الشعب الا أن أجبر فرنسا بثورته التاريخية أن تعيد هذا الملك الى وطنه,ملك جازف بعرشه ضد فرنسا الاستعمارية فأحبه هذا الشعب حبا قمريا كما أوفى هو لتطلعات الشعب التحررية.
هذا الملك الذي سيبقى أفضل ملوك المغرب في العصر الحديث بل و أفضل ملوك الدولة العلوية لأنه من المنظور العلمي للتاريخ في شقه النقذي، فقد عايش هذا الملك أحلك فترات تارخ المغرب الحديث، وهي فترة الحماية ثم مرحلة المقاومة ثم فتر الإستقلال والإصطدام بالفراغ الإداري والعسكري للدولة، حيث لم يسجل عنه التاريخ كسلطان وكملك وكإنسان أي تجاوزات لحقوق الانسان أو إبادة رغم صعوبة الظرفية وتدني القيم المثلى لحقوق الأفراد والجماعات في ذلك الوقت، إضافة إلى تواضعه وهي خصلة زادت من عظمة هذا الملك, وظهر ذلك جليا أثناء زيارته الرسمية لمصر عندما سيعرج في زيارة على بيت محمد بن عبد الكريم الخطابي في منفاه. لقاء انتهى بالودية والتفاهم على نظرة مستقبلية لبناء الوطن مع أناس شرفاء وإن ذلك لأكبر دليل على مدى عظمة هذا الملك واستصغاره لكل الخلافات والهوامش الضيقة والبروتوكولات من اجل مصلحة الوطن بدل التقرب الى خونة من أصناف الڭلاوي الذين تتسببوا في الكثير من الكوارث الإجتماعية والسياسية وفي مآسي هذا الشعب ولم يرى منهم مستقبل المغرب الا "الڭلاوي" وهو فعلا إسم على مسمى..
وما يحز في النفس أن هذه الطائفة الڭلاوية مازالت عالقة بالنظام الملكي المغربي في مغرب ننشده مغربا حديثا لا مكان للأعيان ولا للأسر الڭلاوية ذات المصالح الأسرية الضيقة،والتي تخلص منها المغاربة في فترة من الفترات مع رحيل المستعمر إلا أنها عادت بقوة بعد رحيل المغفور له محمد الخامس وانتشرت كالسرطان في عهد الرصاص الأسود من تاريخ المغرب الحديث.
مغرب اليوم يتجه خطوة خطوة مهما كانت بطيئة فإنها ثابتة نحو الأمام لبناء الدولة الحديثة، و لن يعود ذلك المغرب الذي كان يتدخل في مصيره القياد ويتحكم فيه عنصر القبلية، مغرب المستقبل هو مغرب "الشعب والملك" من أجل الوطن. لأننا بتنا نفهم جيدا أن المعادلة في مغربنا الحديث مختلفة تماما عن العهود السابقة فهناك وزنان فقط لا ثالث لهما، وهما الملك والشعب وبينهما عوالق لا وزن لها الا الإستغلال والإنتهازية و إمتصاص دماء الأمة. فلا أحزاب حقيقية ولا برلمان حقيقي ولا منظمات حقوقية حقيقية ولا شخصية حزبية كريزمية واقعية فقط كارتون في كارتون!
فكل الإصلاحات التي عرفها المشهد السياسي والإجتماعي المغربي هي بمبادرة من الملك فقط !!كمبادرة تعديل الدستور، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المشهد الإجتماعي وكشف الكارثة الإنسانية بخيرية عين الشق بالبيضاء وما تعرفه من إختلاسات، إضافة إلى مبادرة إصلاح القضاء الذي لا يخفى على أي مواطن الفساد المستشري في دواليبه.. وتبقى الأحزاب السياسية في صراع ديكة بعيد الهموم الحقيقية للمواطن والتحديات التي تعيشها الحياة السياسية والإجتماعية المغربية، وهي الأحزاب التي يجب أن تكون الأدرى بشعابها!!.
أحزاب لا تمثل الا نفسها ومصالحها الخاصة في صراعات سياسية لا دخل للشعب فيها لا من قريب ولا من بعيد !
والتساءل هنا هو، مادور هذه الاحزاب ان لم تكن صوت الشعب الذي تحتكم إليه؟
أحزاب تنتظر فقط..حتى حولت المغرب الى قاعة إنتظار كبيرة! الشعب ينتظر التغيير ومحاربة الفساد والمفسدين، وهي وماذا تنتظر؟
تنتظر حلول موسم الإنتخابات للتربع على الكراسي والتوصّل بميزانيات مهمّة من الدولة،وا لجلوس في صالونات الشاي والفقاس لمزاولة هواية الفقسة للشعب المتطلع إلى مغرب أفضل.
واعود وأتساءل كأي مواطن بسيط ما دور هذه الأحزاب التي لا دور لها غير استنزاف ميزانية الأمة، إن لم تكشف الحقائق وتساهم في الإصلاح السياسي والإجتماعي بالدفاع عن المصالح العليا للوطن والشعب من كل العوالق والشوائب الخبيثة والموروثة من الماضي بعد تسلل الطائفة "الڭلاوية" وإنشاء ممالك مالية وسلطوية داخل المملكة المغربية، هؤلاء أغلبهم من خريجي المدرسة الإستعمارية وإمتداد للماضي الأسود،وهم أنفسهم من تسببوا في عهد الرصاص بعدما تمكنوا من دواليب الدولة وأصبحوا من المقربين للقصر.وهذه الفئة هي من جزت ببعض رموز المغرب الجديد والمتفتح، في بعض الميادين في السجن كما هو الشأن في محاكمة واعتقال رشيد تيني مدير جريدة المساء.
تسلل طائفة الڭلاويين التي عادت من النافذة بعدما خرجت من الباب بعد تحقيق الاستقلال وتسببت في عهد الرصاص بشكل أو بآخر. فكل الأخطار التي واجهت القصر في عهد الملك الحسن الثاني لم تاتي من الشعب لا من قريب ولا من بعيد، ولا دخل للشعب فيها.. وإنما هي أخطار وغدر من المحيطين والمقربين من الملك آنذاك كأفقير مثلا,والغدر هنا نوعان إما غدر بائن بمحاولات إنقلابية أوغدر باستغلال خيرات الوطن وسرقة ثرواته وإنشاء مملكات مال ونفوذ داخل مملكة كانت تقوم على عقد البيعة الذي يعني تلاحم العرش والشعب من اجل الوطن فيما يرضي الله تحت قسم : الله الوطن الملك.
وهاهي طائفة الكلاويين تستمر في امتصاص دماء الشعب و إنشاء مملكات المال والنفوذ في أعرق مملكة بالعالم العربي باستغلال النفوذ والمناصب الحساسة ذات الطابع الأمني تماشيا مع موروث عهد الرصاص الذي كان يسيطر عليه الهاجس الأمني، هذا المخزن الذي لم يفهم بعد أن تهديد استقرار المملكة في العصر الحديث لا يمكن أن يأتي إلا منه هو نفسه،هذا ما أثبتته تجارب الماضي من مؤامرات، كما هو الشأن مع أفقير والدليمي الذي سقط في فخ "مأدبة غذاء" قبل أن يحضِّر "لمأدبة عشاء" وغيرها من الأشكال..
على الدولة المغربية أن تضع حدا لهذه العناصر التي تعيق بناء الدولة الحديثة والمتطورة كما تعيق انسجام الدولة مع القاعدة الشعبية والنخب السياسية والثقافية المهمّشة بمختلف مكوناته المتعددة والمختلفة وتعيق سيادة الجو الصحي للتعافي من أجواء الفساد.
هذه العناصر التي نمت وتضخمت وتطورت إلى ديناصورات بسبب حالة الفساد المتشعبة والمتجذرة من عهد الرصاص. هذا الموروث الثقيل على الوطن وعلى كل الإصلاحات ومشاريع التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
على الدولة أن تضع حدا لهؤلاء الذين أنشؤوا مملكات من النفوذ والمال داخل المملكة المغربية، أي مملكات صغيرة داخل المملكة شبيهة لما وقع في بعض الجمهوريات من العالم الثالث عندما تنشئ بعض الفئات دولة داخل الدولة !
من أجل مستقبل أفضل واستقرار إجتماعي بعدم إحساس المواطن البسيط بالغبن والظلم لا مناص من تطهير الدولة من نفوذهم داخل دواليب وأجهزة الدولة، هذا إن لم تحاكمهم محاكمة عادلة وتضع أموالهم تحت مصداقية "من أين كان لك هذا"؟
سأجيبهم على سؤالهم المعهود " بطريقتهم المتعجرفة من انتم"؟ حيث تموت في عقولهم وصدورهم كل المعاني والقيم الإنسانية السامية.
أنا مواطن من هذا الوطن، وجدي من هذا الوطن، وجدُّ جدي من هذا الوطن..ولن تعشق روحي غير تراب هذا الوطن.
إليكم جميعا:
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس جنتكم التي أنشأتموها عندما حولتم حياتنا الى جحيم يومي وأطلقتم شعاركم المستفز"'المغرب أجمل بلد في العالم".
إليكم جميعا: المعطيات تغيرت تماما، والفاعلون في المشهد السياسي المغربي سيتغير وزنهم, قريبا، والمغرب لا ضامن للإستقراره وتطوره غير الاتجاه في بناء دولة حديثة يكون فيها الشعب والملك بدون أية عوالق أو زوائد (غير صحية) تأكل من جسد الشعب والوطن.
فالدولة الغير معافاة داخليا لا تستطيع المواجهة خارجيا و في الدول التي تحترم نفسها، المعارضة جزء لا يتجزأ من النظام بموجب الدساتير.
في هذا الإتجاه فقط سيكون المغرب أكثر المستفيدين من الربيع العربي، بشرط أن يتخلص من كل العوالق الطفيلية ويتم بناء دولة ديمقراطية حقيقية تعمّها الحريات العامة، وتحتك فيها الأفكار وكل المرجعيات دون كبت أو قمع أو تهميش ليبقى الصالح منها والمعتدل وطبعا لن نصل هذا المستوى إلا بعد مخاض طويل..
باختصار شديد :
- داخليا: سيستفيد الشعب المغربي من هذه الإصلاحات المتواصلة والكوبرنيكية على موروث العقلية المخزنية التي لاتصلح في زمن الألفية الثالثة.
-وخارجيا جاء دور الدبلوماسية المحنكة، فإذا عرف المغرب كيف يجيد تحريك الخيوط ستكون الضربة القاضية للنظام الجزائري ومحاصرته مغاربيا (على المستوى الإقليمي) وبالتالي الضربة النهائية لمرتزقة البوليزاريو الذي أدى الشعب المغربي والجزائري والليبي ومشروع بناء المغرب العربي الكبير، الثمن الباهظ لهذه المراهقة والشذوذ عن الأصول لنظام عسكري ديكتاتوري متخلف من بقايا أذيال المستعمر.
ناهيك عن الجانب الاقتصادي في مصالح مشتركة بين الدولتين المغربية والليبية كتصدير اليد العاملة وتدفق العملة الصعبة في علاقات تجارية أو استثمارية بين دولتين شقيقتين في مصالح تخدم كل أوطان وشعوب المنطقة لما فيه خير للرقي والإزهار.
يجب أن تحذَر الدبلوماسية المغربية أن تسقط في مغبّة معاداة الثورات العربية، لأن لعنتها كما شهدنا أصابت العقيد زارعُ الشقاق في مصير أوطان المغرب العربي، وهذه هي اللعنة ذاتها التي ستصيب النظام العسكري الجزائري عاجلا أم آجلا..فالتاريخ يقول أن الشعب الجزائري كان آخر من ينفض عنه غبار الاستعمار في المغرب العربي (طبعا قبل موريتانيا)، لكنه نهض أخيرا ملبيّا إرادة الحياة وكلفه ذلك مليون شهيد.
ستسقط الديكتاتورية في الجزائر وسيُعصر المرتزقة كما تعصر الأزبال في شاحنات القمامة.
وبصيغة أخرى: خارجيا، الوقت يلعب لصالح المغرب.. فقط رتبوا بيتكم من الداخل !
إلى الأحرار و إلى حاجبي الأنوار، إلى المتظاهرين إلى الأحزاب، إلى رجال السلطة، إلى الرّعاع إلى بلطجية المجتمع، إلى الشباب، إلى الشيوخ، إلى النِّسوة إلى الّرجال، إلى الثوّار إلى الحكومة... المغرب ليس لأحد منكم، المغرب لكل المغاربة!
يقول أحمد في أقرب صورة لما تعيشه الشعوب في أوطان من العالم العربي يقال إن أقصر قصة كتبها إنسان هي التالية: "رجل ولد وعاش ومات". وأنا أعتقد أن سيرتي - شأن أي مواطن آخر في أوطاننا الجميلة - يمكن أن تروى على النسق نفسه، بشيء من التطويل، لتكون كالتالي: "رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت".
السلام عليكم
simo-boualam_(at)_gmail.com
md-boualam-issamy.blogspot.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.