عرفت مدينة بركان خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان حادثا مأساويا يتمثل في إقدام شاب يدعى "حميد الكنوني" من مواليد 1983 على صب البنزين على جسمه و إضرام النار في جسده و عن حيثيات و ملابسات الحادث المأساوي أفادت بعض المصادر ، أنه حوالي الساعة الرابعة والنصف من بعد زوال يوم الأحد 7 غشت الجاري حضر شاب إلى مقر المداومة الأمنية الكائن بشارع الشهداء بمدينة بركان رفقة صاحبة مخبزة بشارع محمد الخامس إثر خلاف نشب بينهما يتعلق بعرضه لكمية من الخبز بعربة مجرورة بالقرب من المخبزة المذكورة . وقد تم حسب مصدر مطلع في بادئ الأمر إبرام صلح بين الطرفين الذين حضرا بمقر الدائرة الأولى التابعة للمنطقة الأمنية ببركان التي كانت تشرف على الديمومة وغادر الطرفان في ظروف عادية . وبعد حوالي ساعة من الزمن عاد الشاب كنوني حميد المنحدر من نواحي تاونات بعد أن فقد كمية الخبز حسب مصادر متطابقة حاملا قنينة من الوقود بها ربع لترمن البنزين وشرع يهدد بإضرام النار في نفسه نتيجة الإضطهاد الذي تعرض له من صاحبة المخبزة السالفة الذكر التي قامت على حد قوله بطرده من العمل منذ مدة طويلة دون حصوله على تعويضات ودون تسجيله بمؤسسة الضمان الإجتماعي . وقد قام الضحية بإضرام النار في جسده بالقرب من مقر المداومة لتتدخل عناصر من الشرطة كانت بعين المكان من أجل إخماد النيران التي كانت مشتعلة في جسده .و حسب مصادر أخرى فإن الضحية أقدم على إحراق جسده حوالي الخامسة بعد الزوال ، احتجاجا على الإهانة التي تعرض لها من طرف ضابط شرطة و مسؤول آخر وذلك بعد أن توجه لمركز الشرطة في إطار خصام مع مسؤولة عن مخبزة وأحد عمالها. وحسب نفس المصادر فإن بائع الخبز المتجول محمد الكنوني القادم من مدينة فاس للعمل في مدينة أبركان ، و المعتاد على وضع طاولة لبيع الخبز قرب المخبزة المذكورة والتي سبق وان اشتغل فيها، تعرض لإهانة من قبل المدعوة ف التي اعتادت على منعه من وضع طاولته بمحاذاة المخبزة ، حيث يوجد عشرات الباعة المتجولون، وقامت بتوظيف أحد عمالها لمنعه عنفا من البيع في المكان المذكور زوال يوم الأحد، و في إطار تطور الأحداث بين عمالها و الكنوني استدعت البوليس للتدخل من أجل فك النزاع . ومباشرة بعد مغادرته لمركز الشرطة اقتنى حميد الكنوني خمس لترات من الوقود وصبها على جسده أمام باب الدائرة الأمنية ،وقام على الفور بإشعال ولاعة بقيت في يده حتى بعد ان أطفئت النيران الملتهبة في جسده.ورغم محاولات إنقاذه من قبل الموجودين في عين المكان ، فإن عملية الإنقاذ لم تفلح إلا بعد أن وصل الحريق حدا خطيرا،و صرح أحد معارفه بأنه التقى به قبل الحادثة وقد ردد أكثر من مرة كلمة واحدة هي : "حكروني"هذا وقد تم نقله على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية ببركان إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي ببركان أين تلقى العلاجات الأولية التي تبين حسب الطبيب أنه يعاني من حروق من الدرجة الثالثة تستوجب نقله إلى مستشفى مختص لمعالجة الحروق بمدينة الدارالبيضاء . حضرت السلطات القضائية والأمنية بعين المكان وتم فتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات إقدام الضحية على إضرام النار في جسده . كما قامت مجموعة من الفعاليات وحركة 20 فبراير بوقفة بالقرب من مقر المداومة حيث تركزت شعاراتها على فتح تحقيق نزيه وشفاف من أجل استجلاء حقيقة الحادث . أفدت المعلومات الوافدة من الدارالبيضاء أن حالة الشاب قد تدهورت إلى حد استحال معه إنقاذه من موت مأساوي و هذا ما أفادته بعض المصادر الطبية من الدارالبيضاءو هو ما تأكد على لسان عائلة الضحية حيث أفادت انه توفي صباح الثلاثاء بالمستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، نتيجة الحروق الخطيرة التي أصيب بها،