توصلت الشرق الآن ببيان من السيد الباهي عبد الكبير طالب جامعي سابق تعرض لأنواع من العنف الجسدي الرهيب ، ننشر البيان كما وصلنا : " في ظل الحصار المضروب على جميع أحرار المغرب ، لم يكن مفاجئا أن تتطور أساليب النظام الإستبدادي القائم على التنكيل والقتل والإعتقال وجميع صنوف الإهانة والإذلال بهدف بائس هو محاولة تركيع أبناء الشعب المغربي .وفي هذا السياق تعرضت لأبشع أنواع التعذيب بلغت حد إلقائي من الطابق الرابع من طرف قوات القمع بالحي الجامعي بمراكش على إثر التدخل الشنيع لقمع مسيرة طلابية دعت إليها نقابة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لتحسين أوضاع الطلبة وشروط عيش تكفل كرامة الطالب المغربي ( سكن ، صحة ، أكل ، ...) لكن جواب النظام كان بالحديد والنار فكانت النتيجة قافلة من المعطوبين والمعتقلين ... وحالتي الشخصية دون أنانية زائدة تجعل مني أفضل الموت على الحياة بعاهات جسدية ونفسية فظيعة تدفعني لولا إيماني العميق لضريبة الحرية وتشبثي بمبادئي وشرعية قضايا هذا الشعب لأقدمت على وضع حد لهذه المسماة قسرا " الحياة " في وطن يقتل أبناؤه كالذباب ، إنه مسلسل طويل من المعاناة أولى حلقاته لحظة رميي من الطابق الرابع دون الإكتراث لآدميتي ولم أعرف معها لحدود الآن كيف أنني لازلت أستنشق الهواء وأحيا بين كادحي وفقراء هذا الوطن بعد أن خرجت من غيبوبة شبه مطلقة وجدت نفسي محاطا بزيانية النظام " البوليس السياسي " وأنا أحاول استرجاع انفاسي انهالوا علي مجددا بالصفع والضرب وهم يسألوني عن إسمي الحقيقي وكل المعلومات الخاصة بي دون المبالاة لوضعي الصحي المهترئ ، إنها قمة الطغيان والإذلال . وبعد الكشف الطبي اتضح أني مصاب بكسور في العمود الفقري والأضلع ونزيف داخلي على مستوى البطن والرأس ...حالتي النفسية لا أعرف لحدود الآن كيف أصفها أجريت العملية الجراحية الأولى يوم الإثنين 19/05/2008 في مستشفى ابن طفيل بمراكش تحت رقم N.E 11272/08 على مستوى العمود الفقري ، كما قم بالترويض الطبي الباهض الثمن الذي استنزف ما في جيوب والدي الذي اضطر إلى الإقتراض من البنك ، غادرت المستشفى للتوجه إلى مركز خاص بالترويض الطبي واستلمت تقرير طبي يحدد نسبة العجز في 80% مع إعاقة مستدامة أجبرتني على استعمال الكرسي المتحرك لمدة سنة ونصف ليبتدأ فصل جديد من الترويض الطبي استطعت الوقوف والتحرك بالعكاكيز وبعدها أجريت عملية جراحية ثانية بتاريخ 11/11/2008 تحت رقم NE 24839/08 للأسف لم تكلل بالنجاح بعد أن تكسرت إحدى الصفائح الحديدية المتبثة في العمود الفقري ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني الألم لكوني لا زلت أحتاج إلى عملية جراحية ثالثة فأنا الآن مهدد بالشلل إن لم أجري العملية في أسرع وقت زد على ذلك الحصار المضروب على قضيتي والتي لم تعرف طريقها الصحيح في "عدالة " النظام القائم ، فقد ظلت شكايتي المرفوعة لدى القضاء حبيسة الأرشيف ورقمها 693/س/2008 . خضت أشكالا نضالية متعددة من اعتصام أمام المؤسسات المعنية وعلى رأسها المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان أربع مرات ، كما أنني خضت إضرابا عن الطعام وأنا ملفوف بكفن القبر ، لعل الآذان الصماء تخرج عن عاداتها لتسمع صرختي المكتوية بنار الألم والإعاقة في عمر الشباب . كما طال حصارهم عائلتي بأكملها حيث تم طرد الأخ الأكبر من عمله بدعوى تحركاته الجادة حول قضيتي فتعرض للمضا يقات والملاحقات توجت بضرب مورد رزقه وعمله إضافة إلى الوالد المكلوم أصلا بمأساتي لم يسلم نفسه جراء إصراره على القصاص من الجناة فكان نصيبه أحكاما قاسية من السجن ثلاث مرات الأولى شهرين سجنا نافذة والثانية خمسة أشهر قضى منها شهرين والثالثة أنه لازال لحد كتابة هذه الأسطر قابعا في سجن لكحل السيء الذكر بمدينة العيون ويتعرض لصنوف التعذيب والترهيب من أجل طمس قضيتي . وفي الأخير أعلن للرأي العام المحلي والدولي ما يلي : - تشبثي بقضيتي العادلة ومطالبتي بمحاكمة الجناة . - الإفراج الفوري واللمشروط عن والدي القابع بالسجن الكحل بالعيون . - إرجاع معاش والدي المورد الأساسي للعائلة . - تحميلي مسؤولية سلامتي وسلامة عائلتي للدولة المغربية . - مطالبتي بحقي في العلاج المجاني نظرا لضرورة إجرائي عملية جراحية ثالثة على مستوى العمود الفقري نتيجة الإختطاف الأخير الذي تعرضت له ، بدعوى نضالي في حركة 20 فبراير . - أحمل تفاقم وضعي الصحي للدولة المغربية وما يترتب عليها . - مطالتي للمنظمات الحقوقية الوطنية الدولية للنظر العاجل في قضيتي . - إشادتي لكل من قدم لي المساعدة في ظروف المعاناة .