نفت ولاية الأمن بمراكش وقوع أية حالة وفاة في صفوف الطلبة إثر الأحداث الدامية التي اندلعت بالحي الجامعي بمراكش الأربعاء 14 ماي 2008، وأضاف في بلاغ تصحيح توصلت به التجديد أن أعمال الشغب قام بها عدد من الطلبة يمثلون إحدى الفصائل الطلابية، اضطرت معها القوات العمومية إلى التدخل لاستتباب النظام والمحافظة على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات. وحسب الولاية فإن الأحداث خلفت إصابات خفيفة نقل أصحابها إلى مستشفى ابن طفيل وتلقوا به العلاج وغادروه، فيما اعتقل عناصر طلابية متورطة في أفعال يجرمها القانون، كما نفت ولاية الأمن أن يكون مستشفى ابن طفيل قد استقبل أية حالة خارجة عما ذكر، بخلاف ما نشر في التجديد.من جانب آخر، علمت التجديد أن الطالب الذي سقط من الطابق الرابع بعد محاولة الهروب من رجال الأمن نجا من الموت بأعجوبة، لكن حالته حرجة جدا بعد إصابة بليغة في عموده الفقري وقد تم نقل أهله إلى مصحة بمدينة الرباط. وكانت التجديد قد نشرت الجمعة خبر وفاة الطالب استنادا إلى بيان طلابي توصلت به، وتلقي مكالمات هاتفية متعددة من مصادر موثوقة وقريبة من الأحداث، الذي أعادت الـتأكيد أول أمس السبت أنها شاهدت الطالب وهو يلف في بطانية بعد سقوطه وحالته تظهر أنه ميت، لكن تبين أنه كان في حالة غيبوبة تامة ونقل إلى مستشفى ابن طفيل لتجرى له عملية جراحية. وعلمت التجديد أيضا أن رجل أمن في الأربعين من عمره أجريت له عملية جراحية بعد إصابته في ساقه إصابة خطيرة، بسبب هجوم بآلة حادة من لدن طالب اعتقل. من جهة ثانية، يتساءل طلبة عن مصير دراستهم بعد مغادرتهم للحي الجامعي الذي أعلن عن إغلاقه لمدة غير محددة لوضعيته المزرية بعد تخريب ممتلكاته وحرق إدارته ومكتبته، وقد قدرت خسارته بملايين الدراهم ووقت إصلاحه بالطويل قد يصل إلى العام. في مقابل ذلك، استنكر بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان استعمال رجال الأمن للقوة بشكل مفرط ناعتا ما وقع بالفاجعة الكبرى، حيث أشارت إلى إغراق مدخل الحي الجامعي بحوالي 20 قنبلة مسيلة للدموع، واقتحام القوات العمومية للحي الجامعي من البوابة المؤدية إلى إقامة مدير الحي ووصل الحد إلى اقتحام مراقد الطالبات والطلبة، وممارسة الضرب والتنكيل إلى درجة أن أغلب الطلبة أصيبوا بجروح، ومنهم من لم يعد يقوى على الحركة، فقامت أجهزة الأمن بسلب الطالبات والطلبة ممتلكاتهم. وأشار البيان أن بعد تحكم قوات الأمن في كافة أجزاء الحي الجامعي وحجز ما يقارب 300 طالب في ساحة الحي بدأت عملية انتقاء المعتقلين الذي وصل إلى حدود 100 معتقل نقلوا إلى المصلحة الولائية للأمن بجامع الفنا. وسجلت الجمعية بقاء سبع حالات في حالة اعتقال، إضافة إلى اعتقالات جديدة وصلت إلى 10 منهم طالبة، كما سجلت كل المفرج عنهم بدت عليهم آثار التعذيب النفسي والجسدي، وصرحوا أنهم تعرضوا للضرب بشكل قوي داخل الحي، وبشكل أقل داخل مخفر الشرطة، فيما أشارت أحد الطلبة تعرض للتعذيب النفسي حيث أرغم بمخفر الشرطة على القول أمام الطلبة المعتقلين أنا ماشي راجل .