كان الحي الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش صباح أول أمس الإثنين 13بناير2003مسرحا لتدخل من طرف قوات السيمي أدى إلى سيادة الهلع والاضطراب بين صفوف الطلبة والطالبات، وإصابة العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة على إثر الضرب والرفس داخل حرم الحي الجامعي. وقالت مصادر طلابية من عين المكان إنه تم اعتقال ما يفوق خمسين طالبا، بينما امتد تدخل قوات الأمن إلى خارج أسوار الحي الجامعي، وشوهدت قوات الأمن وهي تطارد الطلبة في الشارع العام، وقد وصلت إلى الوحدة الرابعة من الداوديات التي تبعد عن الحي الجامعي بمئات الأمتار. وأضافت المصادر نفسها أن هذا التدخل كان من نتائجه أيضا أن قفز الطلبة والطالبات من جدران عالية للنجاة من سياط الأمن، كما شوهد طالب مكفوف يجري وهو يشد بتلابيب طالب آخر، فيما أغمي على الكثير من الطالبات. وترجع أسباب هذه الأحداث حسب نفس المصادر إلى ما أسمته ب " تعنت " مدير الحي الجامعي في تلبية مطالب "بسيطة" ، مما أدى ببعض الطلبة إلى وضع بطاقاتهم الخاصة بالحي الجامعي في طاولة أمام المقصف، معلنين عن رفضهم تناول الوجبات التي يقدمها. وأضافت المصادر نفسها أن تكسير الزجاج عنوة من طرف أحد عمال الحي الجامعي كان بداية انطلاق هذا التدخل السافر في وجه الطلبة والطالبات. وتفاعل الطلبة مع هذا الحادث بالتوقف عن الدراسة وتنظيم مسيرة تنديدية جابت الشارع الرابط بين كليتي الآداب والحقوق والحي الجامعي، ختمت بوقفة احتجاجية صيغ فيها بيان يدين هذا التدخل العنيف وتحويل الجامعة إلى ساحة للمعارك. وجاء في البيان، الذي توصلت "التجديد" بنسخة منه، أنه في ظل الأوضاع المزرية التي تعرفها جامعة القاضي عياض، " يعلن طلبة الجامعة للرأي الوطني والدولي ما يلي: التنديد بالتدخل الوحشي واللاقانوني من طرف قوات الأمن ضد الطلبة المطالبة بالإفراج الفوري عن كافة الطلبة المعتقلين. المطالبة بفتح تحقيق جاد ومسؤول عن هذه الأحداث وفي أوضاع الحي الجامعي. دعوة جميع الهيآت الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني بتبني قضية الطلبة المعتقلين التشبت بالملف المطلبي الخاص بالحي الجامعي والاستمرار في هذه المعركة إلى النهاية" وفي المقابل قال أحد المسؤولين عن فصيل الوحدة والتواصل في تصريح ل"التجديد" إن الفصيل ينبذ العنف والعنف المضاد ، في إشارة إلى تدخل قوات الأمن " العنيف " وإلى طلبة يساريين كانوا يحملون سيوفا كسروا بها الباب قبل أن يفروا تاركين الطلبة الأبرياء أمام قوات الأمن. وللإشارة فقد حاولنا الاتصال بالسيد العزيز رفيق مدير الحي الجامعي لأخذ بعض التوضيحات ولمزيد من المعلومات، لكننا لم نتمكن من ذلك، كما أن الحي الجامعي بالجامعة يعرف عدة اعتصامات متتالية، منها اعتصام قام به مجموعة من الطلبة الصحراويين، قصد تلبية بعض مطالبهم، فيما تعرف جامعة القاضي عياض بمراكش بين الحين والآخر تدخلات عنيفة لمجموعة يسارية متطرفة في حق العديد من الطلبة كاد أحدهم أن يلقى حتفه في إحدى المرات. عبدالغني بلوط عبدالرحيم اليوسفي