كتب : عبد المجيد طعام / تراجع الخطاب السياسي المغربي بشكل مريب ، بعدما أعطته حركة 20 فبراير الفرصة كي يتجدد ، و ينطلق من أجل توفير أرضية حقيقية للحوار الديمقراطي لإنشاء المجتمع المنشود ، و كانت للحكومة المغربية استراتيجية محكمة لامتصاص الغضب و إفراغ الحركة من دلالاتها النضالية حيث تم استغلال حالات الشغب التي حدثت في بعض المدن و التي تبرأت منها الحركة جملة و تفصيلا ،في هذا الإطار وظف الحكومة وسائل الإعلام العامة و الخاصة الدائرة في فلكها ، المستفيدة من الوضع . تم تخصيص حصص و برامج ، همها الأوحد تأليب المجتمع المغربي على حركة 20 فبراير ، المرحلة الثانية من استراتيجية الحكومة تمثلت في تخويف الشعب من مغبة الانتقال من نظام المخزن إلى نظام السيبة ، و هو خوف جرى في عروق المغاربة منذ عهود بعيدة و لا زال يورقنا ، من بين أهم مظاهر مجتمع السيبة التي تريد الحكومة أن تشعرنا بها ، زرع الفوضى في الشوارع و الطرق و السماح للباعة المتجولين باحتلال الملك العام بشكل فظيع ، و عودة العربات المجرورة بالحمير في الكثير من المدن منها مدينة وجدة حيث استشرت فيها الظاهرة مما أدى بالساكنة إلى التذمر في صمت ، و توجيهها عن طريق الإعلام إلى اتهام حركة 20 فبراير بأنها كانت وبالا علينا و تدفع بنا نحو مجتمع السيبة ، لأنها طالبت بالحرية و الحكومة منحت الشعب حرية أكثر مما يستحق ، النتيجة الفوضى العارمة ، و كان لإطلاق سراح مجموعة من عناصر السلفية الجهادية ، المتهم الأول في تفجيرات 16 ماي دون أن تثبت براءتها أو إدانتها أثر عكسي على المواطنين ، لأنهم استشعروا خوفا أكبر إن هم طالبوا بالمزيد من الحرية و الديمقراطية. الرسالة إذا واضحة ،لا تحتاج إلى تشفير فهي تدعو الشعب المغربي إلى إعادة النظر في حركة 20 فبراير ، و اتخاذ موقف صريح منها و ذلك برفضها و نبذها خاصة أن بعض الحركات الدينية منها السلفية و غيرها اتهمت أعضاء الحركة باللواط ، و أعداء الوحدة الوطنية ، والرافضين لإمارة المؤمنين ، و " وكالين رمضان " و غيرها من النعوت و الأوصاف التي لا تحمل أية حمولة سياسية ، الغرض منها شحذ الهمم للتصدي للكفار الذين يريدون الفتك بأمن و استقرار وطننا. ساهمت بعض القنوات الإذاعية الخاصة في بلورة و تمرير خطة الحكومة للإطاحة بحركة 20 فبراير دون أن تفسد الصورة الجاهزة للمغرب التي تسوقها للغرب أو التي يريد الغرب أن تسوق له ،في هذا الإطار أشير إلى قناة إذاعية بيضاوية تخصص ساعتين لسب حركة 20 فبراير ، من الإثنين إلى الجمعة ،قناة تسيء إلى المجتمع المغربي ، تغيب الحوار الجاد القائم على الدليل و الحجة ، لتطلق العنان لمتصلين مأجورين يشتمون ، يسبون ، يهددون ، ينصبون أنفسهم حماة للوطن و ثوابته و لكنهم بمعية مقدم البرنامج يحطمون كل أمل في وطن يجمع كل المغاربة ، يزرعون التفكك و التفتت و يدينون الرأي الآخر ، لا يختلف من لا يؤمن بالحوار و الاختلاف عن البلطجي الذي هدد بالشاقور عبر شريط فيديو أعضاء حركة 20 فبراير، و توعدهم بالتصفية الجسدية إن هم خرجوا إلى الشارع . يوجد المغرب في مفترق الطرق ، يمكن أن يتفادى الفتنة بالإرادة الحقيقية ، و الاستجابة لمطالب الشباب ، أما المنع و قمع المتظاهرين فلن يزيد الشباب إلا إصرارا على الخروج إلى الشارع و المغرب في غنى عن الفتنة و الفوضى شاهد الفيديو و اترك تعليقا إن شئت ، لكن لا تسب و لا تشتم لكي تبقى مواطنا يعول عليه المغرب الحديث شريط البلطجي و هو يهدد المواطنين المغاربة