لم تمنع الأمطار الغزيرة التي تهاطلت صبيحة يوم الخميس 19 ماي الجاري على تاوريرت من احتشاد العشرات من الكونفدراليين الذين تقاطروا على المدينة زرافات ووحدانا منذ أمس الأربعاء من مختلف المدن والمناطق المغربية ، أمام مقر البلدية التي كان من المزمع أن ينطلقوا منها في مسيرة سلمية تحت شعار ' جميعا من أجل وضع حد لعبث واستبداد عامل إقليم تاوريرت ، واحتجاجا على قراره القاضي بالاقتطاع المباشر من أجور الموظفين المضربين وممارسة النقل التعسفي في حق بعضهم ، في اتجاه عمالة الإقليم ، مرورا بالشارع الرئيسي للمدينة ، قبل أن تحاصرهم جحافل القوات العمومية وتضيق عليهم الخناق من كل جانب ، حيث تم إشعارهم بقرار منع المسيرة عبر مكبر الصوت ، مما أثار حفيظة الكونفدراليين http://www.sohofe.com/modules/myfiles/files/1_1305849411.jpg الذين دعمتهم مجموعة من ممثلي نقابة الاتحاد المغربي للشغل الوافدين من خارج إقليم تاوريرت ، فتدفقوا كالسيل الهادر مع الأمطار التي ازدادت وتيرة تهاطلها نحو الجدار البشري للقوات العمومية المدججة بهراواتها الغليظة ، وهم يرددون شعارات تنتقد ممارسات عامل الإقليم وتصرفاته التي وصفوها بغير المسؤولة والعدوانية اتجاه الشغيلة الجماعية ، مهددين في الوقت ذاته باللجوء إلى أشكال نضالية تصعيدية أخرى في الأيام المقبلة . وظل المتظاهرون على امتداد أكثر من ساعة في لعبة القط والفأر مع عناصر القوات العمومية ( السيمي ) الذين تم استقدامهم من وجدة ، مدعمين برجال الشرطة والقوات المساعدة المحليين ، حاول المحتجون أكثر من مرة اختراق الحصار المضروب عليهم دون جدوى ، بل كانت بعض العناصر الأمنية تراقب عن كثب حتى الذين غادروا مكان الوقفة الاحتجاجية في اتجاه محطة القطار تفاديا لتجمعهم المفاجئ بمكان آخر . وقد مرت هذه المسيرة الممنوعة التي تحولت قهرا إلى وقفة ( بالزز ) في ظروف عادية يسودها حسن النظام والتنظيم والانضباط وروح المسؤولية . وكانت مناسبة لتوزيع بيان صادر عن الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي . وفي تصريح لتاوريرت بليس ، اعتبرت الكاتبة الإقليمية لقطاع الجماعات المحلية بالرباط والمنسقة الوطنية للعنصر النسائي بالجماعات المحلية فتيحة الإبراهيمي ، قرار منع المسيرة الوطنية لهذا اليوم بتاوريرت ، بشكله التقليدي ، خرقا سافرا للحريات النقابية ، ويبين بالملموس عجز عامل الإقليم على حل مشاكل الشغيلة الجماعية التي اعتبرتها جد بسيطة في إطارجاد ومسؤول ، ليتوج مسيرته القمعية ، تقول فتيحة الإبراهيمي ، التي بدأها بجملة من الاقتطاعات فالتنقيلات التعسفية ، ناهيك عن الكلام الساقط والنابي ، بقراره المجحف المتمثل في منع مسيرة اليوم ، بتسخير فريق ' مخزني قمعي ' مستعد للاعتداء على الكونفدراليين في أي لحظة ، مما يذكرنا بالأساليب ' المخزنية القديمة ' في وقت تعرف فيه بلادنا انطلاقة حقيقية للإصلاح والتغيير ، ظنا منه أنه يوقف زحف الكونفدراليين ويثنيهم على مطالبهم الأساسية من كرامة وعدالة اجتماعية ، مؤكدة دعمها اللا مشروط للشغيلة الجماعية بإقليم تاوريرت في إطار برنامج نضالي مستقبلي يكون أكثر تصعيدا لمواجهة هذا القمع الممنهج ، كما نطالب هذا العامل ، تضيف فتيحة الإبراهيمي ، أن يغادر منصب المسؤولية اليوم قبل الغد لأنه أبان عن ' فشله الذريع ' في حل المشاكل المطروحة رغم بساطتها