عقد حزب الأصالة والمعاصرة لقاء تواصليا بمدينة وجدة يوم الأحد 24 ماي الجاري بقاعة كريسطال بطريق الحدود المغربية الجزائرية أطره السيد إلياس العماري نائب الأمين العام للحزب وحضره بعض قياديي وقياديات الحزب ومجموعة من مناضلي ومناضلات الحزب بالجهة الشرقية. وكما تم الإعلان عنه، فقد كان من المنتظر أن يؤطر إلياس العماري اللقاء بكلمة سياسية في حجم شعار اللقاء: "'تخليق الحياة السياسية أساس دولة الحق والقانون'"، وانتظارات المرحلة، وخاصة أن إلياس العماري ينتمي إلى المنطقة وعليه التطرق إلى خصوصياتها وإكراهاتها من منظور معارضتهم للحكومة وبوجه الخصوص حزب العدالة والتنمية، وقد برمجت كلمة إلياس العماري في ختام اللقاء بعد كلمات النائب البرلماني بيوي، والأمين الجهوي للحزب، ورئيس المجلس الوطني، والأمناء الإقليميين للحزب بالجهة، لكن تجري الرياح بمالاتشتهي سفن إلياس العماري، حيث تناول، قبله، الكلمة السيد حكيم بنشماس رئيس المجلس الوطني في تحليل مطول لحصيلة الحكومة أو بالأحرى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران فاجأت بطولها الوفد الرسمي الجالس في المنصة وأقلقت كثيرا إلياس العماري المعروف بانفعاله الشديد، لأن بنشماس استهلك الوقت المخصص له، وتناول القضايا التي من المنتظر أن يتطرق إليها إالياس العماري بطريقته الخاصة، فأفسد بذلك على إلياس العماري حلاوة "التبوريدة" في اللقاء، وأثقل اللقاء وأرهق الحضور بكلمة مطولة وأغلبهم من أقاليم الجهة الذين عليهم العودة ذلك اليوم إلى ديارهم. أمام هذا الوضع، اضطر إلياس العماري أكثر من مرة إلى تحريك الأمين الجهوي للحزب، ليحرك بدوره الشاب المكلف بربط الفقرات ليخبر بنشماس أن عليه ترك الميكروفون للمتدخلين الموالين، لكن بنشماس أعجبه الهجوم على بنكيران واسترسل في خطابه، غير مكترث بزميله إلياس العماري الذي كان يبدو كالجالس على المرجل، وأمام الضغط اضطر بنشماس إلى إنهاء "كلمته قبل الأوان" موضحا بأن عليه إنهاها لوجود احتجاج من هناك "مشيرا إلى مكان جلوس إلياس العماري". ونظرا لضيق الوقت، اضطر المنظمون إلى حذف كلمات الأمناء الإقليميين من البرنامج وإحالة الميكروفون على إلياس العماري الذي خيب أمل الحاضرين، واكتفى بكلمة قصيرة وملامح الإنفعال ظاهرة على محياه وفي نبرة صوته. وقد لوحظ غياب حكيم بنشماس عن المنصة الرسمية أثناء كلمة إلياس العماري، وهرولة النائب البرلماني بيوي لإحتواء الموقف. وأولى بوادر غضب إلياس العماري ظهرت في بداية كلمته حيث قال: "أنا ماغديش نخطب بزاف لأنني ماشي معلم"، فهل كان يقصد بها بنشماس الأستاذ الجامعي، أم بنكيران أستاذ الفيزياء؟ أغلب الملاحظين فهموها موجهة إلى رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس الذي أطال في كلمته. وبنفس النبرة اختتم كلمته، مؤكدا على ضرورة الإكثار من العمل والتقليل من الكلام، والإنصات إلى المواطنين، ووعد الحضور باعتماد هذه المقاربة في اللقاءات القادمة التي يجب أن يكون مجالها أقل اتساعا ومقتصرا على اجتماعات على صعيد الأقاليم وفسح المجال للمواطنين للتعبير عن همومهم". مع الأسف لم تكن كلمتا بنشماس والعماري محترمة لموضوع اللقاء المتعلق بتخليق الحياة السياسية، وكان تصرفهما مسيئا لهما، وللفكرة التي جاءا للدفاع عنها. وخير تعليق على ماحدث سمعته من أحد الحاضرين: "كيف لهما أن يتحدثا عن تخليق الحياة السياسية، وهما لم يحترما بعضهما البعض ولم يخلقا أسلوب التنسيق بينهما.