واصل قياديو حزب الأصالة والمعاصرة انتقاداتهم اللاذعة لسياسة بنكيران، واتهموه بفرملة المبادرات الإصلاحية الملكية وإنتاج خطابات بذيئة ومنحطة، واعتبروا حصيلة الحكومة بعد مرور ثلاث سنوات على تنصيبها سلبية وتساوي «صفر»، مطالبين بأن يقدم رئيس الحكومة اعتذارا للشعب المغربي لأن 98 في المائة من الوعود الانتخابية لحزب «المصباح» لم تجد طريقها إلى التطبيق. المهرجان الخطابي، الذي أطره نائب الأمين العام للحزب إلياس العماري، مساء الأحد الماضي، بمدينة وجدة، تحت شعار «تخليق الحياة السياسية أساس دولة الحق القانون»، أشار فيه حكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى أنهم لمسوا في الآونة الأخيرة نوعا من الهرولة والاستباق واستباحة وانتهاك أبسط قواعد التنافس السياسي، مما نتج عنه كلام وصفه بالمنحط والبذيء من بعض رجالات السياسة، عبر بعض القنوات التلفزيونية العالمية، مؤكدا على أنه لم يسجل على أي مسؤول من حزب الأصالة والمعاصرة أن سمح لنفسه بأن يَنْجرّ إلى هذا «المستنقع». وأضاف بنشماس أن حصيلة خمس سنوات من الأحداث والتطورات والإصلاحات، أدخلت الشعب المغربي قاعة الانتظار، ولازال لم يراوح مكانه دون استثمار أو استغلال ذلك الأفق التاريخي، بل رجع خطوات إلى الوراء. وقال إن «حصيلة ثلاث سنوات من عمر حكومة عبد الإله بنكيران صفر»، وأن بنكيران اقترض في ظرف ثلاث سنوات ما اقترضته ثلاث حكومات في ظرف عشر سنوات، من حكومة عبد الرحمن اليوسفي، مرورا بحكومة إدريس جطو، وصولا إلى حكومة عباس الفاسي، ناهيك عن ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت إلى 10.3 في المائة». إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، قال إن الجهة الشرقية من المناطق الفريدة من نوعها على المستوى المغربي، مشيرا إلى أنها تتوفر على جميع المقومات والمؤهلات الطبيعية من سواحل وفلاحة وغابات وصحارى ومنطقة تحمي حدودها على جهتين برية وبحرية، وأنه رغم دور العسكر ومصالح الأمن في حماية الحدود، فإن دور المواطنين أساسي في حماية هذه الحدود. وأكد أنه من الواجب على الدولة أن توفر شروط الاستقرار والعيش الكبير لساكنة المنطقة. العماري أشار أيضا إلى أن مدينتي وجدةوالناظور تعيشان وضعا استثنائيا من خلال استقبالهما أعدادا كبيرة من المهاجرين الأفارقة، الذين يطمحون إلى الوصول إلى مدينة مليلية المحتلة. وأضاف أن الناظور تستقبل إلى جانب المهاجرين الأفارقة أزيد من 80 ألف مغربي، من مختلف المناطق المغربية، للعيش على اقتصاد الحدود مع مدينة مليلية المحتلة من خلال التهريب. وقال إنه بالرغم من هذه الخصوصيات التي تعيشها المدينتان لا يستفيد سكانهما مأي شيء، حيث تبقى القيمة الضريبية التي يؤديها سكان المنطقة متطابقة مع ما يؤديه المواطن البيضاوي. في الأخير، دعا إلياس العماري إلى تمكين الجهة الشرقية من الاستفادة من امتيازات ضريبية لكونها تتحمل أعباء ارتفاع تكاليف التنقل، والتمس من الوزراء والمسؤولين أن يستمعوا إلى المواطنين بدل كثرة الكلام والسب والشتم، مشيرا إلى أن «دقيقة عمل أحسن من عام من السب والقذف».