أكد قيادي بارز في حزب الأصالة والمعاصرة، التمس عدم ذكر اسمه، أن «عودة ترؤس إلياس العماري للجنة التحضيرية لحزب الأصالة والمعاصرة يؤشر على استعداد الحزب لتعيين حكيم بنشماس على رأس حزب الأصالة والمعاصرة». وأشار المصدر نفسه إلى أن «تكليف عبد العزيز بنعزوز القيادي المقرب من إلياس العماري بتعديل مسطرة انتقاء المؤتمرين يشير إلى أن جناح اليساريين يريد أن يتقلد منصب الأمانة العامة للحزب في أفق المؤتمر الاستثنائي للحزب المزمع تنظيمه خلال شهر فبراير المقبل». وأبرز المصدر ذاته أن «هناك توجها عاما لدى قواعد الحزب لمساندة تيار اليساريين، الشيء الذي سيجعل من المؤتمر المقبل حلبة للصراع بين التيار المحافظ واليساري».
إلى ذلك، صادق المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة على الوثائق التي عرضتها اللجينات المكونة للجنة التحضيرية التي يترأسها إلياس العماري، ولم يشهد المجلس الوطني نقاشات حادة حول الطريقة التي يتم بها الإعداد للمؤتمر المقبل، على خلاف باقي دورات المجلس الوطني السابقة.
وكان حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، قد وصف الإسلاميين ب«الظلاميين»، وقال أثناء إلقاء كلمته الافتتاحية في دورة للمجلس الوطني المنعقدة أخيرا بالرباط: «على المجتمع المغربي أن يبلور مشروعا مجتمعيا بديلا عن مشروع الإسلاميين، وأقصد بذلك الظلاميين»، مضيفا في السياق نفسه أن حزب الأصالة والمعاصرة «رغم أنه تلقى الكثير من الضربات من لدن خصومه السياسيين، فإنه استطاع أن يحصن موقعه الانتخابي، بحصوله على المرتبة الثانية من حيث عدد الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة»، وأشار إلى أن الحزب «جاء في ظرفية كانت فيها الأحزاب السياسية تعاني من الجمود، بل جاء في مرحلة كانت فيها الهيمنة لفاعل سياسي وحيد، لأن الأحزاب الأخرى كانت عاجزة وفاشلة».
وأكد بنعدي أن «المؤسسة الملكية آمنت بضرورة التغيير وأطلقت الكثير من المبادرات، لكن الأحزاب لم تواكب هذه الدينامية، وكان لإنشاء حزب الأصالة والمعاصرة الفضل في تحريك هذه الدينامية».
وشهد اللقاء الأخير للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة عودة القيادي البارز إلياس العماري إلى الواجهة بترؤسه اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للحزب، الذي من المنتظر أن ينعقد في غضون شهر فبراير المقبل. وأبرز إلياس العماري، في أول صعود له على المنصة منذ إنشاء الحزب قبل أربع سنوات أن «حزب الأصالة والمعاصرة بخلاف الأحزاب الأخرى، لم يلجأ إلى منطق الانتداب العائلي لتزكية مرشحي الحزب في الانتخابات الماضية، إذ هناك من الأحزاب من عمدت إلى استقدام أحفاد وكلاء اللوائح، الشيء الذي يمنح الانطباع بأن هذه الأحزاب ما تزال تتشبث بطابعها الكلاسيكي». وأوضح إلياس العماري، الذي ظل طوال تأسيس الحزب يشتغل في الخفاء أن «هدف تخليق الحياة العامة الذي جاء به الحزب، يجب أن ينسحب كذلك على مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، لأن التخليق ينطلق من الذات».
وعن حيثيات المؤتمر المقبل، الذي يترأس لجنته التحضيرية، أبرز إلياس العماري «خرج الحزب مباشرة بعد الخطاب الملكي للتاسع من مارس، ببيان يشير فيه إلى أنه سيعقد مؤتمرا استثنائيا بعد 3 أشهر من إجراء الانتخابات»، مؤكدا أن «التقرير الأدبي الذي سيقدمه الحزب في المؤتمر المقبل سيتخذ صبغة التقرير السياسي وسيرصد مكامن القوة ومكامن الضعف بالاعتماد على أشخاص من داخل وخارج الحزب».