بإحدى قاعات الاجتماعات على مشارف الحدود المغربية الجزائرية بضاحية وجدة بالقرب من المركز الحدودي جوج بغال، كان قرابة ألف شخص وافدين من مختلف مدن وأقاليم الجهة الشرقية، يترقبون بشغف الكلمة السياسية التي سيلقيها إلياس العمري نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في اللقاء التواصلي للحزب، والذي اختير له عنوان" تخليق الحياة السياسية أساس دولة الحق والقانون"، غير أنه حين التحق بمكروفون الخطابة بدا غاضبا، ورد على المصفقين له الواصفينه بالقيادي"... ما فينا لا قائد وطني ولا قائد محلي.. كلنا قادة"، وواصل" أنا ما غاديش نخطب بزاف لأنني ماشي مُعلّم". سبب غضبة إلياس كما سجله المتتبعون، عائد إلى أن حكيم بنشماس رئيس المجلس الوطني البامي، كان تناول الكلمة قبله، وأطال فيها لدرجة أن القلق ظهر على وجه وسلوك إلياس العمري الذي أوحى للمكلف بالتقديم أن يشعر إلياس بالأمر، وحصل ذلك عدة مرات عبر" وريقات إشعارية" وضعت بالتتابع أمام بنشماس، غير أنه لم يعرها اهتماما، إلى حين اضطر أن يقطع كلمته قائلا:" سأقف عند هذا الحد لوجود احتجاجات من هنا"، وأشار إلى جهة العمري بالمنصة. وحين استهل إلياس العمري خطابه، انسحب بنشماس من المنصة وعلامات القلق والاضطراب بادية عليه، وشوهد النائب البرلماني عبد النبي بعيوي يهرول لاحقا ببنشماس في محاولة ترقيعية منه. وبالعودة إلى إسم المعلم الذي ورد على لسان العمري، والذي أثار حفيظة الكثير من رجال ونساء التعليم الحاضرين الذين انسحب بعضهم مستاء، قال البعض إنه كان يقصد بنشماس الذي خطب مطولا بحكم أنه معلم/ أستاذ جامعي، وطول خطابه فوت على صديقه العمري لذة التبوريدة في اللقاء الذي يجمعه بأبناء وبنات المنطقة الشرقية التي ينتمي إليها.