تجمعت فعاليات حقوقية و نخبة من المهتمين بالشأن المغربي،مساء الخميس الأخير،بالقرب من مقهى ليب بباريس،لإحياء الذكرى 44 لاختطاف سياسي مغربي من الوزن الثقيل اسمه المهدي بنبركة.وهذا بحضور منظمات مغربية وفرنسية (جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب،جمعية المغاربة بفرنسا، جمعية العمال المغاربيين بفرنسا،جمعية آباء و أصدقاء المختفين بالمغرب،المنتدى المغربي للحقيقةو العدالة،عصبة الدفاع عن حقوق الإنسان،حزب الخضر...إضافة إلى تواجد مكثف لوسائل الإعلام عربية و فرنسية . وفي جو بارد تحلق الجميع حول نجل المهدي البشير بنبركة للاستماع لكلمته بالمناسبة،حيث استعرض التطورات التي عرفها ملف أبيه حتى الآن،بالكثير من المرارة، للعراقيل التي تعترض أسرته في الوصول إلى الحقيقة.وعزا البشير تلكؤ السلطات الفرنسية و نظيرتها المغربية،في تقديم يد العون للقضاء لكشف حيثيات هذه القضية، إلى انتصار منطق "مصلحة الدولة العليا" على حساب الحقيقة،مبديا عزم العائلة في الاستمرار في النضال لمعرفة مصير الأب المهدي بنبركة. و حول تعليق مذكرات التوقيف أكد البشير "لا يمكن أن يأتي هكذا قرار إلا من أعلى هرم في السلطة الفرنسية"،مشيرا في ذات الوقت إلى تخادل الرباط في التعاون مع القضاء الفرنسي في الاستماع إلى إفادات بعض المعنيين بهذه القضية،وتساءل بحزن غامر عن مدى استمرار "المصلحة العليا للدولة" في خنق صوت العدالة،و معها حق أسرته في التعرف على المصير الذي آل إليه أبيها،و أب الحركات التحررية في العالم الثالث،وقتها. وانتقد نجل المهدي بنبركة،الذي كان محاطا بعائلته،بشدة،المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان،على كونه "لم يف بالتزاماته تجاه عائلات ضحايا الاختفاءات القسرية"،موضحا أن "مصير 66 مفقود لم يحسم فيها حتى الآن،ومن ضمنها ملف حسين المنوزي"،الذي عبر أخوه رشيد المانوزي للصباح عن تشبت أسرته بحقها في معرفة مصير ابنها،وسيرها على درب نظيرتها عائلة بنبركة للوصول إلى الحقيقة. ومن جانب آخر،لم يستسغ البشير بنبركة خرجة الكاتب الفرنسي جورج فلوري،وهاجمها بقوة،مبينا أن التحقيقات الأولية للقاضي المكلف بالملف وضحت أنها مجرد خرجة كمجموعة من الخرجات السابقة،التي تروم "التشويش على الملف"،مستطردا أنه كلما تم الاقتراب من "الملفات الحساسة"،تطلع إلى السطح مثل هذه الخرجات،واستعرض في هذا الشأن مثال آخر،يتعلق بخرجة العميل المغربي،المدعو البخاري،على الصحافة المغربية،صرح،في وقت سابق،أن جثة المهدي تم نقلها إلى المغرب،وحللت في محلول حمضي. و فسر البشير بنبركة هذه الخرجات على أنها تحاول أن تطوي القضية على طريقتها،وهذا عندما تقدم المتورطين في قضية المهدي بنبركة في شخص كل من الجنرالين أوفقير و الدليمي،و أن جثة المهدي حللت في محلول حمضي،كما زعم العميل البخاري،أو أحرقت حسب خرجة الكاتب الفرنسي جورج فلوري،وبالتالي يشرح البشير،يحاول (بضم الياء) إيهام أسرة بنبركة أنه "لم تعد هناك أي حقيقة تستدعي البحث عنها"،معتبرا أن الأمر يتعلق "بمعركة" تخوضها أسرته إلى جانب محاميها و مكونات أخرى جمعوية ونقابية،"من أجل الحقيقة و العدالة و الذاكرة". ومن جهة أخرى،ناشد المنتدى المغربي للحقيقة و العدالة في رسالة مفتوحة،وجهها إلى الرئيس الفرنسي،ووزعت نسخا منها على الفعاليات الحاضرة في الوقفة،سيد الإليزي إلى "إفشال كل التدخلات الممكنة لمسؤولين دبلوماسيين أو أمنيين فرنسيين ومغاربة على حساب العدالة"،كما دعاه إلى "إظهار انخراطه بدون تحفظ في البحث عن الحقيقة".و عبرت كتابة الاتحاد الاشتراكي شمال فرنسا في بيان لها وزع بالمناسبة،عن "تضامنها مع عائلة بنبركة في بحثها عن الحقيقة"،مؤكدة "التزامها للنضال من أجل الحقيقة كل الحقيقة حول اختفاء المهدي و الحسين و جميع المختفين". تصريحات ع الرحمان الشرادي رئيس جمعية مغاربة بلجيكا للدفاع عن حقوق الإنسان جئنا من بروكسيل لمشاركة عائلة بنبركة و جميع المنظمات الحقوقية و النقابية للاحتجاج على الاختطاف الذي تعرضه له المهدي بنبركة أولا ثم لإفلات المتورطين في هذه الجريمة من العقاب.أما بالنسبة للمستجدات الأخيرة في الملف هي مجرد مناورات جديدة لتأجيل موعد التعرف على الحقيقة. عياد أهرام الكاتب العام لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب،ومقرها بباريس ما فتأت "لاسدوم" منذ تأسيسها سنة 1984 تدعو لهذا التجمع إحياء لذاكرة المهدي بنبركة للوقوف إلى جنب أسرته في سعيها للحقيقة و العدالة،وهي تدين التعامل الذي يخصه بها كل من المغرب و فرنسا،كما تتابع بقلق العراقيل التي تلقاها العدالة في طريقها حتى تقوم بعملها.وإلغاء مذكرات التوقيف في حق أربعة مغاربة هو أمر مدان."لاسدوم" تدعو الدولة إلى تفعيل التزامتها في موضوع حقوق الإنسان ب -إعمال في أقرب وقت توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة بشأن 66 حالة من المختفين -تمكين عائلات المختفين من معرفة الحقيقة ورفع كل الحواجز التي تمنع المسؤولين على هذه الجرائم من تقديمهم إلى العدالة -التصديق بدون تأجيل على الاتفاقية الدولية ضد الاختفاءات القسرية محمد الشاوي عضو اللجنة الإدارية لجمعية المغاربة بفرنسا تزامن هذه المناسبة مع الذكرى الخمسينية لتأسيس جمعية مغاربة فرنسا،ومشاركتنا في هذه الوقفة ليست فقط من أجل إجلاء الحقيقة حول مصير الشهيد المهدي بنبركة بل حول جميع المختطفين في المغرب.والجمعية أدانت باستمرار التشويش على الملف من خلال خرجات إعلامية من هذا الطرف أو ذاك،كما أنها تدعو إلى رفع السرية عن جميع الملفات المرتبطة بالقضية من طرف البلدين،أي فرنسا و المغرب،للكشف عن الحقيقة بطريقة نهائية لا للعائلة و لا للمناضلين و لا للشعب المغربي ككل. رشيد المانوزي أخ الحسين المانوزي حضرت هنا اليوم رفقة عائلات المختفين في المغرب،وهذه الفرصة لنعبر فيها لعائلة بنبركة أننا بجنبها من أجل المطالبة بمسألة تهمنا جميعا وهي الحقيقة،باعتبار أن مصير المهدي و مصير العشرات من المختفين لازال مجهولا،بالرغم من أن منتدى الإنصاف و المصالحة حسم في مجموعة من الحالات و اعتبر أن 66 حالة لازالت عالقة.بوقوفنا هنا اليوم،نطالب المجلس الاستشاري أن يعلن عن اللوائح الرسمية و عن من تكون هذه 66 حالة،وأين وصل في التحقيقات و الإجراءات التي قام بها،ومن جهة أخرى يوضع حد للوضعية التي توجد عليها العائلات التي لا تعرف إن كان أبناؤها لا يزالون على قيد الحياة أم لا.