طالب البشير بنبركة نجل الشهيد المهدي بنبركة باسم العائلة، في الوقفة التضامنية والاحتجاجية التي نظمت بباريس يوم 29 أكتوبر 2009، أمام مقهى ليب الشهير، حيث اختطف الشهيد المهدي، إحياء للذكرى 44 لاختطافه،، طالب بالكشف عن كل الحقيقة حول اختطاف واغتيال والده. وأدان تواطؤ السلطات الأمنية في المغرب وفرنسا، من خلال الاستمرار في حماية المعلومات الكاملة حول هذه الجريمة السياسية، وكذا منع بعض الشهود من تقديم إفاداتهم أمام القضاء، بدعوى حماية «المصلحة العليا للدولة»، وذلك على حساب حق عائلة الشهيد في معرفة كل الحقيقة ومصير جثة المهدي بنبركة، مؤكدا أن العائلة اليوم أكثر إصرارا لمواجهة كل الهجوم المضاد على الحقيقة وعلى ذاكرة الزعيم التقدمي المغربي والعالمثالثي، مذكرا أنه منذ « اسابيع عشنا مهزلة مذكرة التوقيف الدولي في حق مسؤولين أمنيين وعملاء سابقين للمخابرات المغربية.هذه المذكرات التي صدرت منذ سنتين من طرف القاضي رامييل، تم اصدارها من قبل البوليس الدولي، ثم تم توقيفها من طرف نفس السلطات الفرنسية في ظرف 48 ساعة. وهو التعبير الاكثر عنفا للمصالح العليا للدولة التي نتعرض لها منذ 44 سنة». وحول المعلومات الاخيرة التي كشف عنها أحد الكتاب الفرنسيين وهو ضابط عسكري سابق في البحرية، اعتبر البشير أنها تدفعنا الى التساؤل حول الدوافع الحقيقية لصاحبها، خاصة أنها جاءت أسبوعا واحدا بعد إلغاء طلب تفعيل مذكرة الاعتقال الدولية من قبل الأنتربول في حق المسؤولين المغاربة الأربعة.. متسائلا في استغراب « كيف يتذكر هذا الشخص بعد 25 سنة انه يتوفر على وثائق مطبوعة بالسرية من شأنها حل لغز اختقاء أبي والتحريات الاولية كشفت بسرعة أنها نسخة جديدة من بين نسخ أخرى سابقة». وقد حضر تلك الوقفة العديد من الشخصيات السياسية والنقابية الفرنسية والمغربية وممثلي الجمعيات الحقوقية من المغاربة الفرنسيين، وعدد من احزاب اليسار الفرنسي ، وكذلك اعضاء الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي لشمال فرنسا وعدد من أعضاء المجلس الوطني ومناضلون من مدن أميان، باريس ، رانس ، بانيوه. كما حضر ممثل العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي الفرنسي جون كريستوف كومباديليس. نظمت مساء أمس الأول بالرباط، الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي لجهة الرباطسلا زمور زعير، وعدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية، وقفة بمناسبة يوم المختطف الذي يصادف ال29 أكتوبر من كل سنة . وقد أوقدت الشموع ورفعت شعارات تطالب بالكشف عن حقيقة ال66 حالة اختطاف التي ظلت معلقة عقب لإعلان عن تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة ،وخاصة ملابسات وتداعيات اختطاف الشهيد المهدي بن بركة . وطالب المشاركون في هذه الوقفة بالكشف عن الحقيقة كاملة في ما يتعلق بملف المهدي بن بركة، وبمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة السياسية التي ظلت الحقيقة فيها معلقة طيلة عقود، ولذلك كان الشعار الأكثر ترديدا على ألسنة المتظاهرين هو" لانطيق لانطيق والجلاد حر طليق". واستمع المشاركون في الوقفة إلى الرسالة/ الكلمة باسم أسرة المهدي بن بركة التي تضمنت رسالة البشير بن بركة نجل الشهيد، وتضمنت الرسالة انتقادات لتقاعس السلطات القضائية في فرنسا والمغرب عن طي هذا الملف . ونظم فرع السويسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وقفة أمام اللوحة التي تحمل اسم شارع المهدي بنبركة بالعاصمة، حضرها بالإضافة إلى المسؤولين المحليين والاقليميين والجهويين للاتحاد الاشتراكي، العديد من الشخصيات و المناضلين الذين عايشوا وعرفوا الشهيد. وقد تناول الكلمة الأخ رشيد بلافريج كاتب الفرع، ليؤكد بأن هذه الوقفة الرمزية ترمي بالإضافة إلى جعل ذاكرة وذكرى المهدي حية، فإنها تهدف لفت انتباه المسؤولين بالمغرب و فرنسا إلى ضرورة إجلاء الحقيقة عن طريق الإنابة القضائية، حتى يطمئن رفاق وأصدقاء وعائلة المهدي، وتتاح فرصة الترحم على روحه الطاهرة، وتطوى هذه الصفحة الأليمة من تاريخ البلاد. ولم يفوت الأخ بلافريج الفرصة للتأكيد على أن رمزية هذه الوقفة التي تتزامن مع تلك التي تنظم بباريس في نفس اليوم واللحظة، ستظل تقليدا راسخا للمناضلين الاتحاديين إلى حين الاطمئنان على روح المهدي وأثره.