في حادث غريب من نوعه تضاهي قصته الأفلام الهوليودية الأمريكية المتخصصة في حبك سيناريوهات القصص البوليسية الشيّقة والمثيرة في الاختطاف والاحتجاز وطلب فدية ، توصلت مصالح الأمن الولائي التابعة لمصالح الشرطة القضائية بوجدة، يوم الاثنين 3 يناير 2011، بمعلومة مفادها إقدام أشخاص مجهولين على اختطاف شخص "فقيه" يقطن بمدينة فاس وموجود رهن الاحتجاز لديهم بمدينة وجدة. وجاءت هذه المعلومة بناء على شكاية شقيق الضحية المختطف/المحتجز تلقتها المصالح الأمنية بمدينة طانطان بجنوب المغرب أين يقطن الشقيق وعائلته بعد أن توصل بمكالمة هاتفية من شقيقه الفقيه الضحية يوضح له فيها حيثيات اختطافه وظروف احتجازه وشروط إطلاق سراحه التي حددتها العصابة في فدية 20 مليون سنتيم تبعث إلى البريد المركزي بمدينة وجدة عبر حوالة تسلم هناك لعنصر يتم الإفصاح عن هويته فيما بعد لاستخلاص الحوالة. استنفرت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة عناصرها بتنسيق مع مصالح الشرطة القضائية بأمن طانطان لمتابعة القضية عن قرب واقتفاء كلّ خطوات الأطراف المتداخلة للوصول إلى مصدر المكالمة الهاتفية والشخص المفترض فيه استخلاص الحوالة مبلغ الفدية التي تقرر تحديدها مبلغها في 10 ملايين سنتيم بعد مفاوضات بين أفراد عائلة "الفقيه" المختطف/المحتجز وعناصر العصابة، وهي مبادرة قامت بها العائلة من تلقاء نفسها قبل إخبار المصالح الأمنية. وبمجرد أن قام أهالي الضحية المختطف بإرسال الحوالة بالمبلغ المتفق عليه من مدينة طانطان في اسم سيدة مكلفة باستخلاصها بالبريد المركزي بمدينة وجدة لتسليمها للأفراد العصابة قبل تحرير الفقيه المختطف، انتشرت عناصر الأمن الولائي التابعة لمصالح الشرطة القضائية بمختلف أماكن البريد المركزي بوجدة في سرية تامة بعد أن ضربت حراسة مشددة على المؤسسة البريدية إلى أن قدمت المرأة المفوض لها استخلاص الحوالة. وبمجرد ما أن وضعت المرأة/الطعم المبلغ المالي في حقيبتها حتى أحاطت بها العناصر الأمنية واقتادتها إلى ولاية أمن وجدة، وتم التعرف على هويتها وإخضاعها إلى استنطاق سريع حيث اعترف بالمهمة الموكلة إليها وكشفت عن عناصر الشبكة المتورطة في عملية الاختطاف والاحتجاز وطلب فدية. ولضمان نجاح ضبط المجرمين في حالة تلبس قامت الشرطة القضائية بإقحامها في خطة بوليسية ذكية ودقيقة سبق أن تمّ الإعداد لها في أقل من ساعة، تقوم هي بمواصلة مهمتها دون إثارة شكوك أفراد العصابة المتكونة من عنصرين آخرين. انتقلت ذات العناصر إلى حي القدس في وجدة وهو المكان المزمع تسلم فيه العشرة ملايين سنتيم مبلغ الفدية وإطلاق سراح الفقيه المحتجز وضربت حراسة سرية عليه، حيث وصل عنصرا العصابة مصحوبين بالفقيه لإتمام الصفقة. وبمجرد أن استقرت الأمور وتأكد للعصابة نجاح عمليتها، وقبل مباشرة عملية "التبادل" انقضت عناصر الأمن الولائي في لحظة وجيزة على الفاعلين حيث لم تتمكن عناصر العصابة من استيعاب ما يجري، وحاصرتها وصفّدت أحد الفاعلين والمرأة الشريكة وحرّرت الفقيه/الضحية، فيما تمكن العنصر الثالث، والذي كان يراقب العملية غير بعيد، من الفرار. وضع الموقوفان تحت الحراسة النظرية من أجل استكمال البحث والتحقيق قبل إحالتهما على استئنافية وجدة من أجل الاختطاف والاحتجاز والابتزاز وطلب فدية