وجدة: محمد بلبشير أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة على العدالة يوم الجمعة 26 دجنبر 2008 خمسة أفراد مغاربة ينتمون لشبكة دولية بين المغرب والجزائر، من أجل تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز المتبوع بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض وقنينة غاز مسيلة للدموع وحيازتها بدون مبرر شرعي، والتهريب والمشاركة والمساهمة، كما قامت ذات المصلحة بمباشرة المسطرة القانونية عبر الشرطة الدولية لإيقاف أربعة جزائريين ضمن عناصر الشبكة وهم المتورّطون الأساسيون في عملية الاختطاف والاحتجاز والتعذيب وطلب فدية، مقيمين بمدينة مغنية بالجزائر، وذلك بعد تمكن المصلحة الأمنية المذكورة من تحديد هويات بعضهم ومقرات إقامتهم بالجزائر. وفي التفاصيل أنه في صباح يوم السبت 20 دجنبر الحالي، تقدّم شخص من سكان مدينة وجدة والبالغ من العمر 28 سنة بشكاية إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية يذكر فيها أنه تعرّض مساء يوم الأربعاء 17 دجنبر 2008 إلى عملية اختطاف واحتجاز من طرف جزائريين وضمنهم مغربي وذلك قرب حي النصر على مستوى الطريق المؤدية إلى المركز الحدودي «جوج بغال» ليتم نقله على متن سيارة «رونو إكسبريس» باستعمال القوة إلى مدينة مغنية، حيث احتجز وسجن داخل اسطبل طيلة ليلة كاملة، وخلالها استغفل الحراس الذين كانوا يراقبون تحرّكاتهم وفرّ من قبضة العصابة الجزائرية ليعود إلى وجدة صباح 18 دجنبر مشيا على الأقدام.. إلى ذلك قامت المصلحة الأمنية بفتح تحقيق مدقّق توّج بمعرفة هوية المواطن المغربي وسيط العصابة الذي اختطف الضحية، فيما ظهر عنصر جديد ليلة الأحد 21 دجنبر لمّا تقدمت سيدة مسنة إلى ذات المصلحة الأمنية بوجدة مصرّحة أنها توصّلت بمكالمة هاتفية من مجهول يخبرها بأن صهرها (38 سنة) تم اختطافه واحتجازه بمغنية، وطلبوا منها تقديم بدله فدية مالية تقدّر ب 500 ألف درهم مقابل إطلاق سراح المحتجز.. وبناء على الشكايتين، استنتجت المصلحة الأمنية أن القضية أخذت بعدا خطيرا لتستنفر عناصرها وتجري بحثا معمقا بربط العمليتين معا حيث تبين لها أنّ المختطفين هما شريكان في أنشطة تهريبية تدخل القضية في إطار تصفية حسابات.! وخلال التحقيق مع المشتكي الأوّل الذي نجا من الاختطاف والاحتجاز، اعترف الأخير أنّ مهربين جزائريين اختطفوه بسبب عدم وفائه بتسديد دين في ذمته لهم (13 مليون سنتم).. ولتمكينها من إنقاذ المواطن المغربي الثاني المختطف والمحتجز بمغنية قامت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بزعامة رئيسها بخطة محكمة وذلك بجعل المختطف الأول الذي يواصل الاتصال هاتفيا بالجزائريين أفراد العصابة ويرتّب معهم بالتفاوض حول مبلغ الفدية مع إيفاد وسيط جزائري لتسلّم الفدية البالغة 20 مليون سنتم، وهي خطة جهنمية أحبكتها العناصر الأمنية لاستدراج أفراد العصابة إلى قبضتهم.. وعليه جنّدت المصلحة الولائية 4 فرق أمنية ب 35 عنصرا وعلى رأسهم العميد الممتاز رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بعد تحديد منزل على الشريط الحدودي لتسليم الفدية وتسليم المواطن المحتجز، وتم تطويق المنطقة كلّها إلى أن حلت سيارة من نوع كولف وعلى متنها 3 أشخاص مغاربة بما فيهم الوسيط وتمت مباغثتهم وإيقافهم بعد مقاومة منهم باستعمال قنينة الغاز المسيل للدموع! إلى ذلك وظفت المصلحة الأمنية الوسيط خلال المرحلة الثانية للتحاور مع المهرّبين الجزائريين بمغنية وإقناعهم بتوصله بمبلغ للفدية وأنّه يجب عليهم الوفاء بوعدهم بإطلاق سراح المغربي المحتجز.. وهو ما تمّ صباح يوم الثلاثاء 23 دجنبر حيث نقل الضحية من مغنية إلى الشريط الحدودي وواصل سيره على الأقدام لولوج التراب المغربي ويفاجأ بتواجد عناصر الأمن فتم اعتقاله وبلغ عدد المعتقلين المغاربة في هذه القضية خمسة أشخاص.. وكان الضحية المحتجز تحت تأثير صدمة نفسية وجسدية حيث كان مكبّلا ومرميا داخل إسطبل على شكل دهليز تعرّض خلالها إلى أشكال التعذيب، والإهانة وهو حاليا بمستشفى الفارابي بوجدة.