"في إطار تأهيل قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة بصنفيها الأول والثاني عبر تعميم رخصة الثقة على قاطني عمالة وجدة أنجاد المستوفين للشروط والراغبين في الحصول على هذه الوثيقة التي كانت تقتصر على ساكنة مدينة وجدة، ارتأت هاته العمالة وضع نظام جديد يتم بموجبه العمل على تكوين وتأهيل سائقي سيارات الأجرة بهذا النفوذ الترابي" يوضح رئيس مصلحة الدراسات وتنسيق البرامج بولاية الجهة الشرقية وعمالة وجدة أنجاد. وجاءت مبادرة وضع برنامج تكويني لفائدة سائقي سيارات الأجرة قبل منحهم رخصة الثقة ( de confiance Permis) وليس رخصة المدينة (Permis de ville) كما شاع أن يطلق عليه خطأ، وهي مبادرة نوعية ونموذجية في المغرب، والثانية من نوعيها بعد ولاية الدارالبيضاء الكبرى ، تبنَّتْها مدونة السير الجديدة، لتحسين خدمات هذا القطاع الحيوي والرفع من مستوى مهنة سائقي السيارات، والاستجابة لحاجيات شريحة من الساكنة وإيجاد حلول ناجعة آنية واستباقية للقطاع في ظل النمو الديموغرافي والتوسع العمراني الذي تشهده العمالة وما ينتج عنه من ارتفاع في طلب التنقل، منها بالخصوص تدني مستوى مهنة سياقة سيارة الأجرة مما يؤثر سلبا على مردودية القطاع ويفضي إلى سلوكيات غير مُرْضِية تجاه الزبناء. ويوضح رئيس المصلحة أنه لتجاوز هذه الوضعية وبعد التشاور مع مختلف المتدخلين والمهنيين والسلطات، تم إبرام اتفاقية بين عمالة وجدة أنجاد ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من أجل تكوين المترشحين للحصول على رخصة الثقة بهدف الرفع من المستوى المعرفي والتقني والتواصلي للسائقين، مع تحديد مستواهم الدراسي في الثالثة إعدادي وسنهم ما بين 25 و45 سنة إضافة إلى الشروط المعروفة، الأمر الذي يمكن من منح خدمات لائقة وجيدة ترقى إلى طموحات الزبناء من ساكنة وجدة وغيرها. "انطلقت عملية التكوين مع يناير من السنة الحالية، وما زالت مستمرة إلى حدّ الساعة حيث استفاد من هذه العملية التكوينية التي تمتد على مدى 30 يوما لكلّ فوج، استفاد منها 200 سائق موزعة على 8 أفواج، خضعوا في آخر الفترة التكوينية لامتحان، مع دورة استدراكية للراسبين". وأشار إلى أن المترشحين للتكوين يستفيدون من دروس تعطى لهم في مختلف المجالات التي قد يحتاجونها خلال ممارسة مهنة سياقة سيارة الأجرة منها الميكانيكا وجغرافية المدينة والقوانين المنظمة لقطاع النقل وسيارة الأجرة، وأبجديات اللغات الأجنبية الثلاثة (الفرنسة والانجليزية والإسبانية) ، ينتهي بعرض لمديرية التجهيز حول مدونة السير، وهي الفترة التكوينية الممتدة على مدى شهر يدفع المستفيد مقابل ذلك واجبات التكوين المحددة في مبلغ 2000 درهم. يشرف على التكوين والتأطير أساتذة جامعيين من جامعة محمد الأول بوجدة وأطر إدارية من ذوي الاختصاص، فيما تشرف على عمليات الامتحان،حراسة وتصحيحا، وضمانا للشفافية والموضوعية، لجنة متكونة من ممثلين لولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد وإدارة الأمن الوطني والدرك الملكي ومندوبية النقل، تسلم بعدها للناجحين رخصة الثقة موقعة من طرف والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد. يذكر إلى إن عدد سيارات الأجرة بوجدة بلغ حوالي 1530 منها 1080 سيارة أجرة صغيرة و450 سيارة أجرة كبيرة وهذا العدد مرشح للارتفاع في السنوات المقبلة النمو الديموغرافي والتوسع العمراني الذي تشهده مدينة وجدة عاصمة الجهة الشرقية وكذا مختلف مدن الجهة الشرقية، كما لا بدّ من الإشارة إلى أن مصلحة الدراسات وتنسيق البرامج بولاية الجهة الشرقية وعمالة وجدة أنجاد هناك مُنكبّة على تحضير برنامج لتكوين سائقات سيارة الأجرة في إطار مقاربة تشجيع وتنمية وتفعيل النوع. ومن جهة ثانية، عرف "اتفاق إعادة تفويض استغلال رخصة سيارة الأجرة" بين صاحب سيارة الأجرة (المأذونية) ومكتريها مراجعة على عدة مستويات لصون حقوق الطرفين وتلافي المشاكل التي تولدت فيما سبق عن هذه المعاملات التي عرفت معظمها طريقها إلى ردهات المحاكم.