"النظافة ها هي، وحقوقنا فينا هي؟" و"نظافة وتامارة، شركة الشفارة" و"فيوليا عليك نبكي، سيطا منك نشكي" و"هذا عار هذا عار، الزبالة في خطر"و"أيها الواقفون، كلكم مسؤولون"، تلك بعض الشعارات التي رددتها بقوة وغضب حناجر أكثر من 250 عامل ومستخدم من عمال شركة النظافة سيطا البيضاء، مساء يوم الجمعة 6 غشت 2010، أمام مقر الشركة بحي التقدم بوجدة في وقفة احتجاجية صاخبة وتنفيذ إضراب إنذاري لمدة ثلاثة أيام، السبت والأحد والاثنين7/8/9 غشت الجاري، ضد سلوك إدارة الشركة وقرارتها التعسفية التي مست بعض العمال بطردهم بعد انخراطهم في العمل النقابي ضمن الاتحاد المغربي للشغل، والمطالبة بالاستجابة للملف المطلبي المشروع للعمال المتضمن للعديد من النقاط. كما رفع العمال لافتات تحمل شعارات تنديدية بأوضاعهم المزرية وضدّ سياسة الآذان الصماء التي تنهجها شركة النظافة سيطا البيضاء والمسؤولون سواء في السلطة الولائية أو المجلس البلدي أو مندوبية الشغل بوجدة. وعلل المكتب النقابي المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل قرار الإضراب إلى استنفاذ كلّ المحاولات ولجوئه إلى كلّ السبل المسؤولة مع جميع الجهات المعنية غير أن إدارة الشركة ليست لها الإرادة الحقيقية في التعاطي الإيجابي والمسؤول مع مطالب عمال شركة سيطا البيضاء والعمل على إغراق الملف المطلبي في التسويف والممطالة بالرغم من المجهودات الكبيرة التي يبذلها العمال والتي تعكس إحساسهم بواجبهم المهني والأخلاقي تجاه الشركة والمدينة معا. "رغم جلوسلنا إلى طاولة حوار مع والي الجهة وباشا المدينة ورئيس البلدية ومفتش الشغل بحكم أنهم ممثلون للسلطات الوصية على هذا القطاع الحيوي الذي هو قطاع النظافة، وبعد حوار مع مدير الشركة ومفتش الشغل، سجل أعضاء المكتب النقابي خروقات وتسيب حيث تفاجأنا بقرارات لم نتفق عليها خلافا لما هو مسجل في المحاضر..."، يوضح في تصريح للجريدة حجوي سفيان عامل ممرض سابق بالشركة وعضو المكتب الاتحاد المغربي مطرود، ثم يشير إلى أن المسؤولين في الشركة حددوا الشهر الحالي لعقد جلسة حوار ثم تم تأجليه إلى الشهر المقبل وهو ما يعني أن هناك تماطل وتسويف لربح الوقت وانتظار انقضاء فصل الصيف الذي يتضاعف فيه العمل. وشدد عضو المكتب الاتحاد المغربي للشغل المطرود، على ملفهم المطلبي المتضمن لأربعة عشر نقطة تتمثل بعضها في الزيادة في الأجور مع العلم أن هذه الشركة فازت بصفقة نظافة المدينة ب6 مليارات سنتيم، وإرجاع العمال النقابيين المطرودين بطريقة غير قانونية بل انتقامية، والتعويض عن الساعات الإضافية، والتصريح بحوادث الشغل، والتعويض عن الأيام المرضية المحصورة في خمسة أيام والأيام المرضية الناتجة عن حوادث الشغل 2/3 من الأجرة والانخراط في الصندوق المهني المغربي للتقاعد (CIMR)، والرفع من منح التعويض عن منحة عبد الأضحى والمنحة السنوية ومنحة النظافة والحليب والنقل... وأكد العمال المحتجون على أن والي الجهة عامل عمالة وجدة أنجاد الجديد صرح لهم بأنه لا يعرف الملف ولا يمكن له أن يتخذ فيه قرارا، و أفهمهم رئيس المجلس البلدي أنه لا يدافع إلا على المنضوين تحت لواء النقابة الاستقلالية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وسحب باشا المدينة يده من هذا الملف رغم تعهده بالتدخل، فيما قام مدير الشركة بتعيينات جديدة تعسفية في حقّ النقابيين بمناطق صعبة، عقابا لهم، وللضغط عليهم من أجل التخلي عن نشاطهم النقابي، وإرغام بعضهم على شراء أدوات الاشتغال كالمكنسة بعد اتهامهم بإتلافها عمدا. وأشار العمال الغاضبون إلى أن إدارة شركة سيطا البيضاء عمدت إلى استغلال عمال شركة "تيكترا" لا صلة لها بالنظافة، بتشغليهم بهدف تكسير إضراب عمالها ومستخدميها، الأمر الذي دفع بالمكتب النقابي لعمال شركة النظافة إلى توجيه بيان/نداء لهم مُعَنْوَن ب"بيان إلى إخواننا عمال شركة تيكترا - وجدة " جاء فيه أن إدارة الشركة تعتزم استغلالهم من أجل تكسير الإضراب خلافا لقوانين الشغل، وأن الأعمال التي ستوكلها الشركة لهم لا تدخل في نطاق الاختصاصات المنوطة بشركتهم، وأن ممارستهم لمثل هذه المهام لا تخضع لشروط التأمين والأجر والتعويض، ملتمسا في ذات الوقت منهم رفض الخضوع لهذه الإملاءات غير القانونية والوقوف موقف حياد من معركتهم النضالية. وفي الأخير، التمس عمال شركة سيطا البيضاء للنظافة العذر من ساكنة مدينة وجدة راجين منها تفهمها لوضعيتهم، ومحملين في ذات الوقت كامل المسؤولية عن أية تداعيات محتملة على مستوى نظافة المدينة وبيئتها لإدارة الشركة وللمسؤولين من سلطات محلية ومنتخبة ومندوبية الشغل.