تحول الخلاف السياسي بين حزب العدالة والتنمية وبين الأغلبية المشكلة للمجلس البلدي الجديد في مدينة وجدة إلى خلاف نقابي، بعدما أعلنت مركزية الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب رفضها التام لما قالت إنه «اتهام من طرف رئيس المجلس البلدي عمر احجيرة لها بتحريض عمال النظافة بالمدينة على عدم القيام بمهامهم». وأكد نور الدين محرر، الكاتب الإقليمي للمركزية المقربة من حزب العدالة والتنمية، ل «المساء» أن نقابته تعبر «عن رفضها التام لتهمة التحريض، ونحن نؤكد أن المشكل نقابي بحت ولا علاقة له بالتداعيات السياسية التي خلفها تشكيل مجلس بلدية المدينة الشهر الماضي». ونفى احجيرة من جانبه، في اتصال مع «المساء»، أن يكون قد اتهم أعضاء المركزية النقابية بتحريض العمال المنضوين تحت لوائها بعدم القيام بمهامهم، وقال إن ما ورد في بعض الصحف المحلية مجرد «اجتهاد صحافي». وشرح احجيرة ما جرى قائلا «الذي وقع هو أنني صرحت خلال ندوة صحافية أن هناك من يقول في مدينة وجدة إن المشكل الذي وقع لعمال النظافة ربما يتم استغلاله من طرف حزب لم يوفق في الفوز بتسيير البلدية بعيد الانتخابات الجماعية الأخيرة، وقام أحد الإعلاميين بنقل هذا التصريح بصيغة التأكيد ونسبه إلي وأنا فقط نقلت ما يروج في الشارع الوجدي». ونشب النزاع الجديد على خلفية الأزمة التي يعيشها حوالي 340 شخصا من عمال النظافة الذين احتجوا على عدم التزام شركة النظافة الجديدة «سيطا البيضاء» بكناش التحملات الذي يلزمها بالحفاظ على حقوق العمال وخاصة حق «الأقدمية»، وهو الكناش الذي تشرف على تطبيقه المصالح البلدية المختصة. وأوضح محرر من جانبه أن شركة «فيوليا» تخلت عن حقوق العمال ولم تلتزم بما تعهدت به، فيما وقعت الشركة الجديدة «سيطا البيضاء» عقود عمل مع العمال لا تحترم حق الأقدمية، وكلها موقعة بتاريخ فاتح غشت الجاري. وتساءل محرر «نحن نأمل أن يتم إيجاد حل لهذا المشكل بعيدا عن أي خلافات سياسية، لأن الأمر يهم مصلحة العمال، لكن إذا ما أصرت الشركة الجديدة على تجاهل مطلبنا فنحن سنتخذ كافة الخطوات النضالية التي ينص عليها القانون للدفاع عن حقوقنا»، موضحا أن رئيس المجلس البلدي عليه التدخل لحل المشكل. وكانت مركزية الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (مكتب مستخدمي وعمال شركة فيوليا بوجدة) التي تهيمن على تمثيلية العمال في شركة النظافة بوجدة قد أصدرت مؤخرا بيانا عبرت فيه «عن أسفها للاتهام الباطل الوارد على لسان السيد الرئيس الجديد للجماعة الحضرية بوجدة والمتعلق بتحريض العمال على التقاعس عن أداء مهامهم»، مستنكرة بشدة «البعد السياسوي الذي جاء على لسان السيد رئيس الجماعة الحضرية بوجدة والذي أشار فيه إلى أن ما يروج حول تراكم النفايات راجع إلى انتقام العمال على خلفيات أحداث 03 يوليوز المنصرم المتعلقة بعملية انتخاب رئيس المجلس». كما نددت النقابة «بشدة النعت الذي يستعمله السيد رئيس الجماعة الحضرية لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ويتعلق الأمر بنعت (نقابة الإسلاميين)». وعلق احجيرة من جهته على صيغة البيان بقوله «لو كانت نية النقابة خالصة لاتصلت بي للتأكد مما نشر في جريدة محلية ولأصدروا بيان حقيقة. أما أن يصدروا بيانا إلى الرأي العام فهذا يؤشر على وجود نية مبيتة للاستمرار في المزايدة السياسوية على المجلس الجديد». وقال احجيرة «إذا أرادوا تحويل الموضوع إلى حصان طروادة للعودة إلى نفس الصراع من جديد فذاك حقهم، أما إذا أرادوا حفظ حقوق العمال والابتعاد عن المزايدة السياسوية فأبوابي مفتوحة».