تجمهر أكثر من 200 عامل ومستخدم من عمال شركة النظافة سيطا البيضاء، صباح يوم الإثنين 31 ماي 2010، أمام مقر الشركة بحي التقدم بوجدة في وقفة احتجاجية صاخبة وغاضبة ضد سلوك إدارة الشركة وقراراتها التعسفية التي مست بعض العمال بطردهم بعد انخراطهم في العمل النقابي ضمن الاتحاد المغربي للشغل، وللمطالبة بالاستجابة للملف المطلبي المشروع للعمال الموضوع فوق مكتب المسؤولين. وقد رفع العمال لافتات تحمل شعارات تنديدية بأوضاعهم المزرية وسياسة الآذان الصماء التي تنهجها شركة النظافة سيطا البيضاء، ورددت حناجرهم بغضب وسخط كبيرين شعارات استنكارية من قبيل «نظافة تامارة، شركة الشفارة» و»معركة إلى الأمام لا تراجع لا استسلام» و«الخدّامة اليد في اليد، اللي بغيناه يوجد يوجد» و«سواء اليوم سواء غدا المطالب ولا بدّّا» و«العمراني سير فحالك وجدة ماشي ديالك» و«عايش وخايف، عامل مقشف ديما يتسلف/ المدير معلف ديما يتحلف» و«الاتحاد بلا شكيمة، والإضراب ديما ديما». وأشار حجوي سفيان، عامل ممرض بالشركة وعضو المكتب الاتحاد المغربي، إلى أنه تعرض إلى نقل تعسفي من وجدة إلى الدارالبيضاء دون إخباره وفي ظروف قاهرة، بعد أن كان مرشحا للكتابة العامة في ذات النقابة، خاصة وأنه صرح بعدد من العمال تعرضوا لحوادث الشغل وصل عددهم إلى 20 عاملا ضد رغبة شركة النظافة سيطا البيضاء وأمرها له بعدم التصريح بهم. وبعد انتقاله إلى مدينة الدارالبيضاء للاشتغال وضع في ظروف صعبة وحالة إهمال وتعرض لضغوطات إلى أن تفاجأ بالطرد بمحاضر مفبركة وغير قانونية ودون أن يحضر، وُقِّعت في أيام عطلة، بعد أن تمت مساومته بالمال (17 ألف درهم) للتخلي عن الدفاع عن ملفات حوادث الشغل للعمال لكنه رفض، «كان المدير يأمر العمال بألا يكلموني ولا يصلُّون معي حتى الصلاة، إضافة إلى ظروف العمل المذلة، حيث وضعت في مكتب دون أدنى شروط العمل إذ لم أمنح حتى قلما، وكنت أتنقل على حسابي الخاص مع العلم أنه تم خصم 400 درهم من أجري دون وجه حقّ». واستطرد أحد العمال المطرودين أنه تم اتخاذ قرار الطرد في حقّه (العامل العزاوي) من طرف مدير الشركة بوجدة بعد نزاع وقع بينهما خارج الشركة، في حفل عرس جمعهما. وسبق للاتحاد المغربي للشغل أن أدان بشدة الإجراء الانتقامي لطرد النقابي سفيان حجوي، واعتباره يدخل في تصنيف الطرد التعسفي على خلفية حصار الحريات النقابية، واعتبار هذا الإجراء طعنة غادرة من طرف الإدارة في عمق منهج اليد الممدودة الذي ينهجه عمال ومناضلو الاتحاد المغربي للشغل، وقناعته بأن هذا الإجراء عقاب جماعي لكافة عمال الشركة يستوجب ردا نضاليا جماعيا قويا وهادفا. وحمل بيان النقابة إدارة الشركة مسؤولية اختلال موازين السلم الاجتماعي بالشركة واندلاع أزمة اجتماعية وشيكة، داعيا إياها إلى التراجع فورا عن قرار الطرد، كما دعا كافة عمال ومستخدمي شركة سيطا البيضاء إلى التعبئة القصوى والاستعداد لتنفيذ كل الأشكال النضالية.