إن مدونة الشغل في مادتها «9» تمنع كل مس بالحريات والحقوق المتعلقة بالممارسة النقابية داخل المقاولة. والحرية النقابية حق من الحقوق الأساسية في العمل. كما أن ممارستها تندرج في إطار الوسائل المعترف بها للعمال، وعلى الخصوص، للدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية والمهنية. وإذا كانت النقابات في ظل المتغيرات الاقتصادية الدولية تعتبر شريكاً اجتماعياً مهماً داخل المقاولات والشركات، فإن إدارة شركة «سيمابوا أطلس» للخشب، والتي يعمل بها أكثر من 500 عامل وعاملة، والكائنة بسيدي معروف عمالة مقاطعة عين الشق، تعتبر «العمل النقابي جُرما وعملا ممنوعاً داخل الشركة، متنكرة لحق العمال النقابي الذي يضمنه الدستور والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، وفي مقدمتها: الاتفاقية الدولية رقم 135 المتعلقة بحماية ممثلي العمال في الشركات والمقاولات والمؤسسات» حسب شكاية العمال ، التي تضيف «وترفض التواصل مع العمال عن طريق المكتب النقابي الذي يدعوها إلى فتح حوار جاد ومسؤول معه، وتوفير الشروط الملائمة لتمكينهم من الاضطلاع بدورهم داخل الشركة والمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخدم مصلحة العمال والشركة على حد سواء»، بل على العكس من ذلك، ووفق ماصرح لنا به أعضاء من المكتب النقابي «تمارس الادارة على العمال شتى أنواع الاستفزاز، ومن بينها حرمانهم من فترة الاستراحة الصباحية التي كانت تستغل من طرف العمال لتناول فطورهم، عدم السماح لأي عامل بالاتصال بالادارة إلا في ساعة معينة بعد الزوال، يكون ساعتها العمال خارج الشركة، حرمانهم من مرافق صحية، عدم السماح حتى بالذهاب إلى المرحاض إلا بالإذن. ، أو كما قال أحد العمال: «المرحاض بالبون»، «لا وقت مسموح به للصلاة، لا وقت للطبيب، والعلاج». ويتساءل العمال المتضررون عن أسباب رفض الشركة حضور الاجتماعات التي نظمتها السلطة المحلية ومندوبية وزارة التشغيل، التي عقدت بتاريخ 16 يناير 2009 المتعلقة بمحاولة التصالح واجتماع 23 يناير، بل حتى الدعوات التي وجهتها العمالة لم تلق استجابة . وتجدر الإشارة إلى أنه بعد استئناف العمل يوم 2008/12/03 بعد النضال الذي خاضته الشغيلة ، والذي أسفر عن تعويض العمال الذين قررت الشركة توقيفهم حسب المادة 41 من مدونة الشغل وعددهم 40 عاملا من بينهم أعضاء المكتب النقابي القديم مع أداء أجرة شهر غشت 2008، تم توقيف عاملين توقيفاً نهائياً وآخر لفترة مؤقتة لمدة 7 أيام ، وبتاريخ 2009/01/6 تقدم المكتب النقابي الجديد بطلب تحديد موعد مع الإدارة للتعارف أولا ثم لدراسة القضايا والمسائل التي تهم الشركة، وكذا التي تشغل بال العاملين بها، إلا أن الباب كان ولايزال موصدا ولاتزال أسر أكثر من 500 عامل تعاني ما تعانيه من صعوبة العيش والحياة، في وقت تعرف فيه الأسعار ارتفاعاً مهولا، زيادة على متطلبات التمدرس والتطبيب، خصوصا وأن إدارة الشركة ألغت جميع مصالحها بحجة أن الجميع في إضراب، لدرجة أنها أقدمت على قطع التيار الكهربائي عن الوحدات الإنتاجية حتى لا يتمكن أي عامل من إبراز حضوره. أما حوادث الشغل ، وفق المصدر النقابي ذاته، فلا تؤخذ بالجدية اللازمة، وخير دليل حالة عاملين واحد أصيب في ذراعه والآخر فقد بعض أصابعه. وفي السياق ذاته، ووسط هذه الأجواء المتسمة بالمعاناة، قرر المكتب النقابي لعمال شركة سمابوا أطلس، مواصلة النضال ، حيث سطر برنامجا سيتم الشروع فيه بوقفات احتجاجية أمام مقر الشركة وغيرها من الأماكن التي لها ارتباط بهذا النزاع الاجتماعي، ويطلب في نفس الوقت من السلطات المحلية المعنية التدخل من أجل فرض احترام الحريات النقابية وممارسة الحق النقابي ومدونة الشغل قصد تصفية المناخ الاجتماعي داخل هذه الشركة.