قال مسؤول بمكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء بأن شركات النظافة بالعاصمة الاقتصادية، طالبت المسؤولين بمهلة ثلاثة أشهر على الأقل لإعادة تنظيف المدينة من جديد! تصريح الشركة هذا جاء خلال الاجتماع الذي دعا له مسؤولو المدينة مؤخرا ليعبروا لها عن استيائهم من حالة «التعفن» التي وصلت إليها العاصمة الاقتصادية منذ الانتخابات الجماعية إلى اليوم، حيث تحولت معظم الشوارع والأزقة الى مجمعات للأزبال بعد أن أجحمت الشركات عن القيام بواجبها الذي تتقاضى عنه ما يزيد عن 48 مليار سنتيم سنويا. استدعاء المسؤولين لأصحاب شركات النظافة جاء بعد الاحتجاجات المتكررة للسكان في كل المناطق، بعد أن جدوا أنفسهم وجها لوجه، أمام مزابل متنوعة تؤثث شوارعهم وأحياءهم. أعضاء من مجلس مدينة الدارالبيضاء صرحوا لنا من جهتهم، بأن الشركات الثلاث «سيطا»، «تيكميد» و«بيتزورنو» استغلوا فترة الانتخابات والفراغ الحاصل في الأجهزة قبل وإبان وبعد الانتخابات ليتقاعسوا عن القيام بواجبهم، وليست هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها هذه الشركات، عدم جديتها في العمل، إذ سبق أن ضبطت في السنوات الأولى من مباشرة عملها وهي تترك الأزبال منتشرة وتجمع بدلها الحجارة أو تخلط الأزبال بالأتربة كي يتقوى الوزن، لأن المدينة في تلك الحقبة كانت تؤدي لهم مقابل وزن الأزبال التي حملوها، كما ضبطت تقوم بجمع النفايات من المصانع الكبرى الخاصة مقابل تعويضات مالية من أرباب تلك المصانع، ليتدخل مسؤولو المدينة ويضعوا رقما ماليا (48 مليار سنتيم) لأداء واجبات هذه الشركات بدل العمل بالميزان أو غيره. وهو رقم يتجاوز بكثير ما يتضمنه دفتر التحملات الذي ينص على تعويض هذه الشركات بمبلغ (33 مليار سنتيم). وطالب هؤلاء الأعضاء بقطع التعامل مع الشركات، التي لم تأت بأي جديد للدار البيضاء، حيث ظلت المدينة تعوم في الأزبال. مسؤول بإحدى المقاطعات المتضررة من الأزبال صرح لنا بأن إحدى الشركات الثلاث، تتعمد ترك الأزبال لأنها تريد بيع أسهمها ومغادرة الدارالبيضاء بصفة نهائية بعدما كسبت أموالا لم تكن تحلم بها، ولا تريد أن تتم مطالبتها بتجديد أسطولها الذي سيكلفها الكثير. وعلى ذكر أسطول الشركات، فقد كان مسؤولو المدينة خلال مباشرتهم لتفويت قطاع النظافة الى الشركات الأجنبية، يصرحون بأن الأخيرة لها خبرة في جمع الأزبال، وبأنها تتوفر على آليات متطورة في هذا المجال، لكن اتضح في ما بعد أن هذه الشركات لا تعمل إلا بالأسطول المغربي الذي كانت تستعمله الجماعات البيضاوية قبل عشر سنوات وهو أسطو ل اهترأ تماما. أحد المسؤولين ممن حضروا الاجتماع مع شركات النظافة صرح لنا بدوره ب«أن الشركات طلبت هذه المهلة ويجب أن نمنحها فرصة أخرى وهي مهلة معقولة بالنظر إلى المساحات الجغرافية الكبيرة التي تباشر فيها عملها».