بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة تقديم: جرائم عدة تلك التي تقع بدافع الانتقام لا لشيء مهم وإنما فقط لسبب بسيط وسوء تفاهم قد يقع بين الجاني والضحية يسلم أحدهما الروح إلى باريها والآخر يزج به في غياهب السجون،لتبقى في غالب الأحيان عائلتا الضحية والمقترف تعيشان مرارة الفراق،فعائلة الضحية تتأثر لفراق ابنها الذي توفي،وعائلة الجاني تتأثر لكون ابنها سيزج به في غياهب السجون،وفي غالب الأحيان ما يكون أبطال هاته الجرائم شباب في عز الزهور يندمون على أفعالهم الإجرامية في الحين وبالضبط مباشرة بعد اقترافهم لهاته الجرائم. حديثنا هذا يأتي بعدما وقعت شهر ماي الماضي جريمة قتل بشعة بمدينة آسفي وبالضبط بالمنطقة الجنوبية حي كاوكي راح ضحيتها شاب يدعى المهدي عازب ويبلغ من العمر 28 سنة،واقترفها شاب يدعى هشام يبلغ من العمر 27 سنة متزوج وأب لطفلة واحدة. القضية: ظل الجاني هشام منذ شهر رمضان ما قبل الماضي يكن حقدا دفينا للضحية المهدي وبالضبط بعد الخصام بالضرب والجرح الذي وقع بينهما في يوم من الأيام والذي سبب للجاني إصابة على مستوى أذنه جعلته يعجل بوضع شكاية لدى وكيل الملك بابتدائية آسفي في موضوع الضرب والجرح ضد الضحية المهدي. وضع الجاني لشكايته هاته بالمحكمة الإبتدائية بآسفي لم يرق الضحية ولم يرق بعضا من زملائهما،وهو ما جعل عدد من الأشخاص وذوي النيات الحسنة يدخلون على الخط من أجل الضغط بما أوتوا من قوة على الجاني لثنيه عن متابعة الضحية قضائيا،وهو ما تأتى بالفعل بعدما نجحت كل هاته التدخلات وتنازل الجاني عن الدعوى القضائية. فبالرغم من كل هذا التدخلات وبالرغم من عودة الأمور إلى نصابها وبالرغم من عودة القطار إلى سكته الحديدية فإن الجاني ظل يكن حقدا دفينا للضحية بمبرر حسب تصريحاته في محضر الشرطة القضائية أن الضحية المعتدي آنذاك بقي يسبه ويشتمه بشكل مستمر،وهو الأمر الذي لم يرقه،إذ لم يجد وسيلة للاحتجاج على كل ما يصدر في حقه من طرف الضحية من استهزاء وسب وشتم سوى التفكير في وضع حد لحياته. بالفعل بقي الجاني هشام يكن حقده الدفين للضحية المهدي،وكان في كل مرة وحين يتجه صوب منزل هذا الأخير وهناك يقدم احتجاجاته لوالدة الضحية،مخبرا إياها بأن ابنها يشتمه ويسبه وأنه إذا ما استمر في ذلك سيضع حدا لحياته لكونه ينعته بأقبح النعوت أمام الملأ. لم يعر الضحية أي اهتمام لما صدر عن الجاني من تهديدات،كما أن الجاني لم يعر أي اهتمام لما قد يقع في حال إقدامه على اقتراف فعله الإجرامي ذلك المتعلق بتنفيذه لجريمة قتل بشعة والتي بسببها سيتم الزج به في غياهب السجون،وهناك سيقضي سنوات عدة وراء قضبان السجن المحلي،وستكون التهمة ثقيلة جدا ألا وهي الضرب والجرح المفضيين إلى الموت بواسطة السلاح الأبيض. بقيت الأمور على حالها،وكان كل من الجاني والضحية كالقط مع الفأر دون أن يدرك أي أحد منهما على أن جريمة قتل شنعاء ستقع في يوم من الأيام وستكون جريمة نكراء بكل المقاييس وستقع قريبا من منزليهما.حل يوم الجريمة،وكان وقتها الجاني بالقرب من منزلهم دون أن يدرك على أن الضحية سيحضر إلى هناك،ودون أن يدرك على أنه سيكون مرة أخرى محط سب وقذف من طرف الضحية حسب ما صرح به في محضر الشرطة القضائية. حضر بالفعل الضحية وشرع في سبه وقذفه ونعته بأقبح النعوت أمام الملأ حسب ما صرح به،بحيث خلفت كل هذه الألفاظ النابية قلقا واستياء عميقين في نفسية الجاني الذي ظل قليلا من الوقت يفكر في وسيلة تتقيه شر الضحية،وبدون شعور وبطريقة هيستيرية وبسرعة البرق جرى مسرعا صوب منزلهم، تاركا في المكان المعلوم الضحية المهدي،هذا الأخير لم يدرك أن نهاية حياته قد اقتربت،ودون أن يدرك على أن هذا اليوم هو آخر يوم في حياته،ودون أن يدرك على أن نهاية حياته ستكون بين يدي هشام ،ذلك الشخص الذي ظلت بينهما عداوة كبيرة. دخل الجاني وهو في حالة غير طبيعية منزلهم بسرعة جنونية،ومن هناك تحوز سكينا كبيرة تستعملها العائلة في ذبح أضحية العيد والتي كانت موضوعة تحت الدرج،وبعد هنيهة خرج متحوزا لهاته السكين،وكانت وجهته الوحيدة الضحية الذي كان واقفا بالقرب من المنزل . فوجئ الضحية المهدي بالجاني هشام وهو يقصده بسرعة جنونية حاملا في يده السكين الكبيرة،إذ لم يجد وسيلة للدفاع عن نفسه أمام هذا الوضع الخطير سوى الفرار قصد اتقاء شر الجاني وهروبا من بطشه وحتى لا يقع ما لا يحمد عقباه.ل م ينفع الجري والركض السريعين للضحية في شيء أمام إصرار الجاني هشام على اقتراف جريمته النكراء من خلال ملاحقته له ورغبته في تصفيته جسديا،مشهرا السكين في وجهه. جرى المسكين الضحية المهدي بكل ما أوتي من قوة عله يفلت من قبضة الجاني،إلا أن جبروت هذا الأخير وقساوة قلبه وإلحاحه على الاعتداء عليه جعلته يلاحقه بسرعة كبيرة تفوق سرعة الضحية ويوجه إليه طعنة غادرة خطيرة أسفل حوضه كانت السبب الرئيسي في شل حركته،وكانت سببا في سقوطه أرضا. سقط الضحية أرضا كما تسقط أضحية العيد،وظل يترنح من شدة الألم جراء خطورة الإصابة مضرجا في دمائه الغزيرة،بينما الجاني ففر هاربا صوب منزلهم ينتظر حضور الشرطة قصد إلقاء القبض عليه دون أن يدرك على أن الضحية المهدي سوف يسلم الروح إلى باريها مباشرة بعد دخوله قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي. ظل الضحية ساقطا أرضا يئن من شدة الألم بعدما تجمع عليه عدد من الفضوليين،وتم أثنائها الإتصال بالشرطة وبسيارة الإسعاف،لكن هاته الأخيرة لم تحضر في الحين قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه،بحيث توفي الضحية مباشرة بعد دخوله المستشفى. حضرت عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة،بينما توجهت عناصر الشرطة العلمية إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي وهناك أخذت مجموعة من الصور الفوتوغرافية للضحية من جميع الجوانب قبل أن يتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات التابع للمستشفى وبعدها مباشرة إلى المقبرة. ولإلقاء القبض على الجاني توجهت عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة وهناك جمعت كل المعلومات والمعطيات،لتتوجه بعد ذلك إلى منزل الجاني،ومن هناك اعتقلته ونقلته إلى مخفر الشرطة القضائية بآسفي قصد الإستماع إليه في محضرقانوني الذي اعترف فيه بالمنسوب إليه،كما تم حجز السكين الكبيرة التي استعملها الجاني في فعله الإجرامي. الجريمة هاته عرفت إدلاء عدد من الشهود بشهاداتهم في هاته النازلة والتي أجمعت كلها على أن الجاني هشام قد وجه بالفعل طعنة بواسطة سكين للضحية المهدي دون أن يذكروا الأسباب التي كانت وراء إقدامه على اقتراف فعله الإجرامي هذا،بينما الجاني فاعترف بالمنسوب إليه الذي برره بكونه كان في خصام مع الضحية منذ مدة والذي ارتفعت حدته عندما كان الضحية يسبه ويوجه إليه كلمات نابية أمام الملأ،حيث توبع من طرف الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي من أجل تهمة الضرب والجرح البليغين المفضيين إلى الموت بواسطة السلاح الأبيض. هوية الجاني: هشام.ب بن حسن المزداد سنة 1986بآسفي من والدته هنية والذي يقطن بالرقم 33الزنقة 13حي لغفيرات آسفي،مستواه الدراسي ابتدائي،ليست له سوابق عدلية،متزوج،وأب لطفلة واحدة،يشتغل في ميدان الصيد البحري مرة في استخراج الطحالب التي تكون عالقة بالصخور البحرية ومرة في مجال البناء كمساعد للبنائين. هوية الضحية : المهدي.خ بن محمد المزداد بتاريخ 1/7/1985بآسفي،عازب،عاطل،ويقطن بحي الزهور بالمطار بآسفي،وكان يشتغل كحارس للمراكب بميناء آسفي وبعض الموانئ الصغيرة القريبة من المدينة لتوفير بعض المال الذي ينفقه على والدته وعائلته.