بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" كثيرة هي جرائم القتل التي في غالب الأحيان ما يقترفها أشخاص دون أدنى سبب وبأبسط الأمور،حيث يزج بهم في غياهب السجون بعدما يكونون غير قادرين في لحظة من اللحظات تملك أعصابهم ونفوسهم وبالخصوص قبل اقترافهم لجرائمهم ما يحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق وتسلب منهم حرياتهم،بينما يكون في غالب الأحيان ضحايا هذه الجرائم الشنعاء أشخاص أبرياء سلموا أرواحهم إلى الباري تعالى دون أي ذنب اقترفوه،وخير مثال على ذلك ما وقع شهر شتنبر الأخير بإقليم الصويرة عندما اهتزت ساكنة منطقة أوناغة البعيدة عن مدينة الصويرة بحوالي 20 كيلومترا على إيقاع جريمة قتل شنعاء ذهبت ضحيتها سيدة من جنسية فرنسية،والمقترف من جنسية مغربية لا لشيء سوى أن هذا الأخير كان يكن حقدا دفينا للضحية لكونه حسب تصريحاته أمام الضابطة القضائية لم تكن السيدة الفرنسية المتوفاة تعره أي اهتمام وتتعامل معه بقساوة،ليفكر في آخر المطاف بالانتقام منها بطريقة وحشية،بحيث لم تتعد المدة الزمنية عن اقترافه للجريمة وإلقاء القبض عليه أقل من 24 ساعة. القضية: البستاني والجثة يقطن ميلود بإحدى الغرف التابعة لمنزل يتواجد في ملكية الضحية المسماة "ماري بيير" الفرنسية الجنسية التي اضطرت بها الظروف قيد حياتها إلى تشغيله من أجل القيام بمهمة الاعتناء بحديقة منزلها الكائن بمنطقة أوناغة التابعة لإقليم الصويرة،حيث كان ميلود يقوم بجميع أشغال البستنة بتفان وجدية. في ذلك الصباح لم يكن البستاني ميلود يظن على أن مشغلته ستكون في عداد الموتى بعدما خرج كالمعتاد في الصباح صوب بقال من أجل اقتناء بعض الحاجيات تلك المتعلقة بوجبة الفطور،إلى جانب إقدامه على ملإ قاروة الغاز. كانت الصدمة قوية ومفاجئة عندما ولج ميلود كالمعتاد منزل مشغلته بعدما عاين باب المنزل مشرعا،حيث وقف على حقيقة الأمور عندما وجد مشغلته الضحية ممدة أرضا وسط رواق المنزل على ظهرها وهي شبه عارية دون أن يصدر منها أنين ودون أية حركة،إضافة إلى معاينته لبقع دموية على الجدران. البقع الدموية على الجدران والجثة الممدة وسط الرواق جعل البستاني ميلود يعود أدراجه،ويشرع في النداء على المسمى السعيد باعتبار هذا الأخير الوحيد الذي كان رفقة الضحية بالمنزل والوحيد الذي عاد رفقتها تلك الليلة من مدينة الصويرة،إلا أن كل نداءاته ذهبت سدى ولم تلق أي رد. عدم توصله بأي رد أو جواب من طرف المنادى عليه،جعل ميلود يتيقن من أن السعيد غير موجود بالمنزل وأنه قد يكون وراء هذا الفعل الإجرامي،ليقرر في آخر المطاف وخوفا من أن توجه إليه تهمة عدم التبليغ التوجه صوب دورية الدرك الملكي بأوناغة التي ترابض كل يوم عند مدخل هذه المنطقة، ليخبرهم بالواقعة. من الجاني ،عبدالهادي أم سعيد ؟ توصلت عناصر الدرك الملكي بخبر وقوع جريمة القتل هاته التي اهتزت لها ساكنة المنطقة من قبل البستاني ميلود،لكن مقترفها يبقى مجهولا لاختلاف الروايات خصوصا وأن الضحية كانت في علاقة مع كل من السعيد النجار وعبدالهادي،ليبقى الجاني واحد من بين هذين الشخصين.كان المسمى عبدالهادي بالفعل في علاقة حميمية مع الضحية بعدما ربط معها علاقة حب وعشق عندما كان نزيلا ذات يوم بفندق يتواجد في ملكيتها المتواجد بمدينة الصويرة الذي يحمل اسم ابنها،حيث يقضي بعض الأحيان سمره بمنزلها الذي وقعت به الجريمة الشنعاء،إلا أن قضاء الله وقدره حال دون تواجده تلك الليلة بالمنزل،بل كان بهذا الأخير ليلة ما قبل ليلة وقوع الجريمة بعدما طلبت منه الضحية مرافقتها وهو ما قبله بالفعل،ما جعل تهمة القتل بعيدة كل البعد عنه بعدما غارد المنزل رفقتها ورفقة سعيد ذلك اليوم في اتجاه مدينة الصويرة،تاركا الضحية رفقة السعيد بمدينة الصويرة. لم تمكث الضحية بمدينة الصويرة ذلك اليوم إلا ساعات قليلة بعدما توجهت إلى فندقها كالمعتاد للاطمئنان على أحوال العاملين به وتفقد الوضعية،وكان وقتها السعيد برفقتها،بينما عبدالهادي فتوجه إلى منطقة تسمى"ابحيبح" لقضاء الليلة هناك استعدادا لعرض بعض من أبقاره في اليوم الموالي للبيع في سوق جمعة اسحيم بآسفي. كان الجاني السعيد يكن حقدا دفينا للضحية بعدما كان يشتغل لديها لسنوات عدة خصوصا في مجال النجارة،إلا أنه وجد نفسه ضحية سوء المعاملة من طرف مشغلته هاته لكونها لم تكن تعره اهتماما، وكانت تهتم بشكل كبير بعشيقها عبدالهادي دون الاكتراث بالجاني،كما أنه كانت تتجول في بعض الأحيان أمامه في وضعيات تثير رغبته الجنسية،آخرها عند كان رفقتها ليلة الجريمة وطلب منها تزويده ببعض الأكل بعدما اشتد عليه الجوع،كما أنه كان يطلب منها في كل مرة وحين تسليمه لمستحقاته المالية،حيث ارتأت الضحية ذلك اليوم على تزويده فقط ببعض بقايا عضام دجاجة اشترتها عندما كانا في طريقهما من مدينة الصويرة وهو ما لم يرقه،ما جعله يرمي بهذه العضام للقطط والكلاب،بل الأكثر من هذا أنه كان ليلة ما قبل ليلة وقوع الجريمة محط استهزاء من قبلها ومن قبل عشيقها عبدالهادي عندما كان الجميع في تلك الليلة في جلسة حميمية. لم يرض السعيد بهاته التصرفات الصادرة عن الاثنين تلك الليلة،وبقي يفكر في ما وقع،تاركا الأمور إلى اليوم الموالي أي ليلة وقوع الجريمة،حيث توجه صوب غرفته التي تتواجد تحت الدرج قصد الخلود إلى النوم عوض تتبع مجريات العشق والود اللذين يجريان بين الفينة والأخرى بين الضحية وخليلها عبدالهادي،وما زاد الطينة بلة عندما استفاقت وعشيقها من النوم،حيث وقع نقاش ثنائي بين عبدالهادي والسعيد حول موضوع الجنس كون كل واحد منهما يلقي باللوم على الآخر حول العجز الجنسي،إذ وجه الجاني السب والقذف إلى عبدالهادي من قبيل"سير الحمار....راه النصرانية تشكو من عجزك الجنسي ....فأنا أتمتع بفحولة أقوى منك". بقي السعيد قلقا من جميع هذه التصرفات حيث غادر رفقة عبدالهادي والضحية المنزل في اتجاه مدينة الصويرة،إلا أن العشيق غادرهما من مدينة الصويرة وبقي الجاني والضحية،بحيث أوكلت هذه الأخيرة للجاني مهمة تركيب بعض الإطارات بفندقها بالصويرة،وبعد انتهائه من العمل قررا العودة إلى المنزل مسرح الجريمة،وفي طريقهما اقتنت الضحية قنينة خمر ودجاجة من إحدى المطاعم،متجاهلة طلبه ذلك المتعلق في كونه جائع خصوصا عندما سلمته بعض عضام الدجاج الممزوجة بالأرز التي سملهما للقطط والكلاب . جلس السعيد تلك الليلة قبل وقوع الجريمة بساعات قليلة يفكر بإمعان،منها تفكيره في مطالبتها بمستحقاته المالية،ليتوجه صوب غرفة البستاني ميلود الذي طلب منه تسليمه المذياع حتى يتسنى له الرفع من صوته عندما يعتزم تنفيذ جريمته وحتى لا يسمع صراخ الضحية بعدما شرب إبريقين من الشاي،بحيث كان يخطط لذلك وهويدخن سيجارة تلو أخرى. فكرة الانتقام وأخيرا استقرت فكرة الانتقام لدى السعيد الذي شرع في التجوال وسط المزرعة يفكر في الطريقة التي سينفذ بها جريمته الشنعاء،ليذهب صوب غرفته وهناك شرع في الاستماع إلى المذياع الذي طلبه من البستاني ميلود عل الوقت يمر بسرعة،وفي حدود الساعة الرابعة صباحا ستدق ساعة انطلاقة سيناريوهات الجريمة . كانت الضحية هي الأخرى جالسة لوحدها في تلك الأثناء وسط منزلها وبالضبط في قاعة الجلوس القريبة من المسبح تدخن السيجارة،ليطل عليها الجاني الذي طرق الباب أكثر من مرة علها ترد عليه،إلا أنها ترددت بعض الشيء فكأنها علمت بشيء ما سيقع،لكن الجاني ألح عليها بضرورة فتح الباب،ما جعلها تفتحه،ظانة أن هناك خبر ما يريد إخبارها به.فتحت الضحية الباب ودون سابق إشعار أو إخبار ودون أن يفاتحها في أي موضوع أحكم قبضته على عنقها ثم شرع في مطالبته لها بجميع مستحقاته المالية التي لا زالت على عاتقها،إلا أن قبضته كانت فاشلة كون الضحية تمكنت من الإفلات منه صوب الحمام علها تجد سلاحا تدافع به عن نفسها ويساعدها على التخلص من قبضة هذا الوحش الآدمي،لكن ولسوء الحظ وعندما انحت أرضا محاولة الحصول على سلاح أبيض تمكن الجاني من التحكم في قبضة رأسها.حاولت الضحية جاهدة الدفاع عن نفسها،إلا أن الجاني توجه صوب مكان هناك ومنه أحضر"بالة"ليوجه إليها ضربتين قويتين على مستوى ركبتيها استطاع بواسطتهما شل حركتها،لتسقط المسكينة أرضا،لكن وبالرغم من ذلك حاولت مرة أخرى جاهدة التحكم من سيف كان يتواجد ضمن ديكورارت في المكان التي كانت ساقطة فيه،لكن قوة الضربتين لم تساعدها في تحقيق ذلك.لم يقف الجاني عند هاتين الضربتين فقط بل زاد من جبروته وطغيانه واعتداءه عليها باستمراره في توجيه ضربات إليها بواسطة نفس السلاح وهذه المرة على مستوى رأسها إلى أن انقطع صراخها وصياحها،بل الأدهى منها فقد بدأ الجاني يتذكر تعاملها معه ذلك المتعلق بتجوالها أمامه وهي عارية الثديين،ليشرع في توجيه ضربات إلى ثدييها تاركا إياها مضرجة في دمائها. قتل،ثم سرقة،ثم فرار،ثم قبض لم يغادر السعيد مسرح الجريمة بعدما نفذ جريمته الشنعاء بنجاح إلا بعدما أقدم على سرقة بعض الأموال انتقاما من ضحيته كونه لم يتمكن من الحصول منذ مدة على مستحقاته المالية حيث استطاع الاستيلاء على مبلغ مالي عبارة عن أوراق مالية من الأورو والفرنك السويسري والجنيه الإسترليني،وهاتف نقال وسلسلة ذهبية كانت تضعها الضحية في عنقها.فر الجاني هاربا حافي القدمين بعدما تنكر في جلباب،ليظل يتجول بالقرب من محيط الجريمة ظانا على أنه بعيدا عن أعين الناس ودون أن يدرك على ن المجرمين يعرفون بسيماهم ودون أن يدرك على أن المثل الدارجي" الروح عزيزة عند الله" صحيح مائة في المائة. تلقت عناصر الدرك الملكي بمعلومات تفيد وجود شخص يسير بطريقة غير عادية متخفيا عن الأنظار وسط إحدى الحقول القريبة من مركز أوناغة مجردا من سرواله،لتعلن عناصر الدرك عن حالة استنفار أمني بالمنطقة بعدما زادت من عددها،حيث توجهت إلى المكان المعلوم،وهناك تمكنت من شل حركة الجاني الذي مختفيا بالقرب من حائط مهترئ وهو مرتديا فقط تبانا وعليه آثار جروح تركتها عليه الضحية أثناء مقاومتها له،ليعترف أمام عناصر الدرك الملكي في الحين بكل ما نسب إليه . جروح غائرة بجسد الضحية كان جسد الضحية مليئا بالجروح الغائرة توزعت بين جرح غائر بواسطة ضربة"البالة"على مستوى وجهها يمتد من الجبهة مخترقا العين اليسرى حتى الذقن،وآخر على مستوى وجهها من الأذن اليسرى مخترقا الوجنة اليسرى حتى الذقن،وجرح آخر على مستوى ذقنها من الجهة اليمنى،وآخر على مستوى وجنتها اليمنى ممتدا ما بين العينين إلى الذقن،وآخر بمؤخرة رأسها،وجرح عبارة عن انسلاخ للقشرة السطحية لمؤخرة الرأس،وجرح بساعدها الأيسر،وجرحان بركبتها اليمنى،ورضوض على مستوى فخدها الأيمن،حيث تركت هذه الجروح بقعا من الدماء بأرضية رواق المنزل والجدران وبعض اللوازم. تمثيل الجريمة قامت عناصر الدرك الملكي بعد الاستماع إلى الجاني في محاضر قانونية بنقله إلى مزرعة الضحية مسرح الجريمة،حيث قام بإعادة تمثيل أطوار جريمته الشنعاء بكل تلقائية،ليتم التقاط المشاهد بواسطة آلة للتصوير،بحيث توزعت المشاهد بين: المشهد الأول:الجاني السعيد يلج غرفته الخاصة ويتدجج ب"بالة" أداة الجريمة المشهد لثاني:الجاني يقبض على الضحية محاولا إرغامها على الحصول على المال أي مستحقاته المشهد الثالث:الجاني يوجه الضربة الأولى للضحية على مستوى الرجلين لغاية إخماد حركتها المشهد الرابع :الجاني يكرر ضرباته بواسطة أداة"البالة"على جسد الضحية التي كانت ساقطة على الأرض المشهد الخامس:الجاني يتابع ضرب الضحية بواسطة عمود خشبي بعد جمودها ولفظ أنفاسها الأخيرة.