أدى الملك محمد السادس اليوم الجمعة 19 أبريل الجاري صلاة الجمعة بمسجد " أحد " المتواجد جنوب مدينة أسفي، حيث تطرق الخطيب لمفهوم الحرية في الإسلام من الناحية الواقعية والشرعية، مبرزا أن قضية الحرية من الأمور التي احتارت فيها الإنسانية إلى أن جاء فيها القرآن الكريم بالقول الفصل ٬ وأن الإسلام جعل هذه الحرية محدودة بحدود الشريعة ٬ تحفظها وتؤطرها وتسيجها بما يتوافق مع طبيعة هذا الانسان وفطرته التي فطره الله عليها، وأشار للحريات الفردية والجماعية التي قررها الاسلام كحرية التدين والاعتقاد وحرية الرأي والتعبير٬ وحرية التمليك والتملك. وقال الخطيب إن " من تجليات الشريعة -في أمر الحرية وغيره-مقتضيات القانون وتطبيقاته ٬ لأن العمل بالقانون في بلدنا عمل بالشريعة التي تستمد شرعيتها من مصلحة البلاد والعباد ٬ ولا تتناقض قوانيننا-والحمد لله - مع أي نص قطعي من نصوص الدين ٬ الذي تحميه وتحرص على مبادئه إمارة المؤمنين ٬ التي أكرم الله بها هذا البلد الأمين" . وأبرز أنه إذا كانت تلك هي قيمة الحرية بإطلاق ٬ فإن لحرية الاعتقاد في الإسلام مكانة كبيرة ومتميزة ٬إذ هي أصل الحريات ٬ بل إن الإسلام لا يقف عند مجرد إقرار هذه الحرية فحسب ٬ بل نفى أن يكون في هذا الدين أي إكراه للدخول فيه ٬وأن الإنسان يعتنق ويعتقد ما يريد عبر التفكير والتأمل بإرادة كاملة٬ وعقل واع٬ دون أدنى إكراه ٬مستدلا بقول الله تعالى "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". إلا أنه أشار في هذا السياق إلى أن ما ينبغي التنبيه عليه هو أن إمارة المؤمنين هي التي لها وحدها أن تضبط بالقانون شروط ممارسة تلك الحرية ٬ حتى لا تتخذ الحرية ذريعة للتشويش على الأمة ٬أو النيل من كرامتها كأمة ٬ لأن للأمة حرمة تتعدى اعتبارات الأفراد . وابتهل الخطيب٬ في الختام ٬ إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ نصرا عزيزا يعز به الدين ويعلي به راية الاسلام والمسلمين وبأن يسدد خطاه ويحقق مسعاه ٬ ويقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين الجليلين٬ جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما