آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي تغييرات واضحة أفقدت شاطئ الصويرية القديمة بآسفي رونقه تلك التي طرأت على هذا الشاطئ الذي تحول بقدرة قادر إلى تجزئة سكنية عبارة عن فيلات ليست في ملكية مواطنين عاديين بل في ملكية أصحاب الامتياز موزعين بين مسؤولين في العمالة ومسؤولين جماعيين ومنتخبين وبرلمانيين ورؤساء مصالح بعدما كان هذا الشاطئ ذي الرمال الذهبية في وقت سابق عبارة عن مخيم صيفي بكل المعايير من خلال الفضاءات والمرافق التي كان يتميز بها،بحيث كان يعرف توافد آلاف الزوار عليه في فترة الصيف وبالضبط من مدن الصويرة ومراكش والدارالبيضاء إلى أن أصبح في الوقت الراهن عبارة عن مكان للاستجمام والليالي الحمراء مخصص فقط لأصحاب الامتياز مع العلم بأنه لم تشمله لحد الآن أي إصلاحات أو بناء مرافق صحية منها المطاعم والمقاهي ومحلات تجارية وحتى المراحيض الذي يجد عدد من الزوار الأجانب أنفسهم مضطربين إلى مغادرته عندما يكونوا على متن قوافل لكونهم لا يجدون مرحاضا ولو واحدا لقضاء حاجاتهم. فالفيلات المشيدة على مساحة جد مهمة بشاطئ الصويرية لا تتوفر على المواصفات القانونية وتشوبها العديد من الخروقات كونها بنيت على أراض في ملكية جهات أخرى،وأن جلها في الوقت الراهن غير خاضع للتحفيظ،ومنها ما يتواجد في ملكية المياه والغابات،مع العلم أن هذه الأخيرة في نزاع قضائي مع بعض الأشخاص الذين يؤكدون ملكيتهم لهذه الأراضي فحسب المعلومات التي استقاها الموقع خلال زيارة استطلاعية لهذا الشاطئ البعيد عن مدينة آسفي بحوالي 33 كيلومترا فإن عملية تفويت هذا المنتجع الجميل ذي الرمال الذهبية ابتدأت منذ سنوات خلت عندما أقدم 13 مستشارا جماعيا بالجماعة القروية لمعاشات بتواطئ مع السلطة المحلية إبان العامل السابق مولاي الطيب على تقديم طلبات الحصول على بقع في هذا الشاطئ،حيث تم الاتفاق على أن يتم تسليم كل بقعة تصل مساحتها إلى 200 متر مربع لمستشارين اثنين،وهو ما دفع بالمسؤولين بعمالة آسفي آنذاك إلى جمع العديد من الطلبات التي فاقت المائتين وتم تسليمها للعامل المذكور الذي أصدر بشأنها قرارات عاملية بأسماء حقيقية وأخرى بأسماء وهمية تفيد استفادة هؤلاء من البقع المذكورة عن طريق المحسوبية والزبونية.ومن بين الخروقات التي تعرفها منطقة الصويرية القديمة استفادة رئيس جماعة قروية من بقعة أرضية مشيدة عليها فيلا على مساحة تقدر بحوالي 3000 متر مربع كانت في ملكية عامل إقليمآسفي سابقا ماء العينين الذي باعها للرئيس المذكور عن طريق التزام تم توقيعه بإحدى المدن الشمالية للمملكة مع العلم أنها غير محفظة وتابعة للمياه الغابات وهو ما جعل المعني بالأمر يعرضها للسمسرة،كما علم الموقع أن زوجة رئيس إحدى الجماعات القروية استفادت هي الأخرى من بقعة أرضية قامت ببيعها لصاحب صيدلية تتواجد عند مدخل الصويرية القديمة،ناهيك عن الأرض التي دشنها جلالة الملك من أجل بناء محلات تجارية ومقاهي بالقرب من سوق السمك في إطار المبادرة الوطنية للتمنية البشرية،لكن وجد المسؤولون أنفسهم في الوقت الراهن أمام مشكل حقيقي ذلك المتعلق بكون هذا العقار المدشن من قبل عاهل البلاد في ملكية الخواص بعدما أقدم مالكوه على طرد العمال الذين كانوا يعتزمون بناء هذا المحلات بمبرر أنهم أصحاب الأرض،لتبقى أغلب البناءات المتواجدة بالصويرية القديمة تعرف العديد من الخروقات وتتطلب فتح تحقيق بشأنها للوقوف على حقيقة الأمور كون أطراف عدة متدخلة في هذا القضية بدءا من الجماعة القروية لمعاشات مرورا بالعمران ثم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأيضا المياه والغابات.