( 3 ) حزب الاستقلال تعلب ماكر يتقن فن التلاؤم والزخرفة Le designer د.عبد الله إكرامن –باحث في علوم التربية والديداكتيك- «خلال المشاورات التي كان يجريها المغفور له الحسن الثاني مع المعارضة قبيل التناوب التوافقي خاطب المغفور له امحمد بوستة خلال لقاء مع رؤساء الأحزاب المعارضة:«انت ديال المخزن...علاش دير ندوة صحفية؟ »،موبخا إياه لعقده ندوة صحفية أعلن فيها عن اللقاء،قبل حصوله. عن صحيفة الأيام ع 30-09-2011.في حوار مع ابن سعيد آيت إيدر عن صعوبات التصنيف وإكراهاته: الإعلاميون بالموقع كما الزوار الكرام ممن يعانون هوس الكتابة،وهومن المقاربات التحليلية للقضايا السياسية الشائكة-وضمنها تصنيف التنظيمات السياسية بناء على توجهاتها المفترضة-،هؤلاء قد يشاطرونني الرأي ،إن قلت إن التصنيف يكون سهلا بقدر وضوح مواقف التنظيمات،ولا يمكن إطلاقا أن يصعّب الأمرَ، عراقةُ التنظيم السياسي ،فلوضوح مواقف الاتحاد الاشتراكي عبر تاريخه مثلا –وبشكل عام-فإن الدارس يسهل عليه إلى حد ما بناء فرضيات للتصنيف،قد لا يكون الإجماع حولها،ولكن الأكيد أن الخطوط العريضة للمقاربة سيكون حولها نوع من التوافق ولو بتحفظات.كما لا يمكن أن يصعب التصنيف لتنظيم وافد جديد(الأصالة والمعاصرة مثلا) لوضوح توجهاته ومواقفه،ولو أننا نتحفظ عليها. وحينما يتعلق الأمر بتنظيم سياسي مثل حزب الاستقلال،الذي هو تنظيم عريق،وبالتأكيد ليس وافدا جديدا،فإن الأمر يصبح فعلا معضلة بالنسبة لمن يبحث عن مقاربة تتجاوز اجترار مضامين دراسات تقريضية مادحة سابقة،أو اجترار وتكرار انتقادات حاطة من الشأن،وما أكثرها و ما أكثر تعدد مصادرها.ولأن للقلم حرمته،ولأن الفكر يجب أن يكون له حد أدنى من نزاهة تقنع العدو قبل الصديق،فإن وضع مسافة مابين ما يقال وعلاقته بحقيقة الأمور تبقى مسألة جد نسبية...ولكن ...ماذا لو اعتمدنا مواقف تم حضورها، واتخاذها أدلة إثبات أو دحض؟ لنلاحظ.. حزب الاستقلال: مواقف ذات دلالة، ومقولة المغرب لنا لا لغيرنا موقف ( 1 ) : في آخر حلقة من برنامج MAIS ENCORE الذي بثته قناة 2M يوم 28/09/2011 استضاف حميد برادة معد ومقدم البرنامج ،كريم غلاب الاستقلالي من الجيل الأخير عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال،وكما تعوده حميد برادة في آخر كل حلقة من حلقات برنامجه، سأل برادة ضيفه غلاب، إن كان ثمة سؤال أغفل معد البرنامج إلقاءه، ويود الضيف لو أنه أُلقي عليه،فكانت دهشة برادة كبيرة بل واشتد امتعاضه،عندما قال غلاب:أود أن أسألك أنت لم لا تقدم برنامجك بالعربية؟ولم يتمالك برادة نفسه،من التعبير على أن سؤال ضيفه هو قمة الديماغوجية...لم يحتج برادة للتفكير طويلا لوصف قلة ذوق غلاب بالديماغوجية،لسبب بسيط هو أن من خبر الاستقلاليين،وتتبع أخبارهم، يسمع منهم، ذلك النزوع لدغدغة مشاعر الناس بادعاء الدود عن قيم نبيلة ،هي في أغلب الأحيان أبعد ما تكون عن سلوكهم الفعلي،ومنه مسألة التعريب هذه التي يتخذها حزب الاستقلال شعارا يرفع به عقيرته دون أن تكون له قناعة به . موقف -2- و لا يعادل غصب برادة وامتعاضه إلا دهشة وشدوه معد ومقدم برنامج نقط على الحروف،عندما انتفضت ياسمينة بادو بشدة -خلال استقبالها في برنامجه- ،لما سألها معد البرنامج، عن رأيها في ما يتم الحديث عنه من حظوة يتمتع بها الفاسيون الفهريون في دواليب الدولة، واستئثارهم بأفضل الوظائف، معتبرة أن هذا الكلام يذكرها بالظهير البربري وبالعنصرية بل وصاحت:ومال ولادنا؟.. ما يخدموش؟كانت دهشة معد البرنامج كبيرة، فأكيد أنه لم يستطع فهم العلاقة بين الأمر والظهير البربري،كما لا شك وفي دواخله، يستغرب ل (سنطيحة الوزيرة) وهي تدافع عن حق سلالتها في العمل ،واعتبارها أن ما حصلوه ويحصلونه، هو في إطار مشروعية لا يحق لأي كان مناقشتها( ولا شك أن ما نسمعه عن إبعاد الحزب أبناء الطبقات الفقيرة والمنحدرين من البوادي المهمشة من المناصب الحساسة وإن كانوا الأكثر كفاءة هو كلام فارغ، وأن وزراء حزب الاستقلال استغلوا في فترة تاريخية سابقة بشكل شنيع صراع السلطة مع الإتحاد الوطني-مثلا- ليطردوا أعدادا كبيرة من الموظفين بتهمة الانتماء إلى الإتحاد ،وعوضوهم باستقلاليين،وما نسمع حاليا من استبدال أطر بأخرى محسوبة على الحزب قبل نهاية ولاية الحكومة الحالية ، هو كلام غير مسئول،كما هو غير مسئول ادعاء أن الحكومة الحالية هي حكومة عباس الفاسي وابن أخته الطيب الفاسي ونزار بركة زوج ابنته و ياسمينة بادو زوجة ابن أخته علي الفاسي ...واللائحة طويلة وطويلة جدا وحاليا والآن:-والعهدة على وسائل الإعلام- مقترح رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، بتعيين نجله عبد المجيد الفاسي على رأس اللائحة الوطنية للشباب لانتخابات 25 نونبر 2011...هو محض افتراء؟؟؟؟) .أعتقد أنه لن نحتاج لعبقرية في التأويل ،للكشف عما ينطوي عليه ما سبق، من ازدواج الموقف الذي ينعت به الحزب، ما بين الظهور بمظهر الملتصق بعموم المواطنين وهمومهم والدفاع عن قضاياهم،وما بين إخراج الأنياب والأظافر في مواجهة كل من لا يؤمن بأن المغرب للاستقلاليين لا لغيرهم.وإذا أضفنا لهذا، ما تتم معاينته من أن الحزب هو الوحيد الذي يمكن أن يرتكب أطرُه كل ضروب التجاوزات خلال تحملهم المسؤولية،(النجاة-وغيرها )،دون أن يستتبع دلك أية محاسبة،وإن أضفنا أيضا واقع أن مناضليه ظلوا دائما بمنأى عن أداة القمع المخزية...-الحسن الثاني اعتبر دائما الاستقلاليين، ديال المخزن...-الأمر إذن عادي -إدا وقفنا عند كل هذا،فإننا مع كل ذلك نتساءل :ما سر هدا الحزب وما مصدر قوته؟وكيف استطاع أن ينحث له صورة تجعله من جهة ديال المخزن،ولا يجد حرجا مع ذلك في ادعاء أنه يناضل من أجل الشعب...أمور كثيرة لا تستقيم... من كتلة العمل الوطني إلى حزب الاستقلال: فترة كافية جعلت ما لا يستقيم مستقيما ما بين سنة 1933 ،سنة تأسيس كتلة العمل الوطني مرورا بسنة 1937 سنة انقسامها إلى حزبين الحزب الوطني بزعامة علال الفاسي و تأسيس حزب " الحركة القومية بقيادة محمد بلحسن الوزاني . و حزب الطريس الإصلاح الوطني وحزب المكي الناصري الوحدة المغربية ،وصولا إلى سنة 1943 حيث أسس بلافريج هدا الحزب العتيد حزب الاستقلال ليحل محل الحزب الوطني السابق الذكر.. وانتهاء ب في 1959 سنة انشقاق الحزب لينبثق عنه حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية،وما بعد المرحلة من مراحل أخرى بأحداثها الكثيفة التي شكلت مغرب اليوم...داخل هده المراحل التاريخية بكل زخمها، وبتؤدة وصبر وغير القليل من التملق إدا اقتضته الظروف، وبدهاء تعلب أو لؤم ذئب سواء خلال ترأس حزب الاستقلال من طرف علال الفاسي حتى وفاته عام 1972 أو خلال فترة ولاية خلفه امحمد بوستة حتى 1998 أو في المرحلة الحالية مرحلة عباس الفاسي ، تشكل حزب بقدر ما تمكن من ترسيخ نفوذه واستيلاءه على كل نافع في البلد،بقدر ما أسهم في خلق كل أزمات البلد التي يعاني منها حاليا، فهو شارك في حكومات متعاقبة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينات وحاليا، وأسند له أخيرا منصب رئاسة الحكومة .وسواء داخل الحكومة أو خارجها فالحزب عرف دائما كيف يحفظ موقعه وكل امتيازاته.وإسهامه في ما يعاني منه المغرب حاليا من أزمات قد يتجاوز ما ساهم به كل الفاسدين في النظام حسب الكثير من المحللين. نرى هل يمكن استمرار الإقناع والاقتناع بالصورة التي نجح الحزب في تقديم نفسه باعتباره محرر البلاد،وهي الصورة التي استغل ترسخها لفترات تاريخية في الأذهان –وربما لا يزال –لاستثمار كل إمكانيات الدولة،والتي هي للشعب من أجل يناء ذاته،ولأن الاهتمام بتلميع صورة الذات كان على حساب التنمية،فإن دراسات تعتبر أن الحزب ساهم وبشكل كبير ،وربما أكثر من النظام نفسه،في ما يعاني منه المغرب الآن من مشاكل على كل المستويات. حزب الاستقلال أو الحزب الحربائي الذي يتقن فن التلاؤم والزخرفة Le designer شاهدت مند سنوات فيلما أمريكيا من أفلام الحركة،ووردت ضمنه لقطة معبرة جدا،ذلك أن الشرطي بطل الفلم،وهو يجري تحرياته لحل ألغاز جرائم ارتكبت، قصَد حي هارلم حي الزنوج المعروف،وقصَد زعيما من زعماء عصابات الحي محاولا إلصاق تهم به،ودافع زعيم العصابة عن نفسه وعن السود بقوله:إن السود بعيدين عما يتحرى من أجله،فالسود يكتفون بالنظر والانتظار...انتظار ماذا سأل التحري؟انتظار استمرار اقتتال البيض بعضهم بعضا،وانتظار إبادة بعضهم لبعض،وعند ذلك نستولي بسهولة على البلد.لست أدري لماذا،ولكنني يبدو لي حزب الاستقلال، كان كمن يلاحظ صراعات الأحزاب الديمقراطية التقدمية مع النظام،يُعتقل مناضلوه،تُعَرض أحزابهم لانشقاقات مخدومة...وحزب الاستقلال يتدخل بمقدار محسوب لا يورطه...وعبر سنوات من سياسة النظر والانتظار،وبعض التوابل من –السنطيحة-، تمكن من الاستيلاء على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه في هذه البلاد،بل وأكثر من ذلك ...حسي مسي تمكن من بناء ما يسميه الناظرون ممن لا حول لهم ولا قوة لوبيات وآلة جهنمية انتخابية،من شأنها أن تضمن استمرار مسلسل العبث الحكومي...واستمرار المغرب لهم لا لغيرهم. لعل أدق ما يمكن أن يحيل عليه السلوك الاستقلالي هو التلاؤمية وفن الزخرفة،وهما أفضل مفردتين يمكن أن تطابق دلاليا ومصطلحيا لفظ ومصطلح designer الذي يطلق على المتخصص في صياغة الأشكال والأكسسورات،لأمور بعينها، قصد جعلها براقة ومثيرة ومستهوية لناظرها.وحصر Laurent Corio أحد أشهر وأبرع من تخصص في هدا الفن، براعة المتخصص فيه، في قدرته على أن يكون حربائيا،كي يتمكن من تقديم خدماته لمشغله،وهؤلاء أشخاص ليسوا متخصصين في شيء،ولكنهم يعرفون القليل مما يخول لهم التلاعب بأساليب ومصطلحات تقنية،وهم بمعرفة تامة بمختلف الإشكالات والاستراتيجيات المرتبطة بالمجال الذي يقاربونه...تتوفر لهم فقط مهارة مشغل الكراكيز. التعميم المغربة و المجانية و التعريب نتذكر جميعا هده المبادئ والتي بالتأكيد،وبعد مرور عقود من الزمن،لم يعد أحد يشك في أن صدورها عن استقلالي فإنها تفرغ من محتوياتها لتصبح إكسسوارات،وصياغة أشكال،وتستهدف بالدرجة الأولى استغلال بريقها في طمس الأعين ومنعها من رؤية ما يخفيه ادعاء قيم ومثل، من انتهازية ووصولية مكنت وعلى مرور الزمن من تشكل لوبي أصبح له من القوة ومن النفوذ ما يكاد يجعلنا نقبل بالوافد الجديد لو أن لنا اليقين في قدرته على تقليم أظافر لوبي عرف كيف يستحوذ على كل شيء في البلاد، ويتمكن في ذات الوقت من حفظ ماء الوجه،بل ويتمكن من الظهور في شكل الحمل الوديع وهو يخفي تعلبا ماكرا.