آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي ابتداء من يوم الاثنين 20 يونيو لم يعد بمقدور زوار الموتى المدفونين بمقبرة بوديس بآسفي القريبة من أحد الأسواق الممتازة المتواجدة في الطريق الرئيسية الرابطة بين آسفي والدارالبيضاء معرفة مقابر أهاليهم وذويهم بعدما أتت النيران على الأخضر واليابس بعد زوال يوم الاثنين ،حيث تحولت المقبرة إلى أرض خلاء قاحلة سوداء جراء حدة النيران التي نشبت في العشب والأشجار اليابسة طيلة عشية يوم الاثنين ما أدى إلى إحراق أغلبية القبور . ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إخماد الحريق إبان نشوبه،حيث لم تكلف الجهات المسؤولة نفسها عناء بعث عدد من عناصر الوقاية المدنية ارتباطا بحدة الحريق واكتفت فقط بثلاثة عناصر لم يكن بمقدورها إخماد الحريق بعد أن هيأت لذلك شاحنة واحدة فقط مع العلم أن يوم نشوب الحريق كان يعرف حرارة جد مرتفعة ورياحا قوية ساهمت بشكل ملحوظ في التهام النيران لجزء كبير من المقبرة،إذ لم تعر الجهات المسؤولة اهتماما لذلك إلا بعدما توصلت بأخبار تفيد خطورة الحريق وأخبار تفيد احتمال أن تقع كارثة لقرب المقبرة من محطة الوقود التابعة للسوق الممتاز التي لا يفصلها عن المقبرة إلا سور لا يتعدى علوه متر واحد. وظل عدد من الساكنة والمواطنين يترقبون إقدام الجهات المسؤولة على إرسال شاحنات أخرى وعناصر أخرى تابعة للوقاية المدنية لإخماد الحريق رأفة بموتانا لكن لا شيء تحقق من ذلك،ما جعل الساكنة تتصل هاتفيا بالمسؤولين للحضور على وجه السرعة للوقوف على حقيقة الأمور وهو ما تأتى بالفعل عندما حضر ممثلو السلطة المحلية والشرطة العلمية ورجال الأمن الذين وقفوا على خطورة الحادث بعد أزيد من ثلاث ساعات وبعد فوات الأوان،لتعطى التعليمات من أجل الزيادة في عدد عناصر الوقاية المدنية وشاحنات إطفاء الحريق،لكن وبالرغم من ذلك فقد ظلت النيران تلتهم الأخضر واليابس. وعبرت الساكنة القريبة من المقبرة وزوارها عن استيائها لهذا الحادث الذي تتحمل فيه السلطات المحلية جزءا كبيرا من المسؤولية كونها لم تتدخل في الوقت المناسب مع العلم أن هذه المقبرة ما زالت يتوافد عليها الموتى ،مبرزين على أنهم سوف يجدون صعوبة كبيرة في التعرف على قبور أهاليهم وذويهم كون الأسماء المدونة على القبور قد اختفت جراء النيران،وأن العديد من الأشجار والنباتات التي كان الزوار يستعينون بها لمعرفة مكان تواجد قبور ذويهم قد أتت عليها النيران. وكان موقع "آسفي اليوم" قد تناول في وقت سابق موضوع حالة المقابر بالمدينة وعدم اهتمام الجهات المسؤولة بها من خلال العشب اليابس المنتشر وسطها وعدم تهيئتها وانتشار الحشرات السامة كالأفاعي والعقارب بجنبات القبور ومنها من يسكن داخلها،لتطلع علينها الجماعة الحضرية لآسفي مباشرة بعد صدور المقال ببلاغ في الموضوع تم التطرق فيه إلى جدولة زمنية همت تهيئة هذه المقابر نشر هو الآخر على الموقع لكن لا شيء تحقق من ذلك،فرأفة أيها المسؤولون بموتانا.