بقلم عبد العالي بنفينة لماذا يكال الاتهام للصحفي و الإعلامي، و خصوصا من يشتغلون منهم بالصحافة المحلية المكتوبة و كذا الإلكترونية؟ و لماذا يوضع من يهتم بأخبار البلاد و العباد في قفص الاتهام دوما و يخشاهم المسؤولون كل من موقعه و يعتبرونهم أعداء محتملين عندما يكشفون عن مكامن الخلل بالمرافق التي يسيرونها؟ لماذا يسعون دائما لإسكاتهم و افتراض أن لديهم أفواه واسعة يجب ملؤها لتخرس عنهم و عن تجاوزاتهم في التسيير و تداري تلاعباتهم الآنية و المحتملة و التستر عليها؟ و الآن أصبحت هذه النخبة تنحو منحى آخر في التعامل مع الفعاليات الصحافية بآسفي، إذ شرعت بنهج أسلوب التعسف في حق المراسلين و المتعاونين مع الجرائد و المواقع الإلكترونية بعد أن تم اعتماد البطائق المهنية و التأكد من تواريخ صلاحيتها (و كأن هذا المتعاون كائن موسمي و ممارس مع وقف التنفيذ)، و ظهر ذلك جليا في المهرجانات الثلاثة التي تحتضنها ساحة مولاي يوسف على التوالي؛ أمواج- العيطة- المحيط، على إثره أحس مجموعة من المراسلين و المتعاونين بالغبن جراء حرمانهم من تغطية فعالياتها و تمثيل فئة عريضة من الآسفيين للوقوف عن كثب على جودتها و رصد ما يمكن رصده في كواليس "الفيجطة" السنوية التي تسمى تعسفا باسم المهرجان. التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل هناك فعلا أناس من هذه الطينة يعطون هذا الانطباع عن الإعلام و الإعلام المحلي على وجه الخصوص، أم أن في تشويه و تقزيم صورة الممارس الصحفي مآرب أخرى لجهات معينة، هذه الجهات التي اكتوت برصاص جريدة وطنية لها مكانتها على رأس الهرم الصحفي الوطني، فجن جنونها و أصبحت تخبط خبط عشواء و أشركت معها رجال السلطة و الاستعلامات في التمحيص في هويات من يحمل صفة إعلامي. منذ مدة ليست ببعيدة حضرت إلى الذهن باقة من التساؤلات عن ماهية العلاقة بين السلطة و " قراصنة المال العام" من خلال فيجطاتهم الموسمية و إعلاميي المدينة، من أن تعرض إذاعي و مدير جريدة لإهانة لفظية من طرف سمكة شاردة في أمواج الخماري، يستحيي مواطن الدرجة الثالثة أن يتلفظ بها، دون أن يتم التحقيق و التحري في هذا الموضوع الذي مر مرور الكرام على حساب كرامة صحافة المدينة، لأن أمواج آسفيالجديدة أصبحت في مد دائم لا يعرف الجزر جرف معه علية المسؤولين بحاضرة المحيط. و منذ أن سلم حارس السيارات بالمدينةالجديدة ظرفا يحوي دعوة للصحفي و مراسل آسفي بجريدة المساء لحضور الذكرى الخامسة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية و كأنه لا يملك عنوانا يتوصل بها من خلاله؛ و من هنا تتبين درجة الامتهان لهذه الفئة من جنود الحقيقة الذين لا هم لهم، في نهاية المطاف، سوى المساهمة في الإقلاع الحقيقي للمظاهر الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية بهذه المدينة المكلومة، و ضمان أسباب و سبل العيش الكريم لفئة عريضة مسحوقة من أناسها الذين لا حول لهم و لا قوة "غير أكل الموت و انتظار القوت". مما يرثي واقع حال المسؤولين و مرؤوسيهم المفوضين لتنظيم التظاهرات و الإشراف عليها و طرقهم في التواصل مع رجال الإعلام و الصحافة، الذي غالبا ما يكون على مضض و كأنه شر لا بد منه، أو هذا التواصل هو فقط بروتوكول رسمي يؤثث احتفالاتهم و يجعل منهم رعاة للشفافية و الوضوح و يشرعن إهدارهم للمال العام.و فرضا إذا اعتبرنا أن بين ظهراني الجسم الصحفي من يجعل من قلمه عصا موسى ينش بها على غنمه و لديه فيها مآرب أخرى، فإن السمكة الفاسدة لا تفسد الشوال على عكس ما جرى به المثل العامي، و كأي كيان تنظيمي فإن البدن الإعلامي بآسفي يعاني من التفكك و الانشقاق مما سهل على "أصحاب الوقت" امتهانه و احتقاره و اختراقه بأجهزة مخزنية انتشر عملاؤها كالفطر. فطوبى للشرفاء و خزيا لمن لا يخجلون من الاسترزاق من صاحبة الجلالة.