يسجل قسم الأطفال بمستشفى محمد الخامس بآسفي حالة استثناء مقارنة مع الأقسام الأخرى،وذلك من خلال الحالة المزرية التي يتواجد عليها،سواء على مستوى التجهيزات المتمثلة في قلة الأسرة به،أو على مستوى النظافة.فالزائر لهذا القسم يقف على حدة المعاناة،حيث إن أول ما يصادفه عند بوابته الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف المنبعثة من مختلف القاعات المكونة لهذا القسم،بل لا يقف الأمر عند قلة النظافة فحسب،بل يتعداه إلى الحالة التي تتواجد عليها أمهات الأطفال النزلاء اللواتي تضطر بهن الظروف إلى المكوث بجانب أبناءهن،بحيث لا تجدن الأسرة الكافية للنوم بمحاذاة فلذات أكبادهن،مما يؤدي بأغلبهن إلى اللجوء إلى افتراش الأرض. ومعلوم أن قسم الأطفال يتوافد عليه يوميا الأطفال الصغار المرضى الذين أصبحوا أكثر عرضة للأمراض بمدينة آسفي،منها على الخصوص أمراض الربو والحساسية وهشاشة العظام التي تسببها لهم الملوثات،بل إن العديد من نزلاءه يتحدرون من المناطق القروية،إذ يزداد عدد نزلاءه في فصل الصيف،ذلك أن عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال المتحدرين من البادية وبالضبط من منطقة احمر التي تعرف انتشارا واسعا للعقارب التي تظل تلسعهم في غياب مستشفى قريب من دواويرهم تضطر بهم الظروف إلى التوجه صوب مستشفى محمد الخامس بآسفي،مع العلم أن منهم من يقطن في دواوير تفوق المسافة الرابطة بينها وبين المستشفى أزيد من 100 كيلومتر. وتبقى مسؤولية هذا الوضع الذي يتخبط فيه قسم الأطفال بهذا المستشفى بين يدي المسؤولين على قطاع الصحة العمومية مع العلم أنه سبق وأن شنف أحد المستشارين البرلمانيين في إحدى الجلسات الأخيرة بمجلس المستشارين مسامع السيدة وزيرة الصحة بمجموعة من المشاكل والخروقات التي يعرفها مستشفى محمد الخامس بآسفي والتي تتطلب تدخلا عاجلا.