أصبحت البيئة تحظى بالأهمية القصوى في المجتمعات المتقدمة ومن خلالها يمكن لك الحكم على أي جهة أو منطقة. لكنه يبدو أننا ما زلنا أبعد عما يتصور. فسكان البرنوصي يعيشون حالة بيئية يمكن أن توصف بالكارثية، فجل شوارع وأزقة الحي في حالة استنفار إيكولوجي عميق المعالم بسبب ما آل إليه الفضاء العمراني لمدراته من تعفن ومزابل وأوساخ وقادورات في كل مكان حتى قرب عتبات بعض الإدارات والمؤسسات التربوية والصحية . فعديدة هي نقط وضع حاويات النفايات بالمنطقة تتحول إلى ما يشبه مطارح عمومية للأزبال، إذ غالبا ما يجد المواطنون أنفسهم مضطرين لوضع نفاياتهم أرضا بعدما يصادفونها ممتلئة عن آخرها دون إفراغها لأزيد من أيام متتالية مما يجعلها تصدر الروائح الكريهة المقرفة، الشئ الذي يطرح أكثر من تساؤل حول مدى استعدادات الشركة المفوض إليها تدبير قطاع النظافة بعمالة سيدي البرنوصي لمواجهة هذا المد التعفني بعدما تبين للجميع أن هذا المشكل أصبح متجاوزا لهذه الشركة التي رفعت الراية البيضاء. وبالإضافة إلى ذلك فالشاحنات المخصصة لهذا الغرض جد مهترئة تحمل علامة ً ألف 1 ً يعني أنها كانت تستعمل لجمع نفايات مناطق راقية بمدينة الرباط ولما أصيبت بصدأ وأصبحت غير لائقة تم استبدالها بما هو جديد والقديمة من نصيب سكان سيدي البرنوصي الذين ضاقوا درعا من هذه تصرفات، زيادة على أنها لا تفي بالمطلوب لقلة عددها وعدد المستخدمين التابعين لها(الشاحنة) ولكثافة الأحياء السكنية التابعة لتراب سيدي البرنوصي . ويتحمل مجلس مدينة الدارالبيضاء كذلك مسؤولية تراجع مستوى النظافة بشوارع وأزقة سيدي البرنوصي إذ نهج سياسة اللامبالاة تجاه قلة هذه الشاحنات المهترئة وقلة الحاويات التي أصبحت متهالكة واكتفى بلعب دور المتفرج حيال تدهور الحالة المزرية التي أصبح يتخبط فيها المواطن بهذا القسم من مدينة البيضاء .والمفروض عمل الشركة صاحبة الإمتياز ويطالبها بتحسين جودة الخدمات بما يساهم في التنمية المنشودة.