لم تتمكن السلطة المحلية بأسفي أمس الجمعة عن الخروج بنتائج حاسمة من الاجتماع الثاني مع مهنيي الصيد التقليدي المنعقد بالوحدة الصحية للميناء من أجل إيجاد حلول لمشكل السرقات المتتالية التي تتعرض لها القوارب بغاية توظيفها في أنشطة الهجرة غير الشرعية و الاتجار في البشر و الاتجار الدولي المخدرات. و التف الاجتماع الذي تزامن مع نجاح عناصر الدرك الملكي في إفشال محاولة لتهريب أطنان من مخدر الشيرا عبر البحر بمنطقة "كاب البدوزة" ( 30 كلم عن أسفي)، على مقترح إسناد حراسة القوارب لشركة خاصة حسب إفادة مصادر مهنية ، و أفسح المجال لتعاونية المسيرة الخضراء لقوارب الصيد التقليدي و غرفة الصيد البحري الشمالية الأطلسية و أسند لممثليهما مهمة التشاور، كل مع أجهزته التقريرية، على أساس تقديم نتائج مشاوراته في اجتماع يرتقب عقده يوم الخميس القادم. مصادر " أسفي اليوم " أكدت أن هذا الطرح أثار حفيظة عدد من المهنيين الذين رأوا في إسناد هذه المهمة إلى ممثلي التعاونية و الغرفة حملة انتخابية سابقة لأوانها، و أن تدبير الحراسة التي يرتقب أن تسند إلى شركة خاصة يجب أن يكون من خلال إحدى مؤسسات الدولة في القطاع، كي تتحمل مسؤولياتها بكل تجرد دون استحضار أية منافع انتخابوية. و انتقدت المصادر ما أسمته " التغافل" عن المضي في تدارس باقي الحلول التي تم التداول بشأنها في الاجتماع الأول، لاسيما ما تعلق بهيكلة الجزء المخصص لأنشطة الصيد التقليدي بالميناء و تكثيف الإنارة و تزويد الرصيف بكاميرات عالية الجودة، و كشفت توجه السلطة إلى ما وصفه مهنيون ب" الحلول الترقيعية" معتبرين موافقة السلطة على النهوض بمهمة الحراسة اعتمادا على كشك خشبي ( كاريطا)، يشكل "قمة العبث و الارتجالية"، و لا يتماشى مع الطموحات التي عبر عنها المهنيون في الاجتماع السابق. و كان لافتا خلال الاجتماع طرح مقترح ذي طابع اجتماعي ينادي بتعويض المهنيين الفقراء الذين تعرضت قواربهم للسرقة، و لو تعويضا رمزيا في ظل ظروف الجائحة، و صرف ذلك التعويض من صندوق "اللجنة المحلية لانقاد الأرواح البشرية بالبحر بميناء أسفي"، و هو المقترح الذي يعني بشكل خاص مندوب الصيد البحري الذي يرأس هذه اللجنة،و الذي أكدت المصادر أنه أبدى موافقة مبدئية في انتظار التنفيذ. و حسب المصادر ذاتها فإن اجتماع أمس الجمعة كان بمثابة تراجع صريح عن " الخطوات الجادة التي كان يعتزم المضي في أجرأتها استشرافا لحلول جذرية تقطع مع مظاهر الفوضى و التسيب التي تضرب أطنابها بالجزء المخصص لقوارب الصيد التقليدي بميناء حاضرة المحيط" و لذلك تضيف المصادر، لم يرق إلى ما كان منتظرا منه للإسهام بفعالية في الجهود المبذولة على أكثر من صعيد ( شرطة – درك – قضاء ) لمحاربة مافيا الهجرة غير المشروعة و الاتجار الدولي في المخدرات و البشر.