كشف الرئيس الصيني، “شي جين بينج”،أن الصين خصصت تريليون دولار (1000 مليار دولار) تكلفة إعادة إحياء ‘طريق الحرير' التجاري بين الصين وأوروبا،بحسب موقع ‘المنتدى الاقتصادي العالمي'. الطريق الجديد يحتوي على مسارين: بحري وبري وسيربط الصين بجيرانها في أسيا الوسطى والشرق الأوسط والقارة الأوروبية على أمل لرفع مستوى التجارة الخارجية الصينية لتصل إلى 2.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل. ميناء طنجة المتوسط سيساهم في مبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء ‘طريق الحرير' القديم فضلاً عن وجود عدد من الموانئ التي يمكن تطويرها على البحر المتوسط والتي من شأنها أن تتكامل مع هذا الطريق وتساهم في تحقيق أهدافه المرجوة خاصة بعد الزيارة الملكية للصين والتي تعهدا فيها قائدي البلدين بتطوير والزيادة في التبادل التجاري بين البلدين. وقالت صحيفة ‘ذي إيكونمست' أن الصين أعلنت أن استثماراتها في الدول التي سيمر بها الطريق سوف تصل إلى 4 تريليون دولار ولكن بدون ذكر وقت محدد. وأشار موقع ‘المنتدى الاقتصادي العالمي' إلى أن المحركات الكبرى لهذا المشروع الضخم هي أسباب تجارية وجيوسياسية، وفي مقدمتها الطاقة التصنيعية العظمى في الصين- بشكل رئيسي في مجالات تصنيع الصلب والمعدات الثقيلة، والتي سيكون الطريق التجاري الجديد بمثابة متنفسا لها كذلك بسبب تباطؤ السوق المحلى الصيني، فإن فتح أسواق تجارية جديدة يمكن أن يقطع شوطا طويلا نحو الحفاظ على ازدهار الاقتصاد الصيني . المحلل بالمكتب الوطني للأبحاث الأسيوية، ناديج رولاند،قال لمجلة ‘فورين بولسي' أن هذا المشروع “ليس مشروع اقتصادي وإنما مشروع جيوسياسي وله أهمية إستراتيجية كبرى” حيث أنه من المتوقع أن تتحسن العلاقات بين أسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا بشكل كبير إذا ما خصصت الصين الكثير من رأس مالها لتطوير البنية التحية لطرق خارج حدودها. في السياق ذاته، ستتحول الروابط الاقتصادية والثقافية مع الدول التي يمر بها “طريق الحرير” الجديد إلى حجر أساس يقوي وضع الصين كلاعب رئيسي في العالم وبحسب مجلة “إيكونمست”، أن “الصين تستغل هذا المشروع لفرض سيطرتها كقوة عظمي من دون إشعال نزاعات”. وذكرت “إيكونمست” أن “طريق الحرير” الجديد سيتضمن على خط أنابيب غاز يبدأ من خليج البنغال ويمر بمينامار حتى جنوب غرب الصين إلى جانب خط سكك حديدية يربط الصين بمدينة دويسبورج الألمانية وطريق بحري يمر بجاكارتا وسيريلانكا ونيروبي بكينيا مرورا بقناة السويس إلى أثينا وإيطاليا وأضافت المجلة أنه لا يوجد حتى الآن عدد رسمي بعدد الدول الأعضاء بطريق الحرير ولكن العدد التقديري هو 60 دولة. والجدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينج قد أعلن عن المشروع أول مرة عام 2013، بعد عام من تولي السلطة، شهد العامان الماضيان جهود كبيرة للدفع بالمشروع . ‘وول ستريت جورنال'