حضور تنسيقية حركات ازواد الى باماكو يوم الخامس عشر من ماي المقبل، يشكل مسألة حياة او موت لرئيس ديبلوماسية الجزائر رمضان لعمامرة، الاخيرة يؤكد، تأكيد الواثق من نفسه بأن الازواديين سيأتون وسيوقعون على الاتفاقية التي فبركتها الجزائر حسب مصالحها وتصوراتها. نجاح لعمامرة في فرض هذه الإتفاقية على الأزواديين ،بالإضافة الى كونه نجاحا للدائرةالحاكمة القوية في المرادية من وراء كرسي الرجل المريض، هو ايضا نجاح شخصي لمسؤول السلم في الاتحاد الافريقي سابقا، توقيع الاتفاقية سيرفع من أسهم لعمامرة، ولربما يضعه ضمن دائرة المتربصين بكرسي المرادية ومنافسا قويا للوزير الاول الحالي سلال، خاصة وان الجزائر الآن وفي ظل الازمة الاقتصادية التي تعيشها ، نتيجة لتراجع مداخيل بيع ثروتها البترولية والغازية، في حاجة الى شخصية قادرة على تفعيل ديبلوماسية اقتصادية نحو افريقيا، القارة الأكثر نموا خلال السنوات المقبلة ، حسب المحللين الاقتصاديين، ومنافسة المغرب في غرب افريقيا. لن يجد المتحكمين في مراد المرادية، شخصية جزائرية اكثر من لعمامرة، معرفة بخفايا ودروب افريقيا، نظرا لخبرته في مؤسسات الاتحاد الافريقي ولعلاقاته القوية بعدد من حواريي قصور حكامها. لكن هل يدرك لعمامرة بأن الأزواديين،ملوا وعود الجزائر ولن يعودوا الى الوراء، يوم كانت الاتفاقيات توقع بسرعة فائقة في العاصمة الجزائرية وطرابلس القذافي، لتجهض في الغد قبل ان يعود موقعوها الى ديارهم. لعمامرة يرى بأن مشاركة جميع الأطراف في الاجتماع 15ماي، تجسيد لنواياهم الحسنة على أرض الواقع، لا ادري عن اية نوايا حسنة يتحدث؟ وهل يعي ، كم خسر الأزواديين خاصة والطوارق عامة بسبب نواياهم الحسنة؟ في الاخير، لابد ان نؤكد للعمامرة رغبة الأزواديين في التوصل إلى حل نهائي للأزمة، لكن حل يحفظ كرامتهم ، لا حل يحفظ له مكانته ويعبد له الطريق الى تراس “الضغمة” الحاكمة الفاسدة في المرادية والتي ملًها اخواننا الجزائريين وجيرانهم في دول الجوار. للتذكير، الأزواد كان ولازال ساحة لمن يريد من المسؤولين الجزائريين، قطع المراحل بسرعة الى اعلى المناصب في الجزائر والأمثلة كثيرة، لكن الأكثر شهرة، هو من ينعته الجزائريون اليوم المهمات القذرة “اويحي” لم يكن سوى قنصلا صغيرا في غاو، قبل ان يرقى الى وزير أول ورئيس حزب، والأن المستشار الاقرب لبوتفليقة، لعمامرة في حاجة الى انجاح مهمته القذرة في ازواد، ليعتلي سلم المهام …