في عز محنة الطفل ريان، لم ينفعنا مشاهير انستغرام ولا كل أولئك الحمقى الذين يظهرون لنا على اليوتوب، يحتفلون داخل قاعات الحفلات بوصولهم مليون مشاهدة ! في هذه الأزمة لم نجد أمامنا سوى أبطالا يعيشون بيننا في الظل بعيدا عن أضواء الكاميرات والسيلفيات، أناس بسطاء لا تتعدى أجرتهم " السميݣ " مثل با علي الصحراوي الحفار وغيره.. لم نجد سوى سائقي الجرافات الذين اوصلوا الليل بالنهار ورفضوا التوقف عن الحفر حتى يسمعوا أنين ريان في رحم البئر.. لم نجد سوى تقنيي المسح الخرائطي ومساعديهم.. لم نجد سوى أهل الدوار الذين تجندوا لإطعام فرق الإنقاذ مما يطعمون به أنفسهم.. لم نجد سوى شباب أرادوا أن يغامروا بحياتهم لإنقاذ ريان و بكوا حرقة حين فشلوا في ذلك.. لم نجد سوى أبطال الوقاية المدنية والدرك الملكي ورجال السلطة وبعض الصحافيين الحقيقيين الذين يمثلون الصحافة المسؤولة.. كل هؤلاء احتاج إليهم الوطن فوجدهم بجانبه، لحظة معاناة أحد أبنائه.. من اليوم فصاعدا يجب أن نعلم جميعا أن هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون وليسوا " أبطال الديجيطال " المزيفون، الذين يقتاتون على الفضائح، هؤلاء هم المغرب والمغرب هم.. ريان سقط في البئر وسقط أيضا في قلوب الجميع، وفي الأخير القضاء والقدر وكانا أقوى من الجميع.. انتصر الموت على الحياة، وانتصرت معه أيضا القيم الإنسانية، واستُلهمت الكثير من الدروس من قصة ريان