كشف عادل الدفوف، صاحب شركة "نوفاكو" للخياطة بمدينة طنجة، أن الشركة التي شهدت فاجعة مقتل 28 شخصاً داخل قبو فيلا سكنية مرخصة و مسجلة في السجل التجاري منذ سنة 2017. الدفوف عضو الجمعية المغربية لصناعة النسيج والملابس Amith ، قال في تصريح لصحيفة إلباييس الإسبانية أن الشركة مسجلة بإسم A&M Confection و يديرها شخص إسمه عادل البوليلي Adil el Boullaili. و أضاف أن ذات الشخص أرغم على إقفال شركته بسبب فيروس كورونا ، قبل أن يعيد فتح الورشة من جديد قبل مدة قصيرة فقط من الحادث المأساوي. الدفوف أكد أن الشركة قانونية و مسجلة في السجل التجاري منذ 2017 (وهو ما كشفت عنه مواقع مختصة) ، مكذباً كل المعطيات التي تحدثت عن كونه معملاً سرياً. ذات المتحدث أشار إلى أن الشركة المذكورة كانت تشغل أشخاصا يدخلون ويخرجون يومياً ، و تتوفر على آلات ميكانيكية تحتاج إلى كهرباء صناعية ، متسائلاً : "من يزودهم بذلك ؟ ، داعياً عمدة المدينة البشير عبدلاوي ووزير الشغل محمد أمكراز إلى الإستقالة. الدفوف قال لصحيفة إلباييس أنه لا يعرف صاحب الورشة المتواجد في المستشفى شخصياً ، محملاً جزءاً كبيراً من مسؤولية الفاجعة لشركة أمانديس المكلفة بالبنى التحتية و الصرف الصحي في المدينة ، حيث اعتبر أنها لا تستثمر أي شيئ في البنية التحتية. ذات رجل الأعمال بطنجة ، ذكر أن ورشات الخياطة المتواجدة سواء في الأقبية أو الكراجات ممارسة عادية في طنجة و في المغرب بأكمله و العالم ، مشيراً إلى أن العمال فيها يتلقون أجوراً تتراوح ما بين 3000 و 3500 درهماً. و نقلت الصحيفة الإسبانية ، عن رئيس جمعية التواصل بطنجة أبو بكر الخمليشي ، قوله أن جمعيته قامت ببحث و دراسة حول الورشات السرية المخصصة للخياطة ، متسائلاً باستنكار : " كيف يمكنك وضع ما يقرب من 50 شخصًا في قبو بدون تهوية ، وبدون طرق للهروب ، وبلا نوافذ". و ذكر أن الجمعية قامت سنة 2019 بشراكة مع جمعية كاتلونية بإجراء تحقيق ، قابلوا فيه 132 موظفًا ، معظمهم من النساء ، من قطاع النسيج في طنجة ، و كشف التحقيق آنذاك أن 36٪ من العمال و العاملات غير مسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي ، كما أن 56٪ يحصلون على راتب أقل من الحد الأدنى للأجور (2586 درهم). و حسب التحقيق دائماً ، قال ثلاثة من كل أربعة عمال أنهم يشعرون بالإرهاق ، فيما صرح 40٪ أنهم تعرضوا لعنف لفظي من طرف المشغلين ، و 70٪ قالوا أنهم تعرضوا لضغوط وتهديدات بالفصل عن العمل. و يعتقد كل من دينيس داهوابي عضو في جمعية ستيم بكاتلونيا ، و رئيس جمعية التواصل بطنجة أبو بكر الخمليشي ، أن المستورد لهذه الملابس شركة كبيرة متعددة الجنسيات لكنهم يعترفون بأنه لا يملكون أي دليل يثبت ذلك. من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام إسبانية أن منتجات النسيج، التي تم نسجها بالمعمل السري بمدينة طنجة، كانت موجهة للتصدير إلى أوروبا، وبالضبط لإحدى الشركات العالمية التي تحتضن العديد من الماركات المشهورة في الملابس. وكشفت صحيفة " laultimahora" ، أن الشركة العالمية التي تستورد ملابس الشركة المغربية "السرية" ، تعود للملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا، الذي تربع على عرش أغنى رجل في أوروبا حتى نهاية عام 2015 حسب فوربس ، و تقدر ثروته حالياً ب 63 مليار دولار. و نقلت ذات الصحيفة الإسبانية ، أن الشركة العالمية التي يملكها أورتيغا تسمى "إنديتكس Inditex" و تضم أشهر الماركات العالمية الفخمة في الملابس، ومنها Zara- Pull&bear -Massimo Dutti – Bershka. وكشفت الصحيفة نقلاً عن إلباييس أن "إينديتيكس" تعتبر الشريك التجاري الأول والرئيسي للمغرب في قطاع إنتاج النسيج، وتتوفر على 250 مصنعا بالمغرب، وتشغل أزيد من 64.000 عامل وعاملة ، معظمهم في طنجة والدار البيضاء. وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الشركة العالمية المذكورة تنشط أيضا في السوق السوداء بقطاع النسيج في المغرب، ولديها معاملات تجارية مع العديد من المعامل السرية خصوصا بمدينة طنجة، والتي تستغل فيها اليد العاملة التي تعاني الفقر والبطالة، وبأجور زهيدة، مشيرة إلى أن المصنع السري الذي وقعت فيه فاجعة أمس بطنجة يعتبر أحد موردي الشركة الإسبانية العملاقة. تحقيق سابق نشرته صحيفة إلموندو في سنة 2012 ، كشف أن ملابس مجموعة Inditex التي يتم تصنيعها في المغرب ، يصنعها عمال وعاملات يشتغلون 65 ساعة في الأسبوع للحصول على راتب قدره 178.72 يورو شهريًا (1800 درهم) ، في الوقت الذي تعاظمت ثروة أورتيغا و أصبح أغنى أغنياء إسبانيا و أوربا و العالم. و يذكر التحقيق المطول الذي نترجم بعضاً من فقراته ، أن شركة أورتيغا إنديتكس تستفيد من هذا الوضع ، كما تفعل شركات إسبانية عملاقة أخرى مثل El Corte Inglés و Induyco و Cortefiel و Mango والعديد من الشركات الأوروبية الأخرى، مستفيدة من تكاليف الإنتاج التي تقل بكثير عن تلك في الاتحاد الأوروبي و كذا القرب الجغرافي. و يضيف التحقيق أن إسبانيا تعتبر الزبون الأول لصادرات الملابس المغربية منذ عام 2006 أما بالنسبة لشركة Inditex التي يملكها أورتيغا ، ففي عام 2007 ، فإن 10٪ من ملابس علاماتها التجارية الشهيرة Zara و Bershka و Stradivarius و Oysho و Uterqüe و Pull & Bear و Zara Home و Massimo صنعت في المغرب.