حالة من الصمت الرهيب ،تلك التي باتت عليها الجهات الرسمية بالمغرب، بعد فاجعة مقتل المئات من الحجاج بالحرم المكي ،بعد تدافع بين الحجاج بمشعر منى ،لقي على إثرها وفق مصادر إعلامية دولية حوالي 100 حاج مغربي مصرعهم . أسر الحجاج المغاربة وذويهم ،ما زالوا يعيشون على أعصابهم نظرا لشح المعلومات والأخبار التي ترد من المملكة العربية السعودية، حول وضعية الحجاج المغاربة رغم البلاغات “الجافة” التي أصدرتها الوزارة من كون الحجاج “بخير وعلى خير” . مجموعة من نشطاء الإنترنت المغاربة، اعتبروا أن الصمت الرسمي الرهيب، أبان عن احتقاره للمواطن المغربي وذلك بعد التجاهل التام من لدن الإعلام الرسمي، “الذي لم يواكب الحدث كما واكبته باقي وسائل الإعلام الدولية، ومنها العربية وبقيت حبيسة جدرانها الإسمنتية بالرباط”، دون أن تخجل من نقل ما وقع لأسر وأبناء الحجاج المغاربة . ففيما تم الإعلان عن مصرع حوالي 100 حاج مغربي، لقوا حتفهم في حادث التدافع الذي وقع أمس الخميس بمشعر منى من طرف أحد الدعاة المغاربة الموجودين في عين المكان ،وكذا وكالة الأنباء الفرنسية التي أعلنت عن مقتل 87 مغربياُ ساد الصمت في الإعلام الرسمي المغربي. حيث طالب مجموعة من المواطنين عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،برحيل مدراء الإعلام العمومي الذي اعتبروه ليس بالعمومي البتة ،ولم يقم بواجب الإخبار للعموم في مثل هاته اللحظات العصيبة، كما طالبوا أيضا برحيل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ،الذي صرح للإعلام بأن كل ما قيل غير صحيح فيما لم يذكر ما هو الصحيح الذي قد يريح مئات الأسر المغربية التي تضع يجها على قلبها كلما سمعت خبراً جديداً عن مقتل الحجيج. نشطاء اعتبروا أن مرور أكثر من 36 ساعة على الحادث، كان حري بالسلطات في الرباط، وبالسفارة في الرياض، أن يسارعوا الخطى، حتى يوضحوا الوضع أكثر للمغاربة، بدل الاكتفاء ببيان يتيم، لم يسمن ولم يغني من جوع. وخاطبوا الوزير التوفيق بالقول ” سيدي الوزير، مختفون لم يظهر لهم أثر منذ صباح أمس، وكان حري بأعضاء السفارة، وبأعضاء البعثة الرسمية ، أن يتصفوا بالحرفية والمهنية اللازمتين، وأن يحاولوا البحث عن أثرهم. لا ننتظر أبدا أن تعلنوا في بيان، لا قدر الله، عن عشرات القتلى في صفوف حجاجنا الميامين، والأمر وارد مع الأسف، لكن تم تعويدنا، مع الأسف مرة أخرى، على إخفاء الحقائق، والاكتفاء بلغة الخشب. نتمنى أن يكون ظننا خاطئا”. هذا وخصصت وزارة الصحة السعودية الرقم (00966112125552) للاستعلام من خارج المملكة لذوي المصابين والمتوفين بحادثة التدافع.