دعا الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري، الخميس، إلى تطهير البلاد ممن أسماهم “عبدة الاستعمار وأصنامه” وفاء لشهداء ثورة التحرير، في خمسينات القرن الماضي. جاء ذلك في كلمة خلال حفل تقليد رتب لضباط سامين في الجيش بمناسبة الذكرى ال 57 لاستقلال البلاد الموافق للخامس من يوليو/ تموز 1962. وقال صالح، “كل من يؤمن بميثاق الشهداء الأبرار وبعهدهم الأزلي، سيسهم بصدق في مكافحة الفساد، ويشارك بوفاء وإخلاص في تطهير الجزائر من كل عبدة الاستعمار وأصنامه”. ولم يقدم صالح توضيحات أكثر حول من أطلق عليهم هذا الوصف، لكن بدا واضحا أنه يشير إلى لوبيات داخلية مازالت تمثل امتدادا للنفوذ الفرنسي في الجزائر، وتسمى إعلاميا “حزب فرنسا”. ولمح قائد الجيش أن حملة ضد الفساد تشهدها البلاد منذ أسابيع ضد رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، تلقى معارضة من جهات نافذة. وقال “فالعدل الحازم، والإنصاف العازم، هما السبيل الأمثل والأنجع نحو تطهير البلاد من الفساد والمفسدين على الرغم من المعارضة الشديدة المتعددة الأشكال”. وتابع “لقد نسي كل مفسد وكل عميل وكل من يتسبب في إلحاق الضرر بأرض الشهداء، بأنه طال الزمن أو قصر سينكشف أمره وسيخيب سعيه”. ويحقق القضاء الجزائري منذ أسابيع مع عدة مسؤولين ورجال أعمال مقربين من نظام بوتفليقة بتهم “فساد”، أودع بعضهم السجن فيما وضع آخرون تحت الرقابة القضائية. وأفضت التحقيقات إلى سجن رئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبد الملك سلال، ووزير التجارة الأسبق عمارة بن يونس، وتم وضع عدد من الوزراء تحت الرقابة القضائية، وينتظر استمرار التحقيق مع وزراء ومسؤولين آخرين مستقبلا حسب بيانات للمحكمة العليا. والأربعاء، قال الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، في خطاب موجه للشعب أن البلاد تشهد “عملية تطهير واسعة لأجهزة الدولة وتجديد تأطيرها”. وتابع أن هذا “يتزامن مع مكافحة صارمة لآفة الفساد وتبديد الأموال العامة، تضطلعُ بها بجدية عدالةٌ تمارس اليوم كامل مهامها وصلاحياتها”.