اثارت تصريحات عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق، بادعائه الفقر، إستغراباً كبيراً في صفوف المغاربة، خاصة وانه كان يتقلد ثاني أكبر منصب في الدولة، بعدما كان برلمانياً لعدة سنوات براتب يلامس أربع ملايين. بنكيران، الذي خانه لسانه، اعترف بكونه يملك معملاً ل'جافيل' و مطبعة باسمه قبل أن يحولها الى اسم حركة ‘التوحيد والاصلاح' بصفقة مالية لا تقل عن ملياري سنتيم بحي المحيط بالرباط، بينما الاملاك العقارية باسم زوجته. هذا دون مدارس خاصة سبق لمنابر إعلامية أن ذكرت عناوينها بالتحديد خاصة بمدينة سلا، اغلبها في ملكية زوجته ‘نبيلة'، فيما أبنائه عرف كيف يوظف ابنته بالامانة العامة الحكومة بينما كان يستحلف دفاعاً عن نهاية التوظيف المباشر بالوظيفة العمومية، وتوظيف أحد ابنائه بجامعة الدارالبيضاء. وكانت صحيفة ‘الأخبار' قد كشفت أن ‘مصطفى الحشلوفي' الذيً يشرف على ماستر ‘التمويلات الاسلامية' بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء قد سهل مأمورية ‘أسامة بنكيران' ليصير أستاذاً بنفس الكلية بعدما أقنع في وقت سابق الوزير ‘الداودي' باعتماد هذا النوع من'الماستر' والذي سجل به أبناء قيادات الحزب الاسلامي. ودفعت هذه التصريحات الغريبة المغاربة الى التساؤل حول صحة ما يقوله بوجه احمر، بل اعتبر نفسه لا يملك شيئاً “تقريباً تقريباً تقريباً”، حسبه. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى ساحة لجٓلد بنكيران، حيث وصفه المحامي محمد الهيني، ب'الكذاب و المُتسول'، فكيف يخطب في الناس ليدعوهم الى الابتعاد عن السياسة إن هم أرادو المال، لكنه ظل ينتظر معاشه من السياسة التي قال أنه هو فقط واخوانه من يتقنوها. و كتب قائلاً : “أن بنكيران “يكذب على المغاربة”، من خلال ادعاءه الازمة، وتوفر حساباته البنكية الأربعة على مبالغ مالية قدره عشرة آلاف درهم”. وأضاف الهيني متسائلا في تدوينة نشرها على حسابه بالفاسبوك” : “هل يصدق عاقل هذا الهراء اين ذهبت اجور عشرون سنة في البرلمان وخمس سنوات في الحكومة ومداخيل جافيل ومؤسسات التعليم الخاص والمطبعة والعقارات المسجلة باسمه والحصص المالية والاسهم في العديد من المشاريع”. وأعلن الهيني بأنه يتحدى بنكيران ان يضع امام الراي العام الكشوفات الحسابية لحساباته وارصدته البنكية والمالية والعقارات والاسهم والحصص والمشاريع، قبل أن يتابع “مول الكوزينة أصبح رمزا للكذب والنفاق فبالأمس يقول غرغري والان 9ملايين ويبكي على المغاربة بالبهتان الانتخابي والمالي لاستدرار العطف والتسول”. ومن جهته، قال المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري عمر الشرقاوي ، في تدوينة له ب”الفيسبوك”، إنه “ينبغي ان يحسب سي بنكيران ألف حساب قبل بث لايفاته على الفضاء الازرق والا سيتعرض كل مرة لتسونامي من النقد ولوابل من الجلد العقلاني وغير العقلاني”. وأشار ذات الاستاذ الجامعي، الى أنه يجب عليه “ان يدرك ان فضاء الفيسبوك ليس هو فضاء المنصات الانتخابية المعدة بعناية من المريدين قبل وصول الزعيم، وأنه يجب عليه ان يفهم ان قاموس الفيسبوك أكثر شعبوية من خطاب الفضاءات الواقعية التي كان يتلاعب فيها بنكيران بعقول وقلوب مريديه بلغة شعبوية”. وأكد الشرقاوي، على أنه يجب على بنكيران أن يستوعب ان شعب الفيسبوك لا يقبل الخطابة من جهة واحدة كما يمارسها بنكيران امام مريديه دون ان يحركوا السنتهم، وان الفيسبوك لا يعترف بالمواقع والمناصب والشرعيات التاريخية فالكل امامه سواسية كأسنان المشط فلا فرق بين استاذ وطالب وصحفي وسياسي وامازيغي وعربي ويساري ويميني ومحافظ وحداثي ومؤمن وشيطان سوى التعاليق والجيمات. وبخصوص ميزانية تقاعد رئيس الحكومة المقال من طرف الملك السادس، أوضح الشرقاوي، أن ميزانية تقاعد بنكيران اليومية هي 3000 درهم، وان الحد الادنى للأجور شهرياً هو 2300 درهم علما ان الحد الادنى للتقاعد هو 1500 درهم شهرياً. وفي تدوينة ساخرة، كتب الناشط “مولاي محمد الصبيحي” بالعامية قائلا:” 90000درهم فشهر تساوي 3000 درهم فنهار، بمعنى أنا شخصيا إلى كنت كنشد هاد البركة غادي نعطي لواليدة 1000 درهم فنهار، و نعطي لمدام 500 درهم فنهار و تبقا ليا 1500 درهم ، غادي نفيييق نخرج نمشي نشرب قهوة ب 10 دراهم و نشد باكية گاروو ب 35 درهم و ندوز لبار نشد 20 بيرة و نغم راسي مزيان و نرجع نتغدا فدار و نتكا شوياا و نفيييق عاوتاني نمشي لشي باا نشد 3 ديال تروكارت و 2 باكيات تگاروووو و و فااااش نرجع لدر بليل تبقا شايطة ليا 600 درهم فنهار”. وفي تدوينة أخرى قال الناشط خالد شيبان:”واحد دوز خمس سنوات في منصب رئيس حكومة كايتقاضى على الأقل عشرة ملايين سنتيم في الشهر، وقبلها كان برلمانيا لمدة اثنا عشرة سنة كان يتقاضى خلالها على الأقل أربعة ملايين سنتيم في الشهر بلا مانهضرو على مشاريعه من مدارس خاصة وغيرها .. وكايقول بأنه نهار خرج من رئاسة الحكومة بقات ليه عشرة آلاف درهم فقط في حسابه وقبل منها قال بأنه يالاه قدر خلال كل تلك الفترة أنه يصلح الصالون والكوزينة”. ليتابع “هادشي كامل ماشي مشكل .. المشكل الكبير جدا هو أن هناك من يصدق هذا الكلام ويروج له، ويبرر له تقاضيه تقاعد تسعة ملايين سنتيم شهريا من بعد ما طحن جيوب المغاربة كاملين بما سماه إصلاحا للتقاعد” ليختم تدوينته ب “يوا الله ياخذ الحق” .