لايزال قرار الاقتطاع من أجور الموظفين على خلفية إصلاح نظام التقاعد، يثير ردود فعل المعنيين بالامر بسبب ما اعتبروه إجراء مجحفا في حقهم، خاصة بعد انفضاح أمر مهندس الاقتطاعات عبد الاله بنكيران الذي أخفى على المغاربة حصوله على تقاعد استثنائي يقدر بتسعة ملايين سنتيم شهريا.. وعبر عدد كبير من الموظفين عن استيائهم بسبب الاقتطاع الذي طال أجورهم، برسم الشهر الجاري، وهو الاقتطاع الرابع على التوالي منذ سنة 2016 وذلك في إطار إجراء اتخذته حكومة بنكيران لإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد. فابتداء من عام 2016، تم الرفع من قيمة الاقتطاعات من أجور الموظفين العموميين لصالح التقاعد، لتتحول من 10 في المائة إلى 14 في المئة، على أن زيادة نسبة 4% تمت بالتدريج بمعدل 1% في كل سنة، ابتداء من 2016. وشهد الشهر الأول من السنة الجارية، الرفع للمرة الأخيرة في قيمة الاقتطاعات من أجور الموظفين حتى تُستكمل ال14% في نسبة الاقتطاعات التي سبق تحديدها قبل نحو ثلاث سنوات في إطار إجراء يهدف إلى إنقاذ صندوق التقاعد من الإفلاس. وخلفت هذه الاقتطاعات التي تختلف بحسب حجم الأجر، موجة من ردود الفعل الغاضبة وسط نشطاء الفيسبوك وباقي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. وكتب أحد المواطنين تدوينة معلقا على هذا الإجراء:"أكثر من 600 ألف موظف عمومي سيتلقون أجرتهم لشهر يناير هذا الأسبوع منقوصة بسبب الاقتطاع الرابع الذي أقرته حكومة ابن كيران". فيما غرد آخر على حسابه بتويتر "منجزات ابن كيران: أجرة شهر يناير 2019 لأستاذ مرتب في السلم 10 تنزل بمقتضى المخطط التخريبي لأنظمة التقاعد تحت عتبة 5000 درهم". وكشف مجموعة من الموظفين عن تعرض أجورهم لاقتطاعات، حيث كتب أحدهم: "صبحنا على الاقتطاع من رزق الأولاد" وكتب آخر "الحمد لله والشكر لله ولا يحمد على مكروه سواه، تم هذا اليوم الاقتطاع الرابع من أجرتي لتمويل تقاعدي". واستحضرت كثير من التدوينات المتفاعلة مع الخبر "المعاش الاستثنائي" الذي حصل عليه رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، الذي قدر بتسعة ملايين سنتيم، حيث كتب أحد المدونين "إصلاح التقاعد في المغرب، اقتطاع من أجور الموظفين ومنح تقاعد استثنائي لمهندسه".