كشفت ورقة بحثية إسرائيلية أمس الأحد، إن “العلاقات مع المغرب آخذة بالتنامي رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية مشتركة، فالمغرب يحافظ على اليهود لديه، ويستضيف إسرائيليين كثرا في كل عام، رغم ما أظهره عدد من المشجعين المغاربة في مونديال روسيا الأخير وهم يحرقون علم إسرائيل، والمعاملة العنيفة التي عاملوها لعدد من المشجعين الإسرائيليين”. وأضافت الباحثة في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية عينات ليفي أن “المملكة المغربية تتعامل مع اليهود الذين من أصولها على أنهم جزء من الجالية المغربية في الخارج، وقد ذكرت وزارة شؤون الهجرة والشتات المغربية في تقريرها السنوي لعام 2016 أن إسرائيل تعتبر الدولة الثانية التي تضم مغاربة في الشتات بعد فرنسا، حيث يوجد 800 ألف يهودي من أصول مغربية”. وأشارت الورقة البحثية التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها “عربي21” إلى أن “الإسرائيليين من أصول مغربية يستطيعون الحصول على جنسية مغربية، وهي تمنح لأربعة أجيال قادمة، وفي 2011 حصل تعديل في القانون المغربي أقر بأن اليهودية تعتبر جزءا من التراث المغربي، وبذلك فلن نجد دولة مسلمة ترى في إسرائيل دولة تضم مواطنيها في الشتات، وتعترف باليهودية كجزء من ميراثها الشعبي، وتقدم جنسيتها للإسرائيليين”. وأكدت الدراسة أن “الصداقة المغربية الإسرائيلية تعود لسنوات الخمسينيات، حيث نشأ تحالف مشترك بينهما لمواجهة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وتنظيم هجرة اليهود المغاربة لإسرائيل، وفي سنوات السبعينيات تطورت العلاقات في أعقاب الدور الذي قامت به المغرب لتحقيق السلام بين إسرائيل ومصر”. وتضيف أنه “في أوائل سنوات التسعينيات نجح اتفاق أوسلو في إخراج علاقة المغرب وإسرائيل إلى الضوء بعدما كانت سرية، وفي 1994 فتحت الدولتان مكاتب اتصال مشتركة، لكنهما منذ أكتوبر 2000 مع بداية الانتفاضة الثانية لم تعودا تقيمان علاقات دبلوماسية رسمية”. وأكدت الباحثة التي تعمل مبادرة لتطوير مشاريع مشتركة بين المغرب وإسرائيل، وتقوم بتسيير وفود تعليمية من وإلى البلدين، أن “هناك علاقات ثنائية مشتركة بينهما عديدة ومفاجئة، فالسياحة بينهما تتمثل بزيارة قرابة 45 ألف إسرائيلي سنويا إلى المغرب، فيما يصل عدد المغاربة الذين يزورون إسرائيل سنويا إلى 35 ألفا، حتى رغم التعقيد الذي يواكب استخراج تأشيرة السفر الإسرائيلية، وفي ظل عدم وجود خطوط جوية مباشرة بين الرباط وتل أبيب فقد وقعت شركة إلعال الإسرائيلية ونظيرتها المغربية “رويال إير” اتفاقا ثنائيا”. أما في مجال الزراعة، فتقول الدراسة إن “هناك تعاونا، ولو بشكل مقلص، فالمغرب يوفر لإسرائيل منتجات زراعية مثل أسماك السردين والزيوت، فيما تصدر الأخيرة للمغرب العلوم المعرفية والتكنولوجية الزراعية مثل منظومات الري المعروفة باسم التفتوف، كما أن هناك صفحة إسرائيلية على “فيسبوك” موجهة للمزارعين المغاربة، وأقام المزارعون الإسرائيليون في المغرب حمامات زراعية خاصة بإنتاج التمور والزيوت واللوز والحمضيات”. وعند الحديث عن التعاون في المجالات الثقافية والفنية، تقول الدراسة إن “الجانبين ينظمان مهرجانات سينمائية وموسيقية وثقافية، ويجريان أبحاثا دراسية، وفي يونيو 2018 وصل إسرائيل ثلاثة وفود مغربية وبعض ممثلي المجتمع المدني، ممن يديرون حوارات مع نظرائهم الإسرائيليين، وقامت وفود إسرائيلية بزيارة المغرب في السنوات الأخيرة للمشاركة في عدة فعاليات، مثل قمة المناخ الدولية في مراكش في نوفمبر 2016، وبطولة الجودو في مارس بأغادير، واجتماع البرلمانيين لدول البحر المتوسط في الرباط في أكتوبر 2017”.