بدعوة من نظيره الصيني، يانغ يي، استهل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة أمس الخميس، زيارة عمل لجمهورية الصين الشعبية تستغرق يومين، يبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما يتم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين حول حزام وطريق الحرير. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا إثر الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس، السنة الماضية، تم خلالها التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى علاقات الشراكة الإستراتيجية، والتوقيع على أكثر من عشر اتفاقيات تهم التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمالية والثقافة والسياحة والغذاء والأمن. وعبر بهذه المناسبة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، عن الأهمية الكبيرة التي توليها بلاده لهذه الزيارة لما ستشهده من تبادل للأفكار وبحث لمختلف القضايا الدولية والإقليمية تهم البلدين. هذا و كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد تعهد بتخصيص 124 مليار دولار لخطة طريق الحرير الجديد ليكون "طريقا للسلام ولم الشمل والتجارة الحرة". وتروج الصين لما تطلق عليه رسميا مبادرة "حزام واحد – طريق واحد" كسبيل جديد لدعم التنمية العالمية، منذ أن كشف بينغ النقاب عن الخطة الطموحة في 2013 بهدف تعزيز الروابط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وما وراء ذلك من خلال استثمارات في البنية التحتية بمليارات الدولارات. ميناء طنجة المتوسط سيساهم في مبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء ‘طريق الحرير' القديم فضلاً عن وجود عدد من الموانئ التي يمكن تطويرها على البحر المتوسط والتي من شأنها أن تتكامل مع هذا الطريق وتساهم في تحقيق أهدافه المرجوة خاصة بعد الزيارة الملكية للصين والتي تعهدا فيها قائدي البلدين بتطوير والزيادة في التبادل التجاري بين البلدين. و كان رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لافريقيا، عثمان بنجلون،قد قال إن تفعيل مشروع مدينة محمد السادس طنجة-تيك سيساهم في انبعاث طريق الحرير التي يبدي الشركاء الصينيون تعلقا بها. وقال بنجلون في عرض خلال حفل تقديم هذا المشروع الكبير بطنجة، تحت رئاسة الملك محمد السادس، إن "طريق الحرير" ستمر بطنجة، وعبر هذه الأرض المباركة، نحو باقي القارة الافريقية و أوروبا وأمريكا". و كانت "طريق الحرير" تمثل إحدى الطرق الرئيسية التي تربط الصين بوسط أوروبا وفضاء البحر الأبيض المتوسط من خلال قوافل تجارية طيلة 1500 سنة.