هل تتسالون من اين يحصل الجسم على الطاقة الكافية لمتابعة ساعات الصيام الطويلة اثناء شهر رمضان؟ ان الجواب بسيط، ولكن العملية معقدة! حيث يلجا الجسم بعد الانتهاء من هضم الطعام الموجود في المعدة الى تفكيك الجلوكوز الموجود في الكبد والعضلات للحصول على الطاقة اللازمة، وعند انتهاء المخزون من الجلوكوز، تصبح الدهون الهدف الثاني لتزويد الجسم بالطاقة. ومن هنا يبدا الصائم بالشعور بالتعب والنعاس، نظرا لهبوط مستويات السكر في الدم لديه، واستهلاك مخزون الغليكوجين بالجسم باعتباره مصدرا من مصادر الطاقة كما ذكرنا سابقا. وحتى يستطيع الصائم مواجهة هذه التغييرات في الجسم خلال ساعات الصيام عليه الاستفادة قدر الامكان من الوجبتين الاساسيتين خلال ايام الصيام الا وهما السحور والافطار. ما هي الخطوات التي من شانها ان تساعد في الحفاظ على الطاقة في الجسم والتركيز لاجتياز ساعات الصيام اثناء اليوم وبالاخص اثناء العمل؟ شكل عام هناك عدة نقاط يجب مراعاتها خلال شهر رمضان الفضيل، للحفاظ على الطاقة اللازمة في الجسم، والتي تشمل: – عدم تخطي او اهمال وجبة السحور! تعتبر وجبة السحور بمثابة وجبة الفطور بالايام العادية، لذا من المهم والضروري عدم تخطيها، فهي من شانها ان تساعدنا في تحمل ساعات الصيام، والحفاظ على اكبر قدر ممكن من الطاقة والتركيز خلال اليوم. ومن اجل ذلك يجب ان تحتوي وجبة السحور على العناصر الغذائية المهمة بطيئة الهضم للشعور بالشبع لاطول فترة ممكنة. اما عن وجبة السحور المثالية: 1- احتواء وجبة السحور على النشويات الغنية بالالياف مثل الخبز، والتي من شانها ان تزود الجسم بالطاقة. 2- تناول البروتين خلال وجبة السحور مثل البيض والحليب او البقوليات، حيث يساعد البروتين في تاخير الشعور بالجوع نظرا لان هضمه يستغرق وقتا اطول. 3- تناول الخضراوات والفواكه. 4- تجنب الاطعمة الدسمة او الغنية بالسكريات، حيث ان هذه الاطعمة تزيد من الشعور بالجوع والعطش لاحقا. – تجنب تناول الكافيين مثل القهوة ومشروبات الطاقة، لاعتباره مدر للبول، اي يخلص الجسم من السوائل بطريقة كبيرة عن طريق البول، مما يزيد احساسكم بالعطش خلال ساعات الصيام، وبالتالي انخفاض تركيزكم. – عدم البقاء تحت اشعة الشمس لوقت طويل، لتجنب زيادة شعوركم بالعطش والتعب وفقدان التركيز، وان كنتم مضطرين لذلك ينصح باتباع اساليب الحماية من لباس فضفاض وفاتح اللون، وارتداء النظارات الشمسية والقبعة. – اخذ قسطا من الراحة في منتصف النهار ان امكن، وتجنب القيام باي مجهود جسدي خلال ساعات الصيام قدر الامكان، وتاجيل الذهاب الى النادي الرياضي وممارسة الرياضة الى ما بعد الافطار بساعتين الى ثلاث ساعات. – التاكد من الحصول على ساعات نوم كافية خلال الليل لزيادة النشاط في اليوم التالي وتقليل الشعور بالتعب وعدم التركيز. – الحفاظ على تادية الصلاة، لما لها من دور كبير في مدنا بالصبر والطاقة، اضافة الى كونها جزء من التمارين التي تساعد في كسر الخمول الكسل. – اما للعاملين في المكاتب، ولعدم فقدان الطاقة والتركيز بوقت قصير، ننصحكم بما يلي، الى جانب مراعاة الامور السابقة: – اخذ قسط من الراحة كل فترة والمشي قليلا، لتجنب الشعور بالكسل وفقدان الطاقة، وذلك عن طريق تنشيط الدورة الدموية في الجسم. – غسل الوجه والمضمضة مع التاكد من عدم بلع المياه لزيادة الشعور بالانتعاش ورفع الطاقة خلال ساعات الدوام. – التاكد من التواجد في مكان مكيف وبعيد عن الشمس قدر المستطاع. – في حين على العاملين تحت اشعة الشمس عليهم محاولة التقيد بالامور التالية: – ارتداء الملابس الفضفاضة وفاتحة اللون واعتمار قبعة الشمس ونظارات الشمس. – محاولة البقاء تحت الظل وبعيدا عن اشعة الشمس قدر الامكان. – غسل الوجه والراس باستمرار لتجنب الاصابة بالجفاف، بالاضافة الى المضمضة. – محاولة العمل بعد الافطار وليس قبله ان امكن. لا شك ان الصيام لساعات طويلة وفي فصل الصيف امر شاق، الى انه يعود بالفائدة على جسمنا وصحتنا في حال اتباعنا لنمط غذائي صحي، ومحافظتنا على شرب كمية كافية من السوائل يوميا، الى جانب مراعاتنا للنصائح السابقة.