هاجم “توفيق بوعشرين” ناشر صحيفة “أخبار اليوم” المقرب من الأمين العام لحزب العدالة و التنمية “عبد الإله بنكيران” بشدة عضو الأمانة العامة للبيجيدي و وزير الطاقة الحالي “عزيز الرباح”. و كتب “بوعشرين” افتتاحية نارية وصف فيها “الرباح” بالوزير المتلحي من درجة “عياش” مشيراً إلى أنه تحول، بين عشية وضحاها، إلى مناضل ليبرالي وديموقراطي عريق، غيور جدا على القانون الداخلي للحزب، الذي يحدد عمر الأمين العام للحزب ولايتين غير قابلتين للتمديد. و اضاف “بوعشرين” في افتتاحيته أن ” الرباح رجل مؤمن بالتداول على السلطة في الحزب لا في الدولة، فقد صرح لوسائل الإعلام، قبل أن يدخل إلى قاعة المجلس الوطني صبيحة السبت، بالقول: “لسنا عبدة أصنام، ونحن حزب المؤسسات، ولدينا قيادات من الطراز الرفيع”. واعتبر ناشر أخبار اليوم أن ” هذا الكلام “الغليظ” موجه كله ضد بنكيران، الذي ازيح عن منصب رئاسة الحكومة بطريقة غير ديمقراطية، وموجهة إلى رأي في الحزب يريد الحفاظ على استقلالية القرار الحزبي، ويريد أن يحصن هوية الحزب الإصلاحات حتى لا يتحول المصباح إلى سلم يصعد عليه المتسلقون إلى الكراسي الوزارية، ثم يتنكرون له عندما يصيرون جزءا من بطانة السلطة”. ” الرباح لا يريد أن يعبد صنم بنكيران، لكن لا مانع لديه من أن يخر ساجدا كل صباح لاصنام السلطة وآلهة الحكم، والرباح متحمس جدا للحفاظ على بنود القانون الداخلي للحزب، لكن خرق دستور البلاد كل يوم لا يهز شعرة في رأسه، بل، بالعكس، هو ومن يدور في فلكه يجدون آلاف التبريرات لعودة السلطوية إلى البلاد فقط من أجل أن يظلوا قريبين من معبد الحكم، حتى وإن كانوا يؤدون أدوارا صغيرة جدا، وحتى وإن كانوا أجراء لا شركاء، فالرباح، ومن على شاكلته، في الأحزاب السياسية، يعتبرون أن السلطة هي الأصل، والباقي كله فروع، بما في ذلك الشعب الذي اوصلهم إلى ما هم فيه الآن يضيف “بوعشرين”. و أشار “بوعشرين” إلى أن “الرباح، الذي كاد يجن خلال الخمسة أشهر التي كان فيها بنكيران يصارع من أجل ولادة حكومة قوية ووفية لروح السابع من أكتوبر، وكان يردد في كواليس الحزب انتقادات لاذعة لتصلب بنكيران مع أخنوش، ومع المفاوضين الذين يقفون خلف أخنوش، وكان رأي الرباح، منذ الأسابيع الأولى، أن يدخل الاتحاد الاشتراكي إلى الأغلبية، وأن ينحني بنكيران للعاصفة، وأن يبتعد عن حزب الاستقلال، وأن يصير المصباح عبدا مشرط الحناك بدعوى الخوف من القطيعة مع القصر، وتفويت الفرصة على الذين يريدون إفساد الود بين الإخوان والدولة، والرباح يصير مع المشروعية فقط عندما توافق هوى المخزن، الذي يذبح له القرابين في كل مناسبة يتعرض الحزب فيها لاختبار الاستقلالية والمصداقية”. ونقل “بوعشرين أن “بنكيران قال لأحد مبعوثي القصر، بطريقة تجمع بين الجد والهزل: “كنت اسعى دائما إلى أن أجعل من قادة حزب العدالة والتنمية ملكيين، لكن يبدو أن بعضهم أصبحوا مخزنيين وليس فقط ملكيين!”.