اعتبر د. ‘الشرقاوي الروداني' الباحث في القضايا الاستراتيجية، أن المبادرات الملكية في مجال الرعاية الإنسانية و الاهمية التي يعطيها للمهاجرين تدخل في صلب الاهتمام الملكي بالإنسان الأفريقي. و قال ‘الروداني' في تصريح خص به موقع Rue20.Com أن ‘انطلاق المرحلة الثانية في تسوية أوضاع المهاجرين الغير الشرعيين و حرص جلالته على تقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين في دولة النيجر ، بعد الطرد التعسفي و الغير الأخلاقي للدولة الجزائرية، يعكس الرؤية الإنسانية التي يوليها جلالته للدول وشعوب القارة الأفريقية'. وأضاف الخبير في المجال الأمني والاستراتيجي، على متن تصريحه لموقعنا، أن ‘هذه المبادرات الملكية تؤكد أن التوجه الاستراتيجي للمملكة ليس فقط من أجل خلق جسور اقتصادية و سياسية ، ولكن هناك توجه إنساني و اجتماعي يهدف إلى توحيد أفريقيا من خلال قيم إنسانية راقية و تضامن مع جميع دول القارة. في هذا الاتجاه، المبادرات الإنسانية الجلالة الملك في دول الساحل الأفريقي و جنوب الصحراء كما طبيعة المشاريع التي أطلقت في مدغشقر تظهر طبيعة التوجه الدبلوماسي الواقعي المسؤول التي أصبح المغرب يكرسه'. كما لا يخفى، يُعلق ‘الروداني'، على أن ‘خطوات وسياسة دولة الجزائر الأخيرة من خلال تصريحات مسؤوليها اتسمت بالعنصرية و التمييز الذي ترفضه جميع القوانين الكونية ؛ إلى جانب الطرد الغير الإنساني خلق موجة استنكار دولية و حقوقية و أظهر أن صناع القرار الجزائر يسيئون إلى أفريقيا وشعوبها ويضربون في الصميم المشترك الأفريقي'. وتأسف ‘الروداني' مما أسماه الممارسات الشنيعة، التي تضرب عرض الحائط جميع القرارات الاممية والمواثيق الدولية الى جانب البروتكولات الاختيارية المتعلقة بحقوق الإنسان و الحقوق المدنية، الاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين بالجزائر'. وقال ‘الروداني'، أن ‘هذه التطورات التي تأتي و العالم أصبح يحتفل باليوم العالمي للمهاجرين تميط اللثام عن تكتيك جزائري الهذف منه بعث رسائل خطيرة للمجتمع الدولي فيما يتعلق بآليات تدبير الهجرة'. وشدد ‘الشرقاوي الروداني'، على أن ‘الاوضاع المزرية وتحريض السلطات على مهاجمة المهاجرين خاصة من دول الساحل وغرب أفريقيا يسائل المنتظم الدولي ويطرح عدة أسئلة جوهرية حول المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي والتي تبين أنها تم تحويلها و أصبحت في السوق السوداء في مناطق جزائرية مختلفة'. و وصف ‘الروداني'، التعامل الجزائري مع المهاجرين الأفارقة ب'عنجهية' تريد خلق سيناريو فوضوي في شمال النيجر'، مضيفاً، ‘كما أن هذه العمليات الغير الإنسانية هي استفزاز للمشترك الإنساني الأفريقي ؛ و بعيد كل البعد عن المشترك التي ناضل من اجله الآباء المؤسسين للحركات التحرر الأفريقي في مؤتمر الدارالبيضاء ، مونروفيا، لاغوس واديس ابيبا .هذا الطرد التعسفي يطرح أسئلة حول الوجه الحقيقي لسياسة الخارجية الجزائرية في أفريقيا و يميط اللثام عن ازدواجية وحقيقة الخطابات المزيفة لمسؤوليها اتجاه القضايا الإقليمية والقارية'. و أكد ‘الشرقاوي' أن المملكة المغربية و من خلال المبادرات الإنسانية لجلالة الملك محمد السادس اتجاه القارة الأفريقية ومشاريع التنمية المستدامة في عدة دول تترجم بالواضح الرؤية المتكاملة للمغرب و تؤكد على الحرص الكبير الذي يوليه جلالة الملك للنفس الجديد الذي يجب أن يكون عليه التضامن الأفريقي'. و أضاف في هذا الصدد، أنه ‘لا بد من الإقرار على أن المبادرات الملكية الأخيرة اتجاه المهاجرين المطرودين من طرف السلطات الجزائرية إلى شمال النيجر أو تسوية أوضاع المهاجرين من خلال المرحلة الثانية ليست تكتيك سياسي ، بل يدخل في قلب الرعاية الإنسانية التي توليها المملكة للهجرة'، فالمغرب، يُضيف ‘الروداني'، و بمبادرة منه أطلق على هامش الجمعية العامة لأمم المتحدة إلى إقامة ” تحالف أفريقي للهجرة و التنمية ” سنة 2013 وكان الهذف هو خلق آليات للتفكير العميق المشترك الأفريقي حول هذه الظاهرة يكون المرتكز هو القانون الدولي و الإنساني و احترام حقوق الإنسان'. و ختم ‘الروداني'، بأن ‘المغرب و من خلال هاته المبادرات نجح في كتابة التاريخ في مجال الهجرة على المستوى الدولي، وهذا ما اكدته عدة منظمات دولية تعمل في المجال و التي اشادت بالنموذج المغربي في مجال الهجرة وادماج المهاجرين'. وعليه، فان المبادرات الانسانية لجلالة الملك في القارة و النهج الحكيم للمملكة من خلال سياسة مندمجة مع مرتكزات عملية الهذف منها هو إدماج المهاجرين في قلب التصور الاجتماعي، الاقتصادية و الثقافي لبلادنا جعلها تحظى باحترام كبيرو مصداقية في كل القضايا الدولية التي تباشرها.