على إثر الأزمة الإنسانية المرتبطة بالهجرة، والناجمة عن الترحيل الجماعي لأشخاص ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء نحو النيجر،من طرف الجزائر أعطى الملك محمد السادس ،تعليماته السامية من أجل منح مساعدة عاجلة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، ووزارة الداخلية، لفائدة هؤلاء الأشخاص المطرودين والموجودين في وضعية هشاشة قصوى بأحد المراكز بشمال النيجر. وتتضمن هذه المبادرة، التي تندرج في إطار التضامن الفاعل للمغرب مع بلدان وشعوب القارة، توزيع حزمة من المساعدات الإنسانية تتكون من مواد غذائية وأغطية وخيام. كما تهدف إلى مساعدة النيجر الشقيق على مواجهة وضعية استثنائية قد تعرف تطورا إنسانيا مأساويا. ويصل الحجم الإجمالي لهذه المساعدة إلى نحو 116 طنا. يذكر أن الجزائر قامت بترحيل مئات المهاجرين من غرب أفريقيا إلى النيجر هذا الأسبوع بواسطة الشاحنات وأعادت مهاجرين إلى النيجر منذ 2014 مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يسلكون الطريق المحفوف بالمخاطر إلى أوروبا من غرب أفريقيا. وعلى مدى الأيام الماضية وصل ألف مهاجر في قافلة من حوالي 50 شاحنة إلى أغاديز وسط النيجر، وهي بلدة صحراوية يدفع فيها المهاجرون من أرجاء غرب أفريقيا أموالا لمهربين، لنقلهم في الرحلة الشاقة شمالا عبر الصحراء الأفريقية، وفقا لمسؤولين في أغاديز والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة “هيومن رايتس ووتش”. وقال غوسيبي لوبريتي رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر: “يوجد حوالي ألف، منهم 271 من النيجر والباقون من دول في غرب أفريقيا وبالتحديد مالي وغينيا كوناكري”. وقال لوبريتي: “المنظمة الدولية للهجرة، التي لها مركز احتجاز في أغاديز يقدم المأوى والغذاء لمهاجرين من أرجاء المنطقة، لا تشارك بشكل مباشر في أحدث عملية ترحيل لأن السلطات في الجزائر أو النيجر لم تتصل بها لطلب المساعدة”. ووفقا لتقرير ل “هيومن رايتس ووتش”، نشر الجمعة، فإن أكثر من 1400 مهاجر رحلوا قسرا من الجزائر هذا الشهر، واعتقل الكثيرون منهم في العاصمة الجزائرية وأعيدوا في حافلات إلى أغاديز.