حكى عدد من الماليين، الذين طردوا من الجزائر، خلال عملية واسعة ضد مهاجرين أفارقة، تفاصيل الاعتداء، الذي تعرضوا له على يد قوات الأمن الجزائرية، التي قامت باستخدام العنف خلال عملية إبعادهم، ما خلف سقوط قتلى وجرحى. وقال الماليون في حديث مع وكالة "فرانس بريس"، اليوم الثلاثاء، إن عدد المهاجرين فاق 260 ماليا، طردوا في إطار هذه العملية، ووصلوا، ليلة الأحد الاثنين إلى باماكو. ولم يؤكد مصدر رسمي، أو السلطات الجزائرية، المعلومات عن سقوط قتلى، ولم تدل السلطات بأي تعليق على عملية الابعاد، التي بدأت مطلع الشهر الجاري، بحسب تقارير. وقال عثمان كوليبالي، أحد المهاجرين، الذين تم استقبالهم في مكاتب الدفاع المدني، "تعرضنا للضرب، وقتل ثلاثة ماليين على الأقل"، متهما قوات حفظ النظام الجزائرية بأنها "عنصرية". وأضاف المتحدث في حديث مع المصدر ذاته، أن عددا من الماليين، الذين تم "احتجازهم" في "باحة كبيرة" بعد توقيفهم في العاصمة الجزائرية، حاولوا الإفلات من ضربات الهراوات واصطدمت رؤوسهم بجدران، أو قضبان حديد. وتابع أن "آخرين جرحوا، وتوفي أحدهم خلال نقله من العاصمة إلى تمنغست، والى الحدود النيجرية"، في إشارة إلى آخر مدينة كبيرة في الجنوب الجزائري قبل مالي، والنيجر. وتحدث مهاجر آخر، موسى كانتي، عن "نقص المياه والغذاء"، وأضاف: "عندما يبعدوننا إلى النيجر يقومون بإعطائنا رغيف خبز لأربعين شخصا". وتم نقل المبعدين من الجزائر في حافلة حتى حدود النيجر، ومنها إلى العاصمة نيامي "في شاحنات تجمع عادة الرمل"، كما قال عمر، البالغ من العمر 22 سنة. وقال يوسف دومبيا "اعتقلونا في الأول من شتنبر، وأضاف أنه عندما سأل "الناس والجيش" عن سبب توقيفه، قالوا له إن الهدف "هو التلقيح". وقال المندوب العام للماليين في الخارج، عيسى ساكو، ل"فرانس برس": "نطلب تحقيقا في شأن حالات الوفاة، التي أعلن عنها لتأكيدها أو نفيها". وأضاف: "ندين في الواقع المعاملة، التي لقيها مواطنونا". وعلى مدى الأيام الماضية، وصل ألف مهاجر في قافلة من حوالي 50 شاحنة إلى أغاديز وسط النيجر، وهي بلدة صحراوية، يدفع فيها المهاجرون من أرجاء غرب إفريقيا أموالا لمهربين، لنقلهم في الرحلة الشاقة شمالا عبر الصحراء، وفقا لمسؤولين في أغاديز والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش". وقال غوسيبي لوبريتي، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر: "يوجد حوالي ألف، منهم 271 من النيجر، والباقون من دول في غرب إفريقيا، وبالتحديد مالي، وغينيا كوناكري". وقال لوبريتي: "المنظمة الدولية للهجرة، التي لها مركز احتجاز في أغاديز يقدم المأوى والغذاء لمهاجرين من أرجاء المنطقة، لا تشارك بشكل مباشر في أحدث عملية ترحيل، لأن السلطات في الجزائر، أو النيجر لم تتصل بها لطلب المساعدة". ووفقا لتقرير ل "هيومن رايتس ووتش"، نشر الجمعة الماضي، فإن أكثر من 1400 مهاجر رحلوا قسرا من الجزائر هذا الشهر، واعتقل الكثيرون منهم في العاصمة الجزائرية، وأعيدوا في حافلات إلى أغاديز.